مع بداية كل عام جديد يبدأ معظمنا بوضع قائمة طويلة من الأهداف السنوية، فيرغب البعض بالالتزام بممارسة الرياضة خلال العام الجديد، بينما يقرر آخرون منع السكر من حمياتهم الغذائية، ويصمم البعض على القراءة يومياً لمدة لا تقل عن نصف ساعة، بينما يخصص آخرون ساعة يومياً في العام الجديد لتعلم لغة جديدة.. لكن وبعد بناء قصر عال من الآمال والطموحات ينتهي بنا المطاف دون أن نحقق أياً من أهدافنا، فأين يكمن الخلل تحديداً؟
وفقاً لعلماء النفس، فإننا نمتلك الإرادة اللازمة لتحقيق أهدافنا، لكننا غالباً نفشل في تغيير عاداتنا السابقة وبناء عادات جديدة.
في هذا التقرير سنستعرض معكم 7 استراتيجيات قد تفيدكم في بناء عادات إيجابية جديدة والمداومة عليها:
كيف أغير عاداتي القديمة؟
1. ضع حافزاً واضحاً يدفعك للتغيير
هل وضعت هدفاً ما نصب عينيك وفشلت بعد محاولات عديدة في تحقيقه؟ ربما حان الوقت لتسأل نفسك: لمَ أريد تحقيق هذا الهدف؟
قد تحاول وتفشل ثم تستسلم، وقد تحاول وتفشل ثم تحاول مرة أخرى، والفرق بين الحالتين أنك في الأولى لا تملك رؤية واضحة عن الأسباب التي تدفعك لتحقيق هدفك.
على سبيل المثال، يقوم العديدون بوضع ممارسة التمارين الرياضية ضمن أهدافهم لأنه "يجب" عليهم أن يمارسوا الرياضة، أو يقومون بمحاولة خسارة الوزن لأنه "يجب" عليهم أن يخسروا بعضاً من وزنهم.
لكن وفقاً لـ Psychology Today، فإن الشعور فقط بضرورة القيام بشيء ما لن يؤدي إلى تغيير طويل الأمد.
بمعنى آخر يجب أن يكون لديك في بداية الأمر دافع قوي وشخصي للتغيير، حتى تستطيع المثابرة إلى أن تحقق هدفك، ومن دون هذا الحافز لن تتمكن من بناء عادة جديدة بسهولة، ولن تتمكن من التخلص من العادات القديمة السيئة لفترة طويلة من الزمن.
ومن المهم أن تكون واضحاً بشأن الأسباب التي تدفعك إلى التغيير، هذا سيساعدك على إيجاد استراتيجيات فعالة لتكوين عادات جديدة تستمر معك بشكل دائم.
2. ذكِّر نفسك بأهدافك
ربما صمَّمت في بداية العام على تعلم لغة جديدة، لكنك تفاجأت بعد مرور خمسة أشهر أنك لم تتخذ أي خطوة جدية لتحقيق هذا الهدف.
لكي تبني عادة جديدة تشكل نمط حياتك، يجب أن يكون لديك خطة واضحة عن كيفية تكوين هذه العادة الجديدة، ويجب أن تذكر نفسك باستمرار بهذه الخطة.
سجّل رؤوس أقلام حول خططك وأهدافك على ملصقات وضعها في مكان، بحيث تستطيع رؤيتها بشكل دائم. ضعها مثلاً على الثلاجة أو مرآة الحمام أو على مكتبك.
من الممكن أيضاً أن تفعل منبهاً أسبوعياً أو شهرياً على جوالك ليذكّرك بإنجاز أبرز المهام التي خططت لها.
لكي تكون عادة جديدة وتحافظ عليها من الضروري أن تقوم بتتبعها بشكل جيد خاصة في الفترة الأولى؛ لذلك لا يجب أن تهمل متابعة تقدمك في هذا الصدد.
3. ابنِ عاداتك الجديدة بالتدريج وكافئ نفسك
ابدأ بخطوات بسيطة، وقرر على سبيل المثال الالتزام بالعادة الجديدة لمدة 3 أيام فقط، خذ استراحة لمدة يوم، ثم تابع لمدة 4 أيام… وهكذا.
عندما تتدرج في اكتساب عادة ما سيكون الأمر أسهل من أن تفاجئ نفسك بتغييرات كبيرة على نمط حياتك لن تستطيع تحملها لفترة طويلة.
ولا تنسَ أن تكافئ نفسك إذا حافظت على عادتك الجديدة على سبيل المثال لمدة 10 أيام متتالية، يجب أن تذكر نفسك باستمرار بأهمية بناء هذه العادة الجديدة بالنسبة لك وأن تحتفل عندما تحرز تقدماً في الحفاظ عليها.
4. اربط عاداتك الجديدة بعاداتك القديمة
من المفيد للغاية أن تقوم بربط عادتك الجديدة التي تحاول التأقلم معها بعادة قديمة موجودة مسبقاً.
على سبيل المثال، إذا كنت معتاداً على تناول الفطور يومياً قبل الذهاب إلى العمل، وترغب في الالتزام بالتمارين الرياضية، فحدد موعد التمارين الرياضية؛ بحيث تكون قبل وجبة الإفطار.
وإذا كنت ترغب بقراءة المزيد من الكتب على سبيل المثال، فحدد موعداً يومياً للقراءة بحيث يكون قبل أو بعد نشاط معين تقوم بفعله يومياً.
5. اجعل عاداتك الجديدة مشتركة مع أحد الأصدقاء
قد يكون التغيير صعباً للغاية إذا كنا بمفردنا، لكنه يصبح أسهل بمشاركة الأصدقاء.
انضم إلى شخص آخر يرغب بتحقيق نفس الهدف، وخطِّطا معاً لبناء العادات الجديدة سوياً والمثابرة عليها.
مشاركة الآخرين بأهدافك يعطيك حافزاً أكبر للاستمرارية عليها، كما يزيد من المساحات المشتركة بينك وبين الآخرين.
6. كن واعياً لما تفكر وتشعر به
كن على دراية بما تفكر فيه وتشعر به طوال اليوم عن طريق الاحتفاظ بمفكرة ورقية أو كتابة الأفكار على مذكرة جوالك.
ابدأ بكتابة ملاحظة على هاتفك كل 30 دقيقة مستخدماً كلمة أو كلمتين لوصف حالتك الذهنية.
وفقاً لعلماء النفس، عندما نفشل في متابعة عادة جديدة فذلك لأننا لا ندرك ما نفكر فيه ونشعر به. ننشغل بضغوط الحياة ولا ندرك في أي لحظة تحديداً استغنينا عن أهدافنا. الوعي هو مفتاح التغيير الدائم.
7. جهّز بيئة مناسبة للتغيير
اجعل منزلك ومكان عملك مناسبين تماماً لتغيير عاداتك.
إذا كنت تنوي اتباع نظام غذائي جديد، فقم بالتخلص من جميع الأطعمة التي تعرقل التزامك بالنظام الجديد.
عندما تهيئ الظروف المحيطة بك لبناء التغيير، سيصبح الالتزام بالعادات الجديدة أكثر سهولة.