قالت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية في تقرير نشرته يوم الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 2022 إن أستراليا لجأت مؤخراً إلى استخدام الماعز من أجل مواجهة أزمة حرائق الغابات المميتة.
فبعد أن كانت تستخدم أستراليا تقنية الأقمار الصناعية، والمروحيات ذات الكاميرات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وسيارات الإطفاء المزودة بمحطات بيانات متنقلة للمساعدة في إخماد حرائق الغابات المميتة، اضطرت للجوء للحيوانات لحل الأزمة ذاتها!
أستراليا تستخدم الماعز لإخماد الحرائق!
تعتمد الفكرة، وفق التقرير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، على إرسال عمالة من الماعز لتأكل نفايات الأشجار الصغيرة والأوراق التي تكون سبباً في اشتعال الأراضي خلال السنوات الجافة والحارة. وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2021، تم إرسال نحو 40 من الماعز لتجربةٍ في ممر سكك حديدية مهجور قبالة المدرسة الحكومية في قرية لو. لكن العمالة الجديدة -من الحيوانات- لم تكُن تُركّز على وظيفتها في جميع الأوقات.
إذ تقول مديرة المدرسة كارون ماكدونالد: "حين تصل حافلة المدرسة، يتوقف القطيع عن العمل ويلتفت لرؤية من سيخرج من الحافلة".
في حين يستخدم رعاة الماعز سياجاً كهربائياً لإبقاء القطيع داخل الأماكن المطلوبة. لكن بعض العاملين يُحاولون الفرار من بين الأعمدة الكهربائية في السياج. بينما يحاول آخرون أكل ملابس الراعي شخصياً لمعرفة إن كان طعمها شهياً. أما التحدي الآخر، فهو أنّ الماعز تُفضل البقاء في مجموعات عائلية.
تجربة الماعز في أستراليا
من جانبها، تقول بيلي جونستون، التي وفّرت بعض الماعز للتجارب في ولاية نيوساوث ويلز: "حين نُحاول جمع قطيع ليرعى في منطقةٍ ما، نقول: (حسناً، سنأخذ الماعز جوديث لأنّها مُطيعة). لكننا إذا أخذنا جوديث، فسنضطر لأخذ بناتها من عام 2021، وأطفال بناتها، وأطفال جوديث الحاليين".
يُذكّر أن أكثر من 20 شخصاً قد لقوا مصرعهم في حرائق الغابات بأستراليا قبل عامين، التي قضت على منطقةٍ أكبر من ولاية واشنطن الأمريكية. وكان تحقيقٌ حول الحرائق بولاية نيوساوث ويلز قد أوصى السلطات بمراجعة آليات تقليل المخاطر مثل الحرق المحكوم للغطاء النباتي الزائد، ودراسة فاعلية الوسائل الأخرى.
في السياق ذاته، تضمنت المقترحات تقييم الكيفية التي يُمكن بها للماشية- مثل الماعز الجائعة- أن تقلل الحشائش المليئة بجذوع الشجر، والنباتات التي تصعب إزالتها بالقرب من الغابات، والعشب البري المتاخم للمدن. حيث تُشير التقديرات إلى أنّ قطيعاً يضم 40 من الماعز يمكنه أكل أكثر نصف فدان على الأقل من النباتات الكثيفة في غضون أسبوعين، أو نصف فدان من النباتات متوسطة الكثافة في غضون أسبوعٍ واحد بحسب سلطات نيوساوث ويلز.
بينما قال بيتر ماكيشني، نائب مفوض خدمة إطفاء حرائق الريف في نيوساوث ويلز، إنّ الماعز "لا يمثل أكثر التقنيات تقدماً" في إخماد الحرائق. لكنه أوضح أن بإمكان الماعز فعل أشياء تفوق قدرات فرق أو أدوات الإطفاء. ومن مزايا هذه الحيوانات أنّها تستطيع تأدية الأعمال الخفيفة على الأراضي الصخرية والمتموجة، التي يصعب التعامل معها عادةً باستخدام الأساليب التقليدية.
أردف ماكيشني: "لا نستطيع إضرام نيران تقليل المخاطر إذا كانت الأرض رطبة. لكن الماعز لا يمانع أكل الأعشاب المبللة".
جمع الماعز داخل وحدات
كما تتضمن التجارب جمع الماعز داخل وحدات محاطة بسياج كهربائي، ثم نقلها إلى منطقةٍ أخرى بعد أن تأكل ما يكفي من الغطاء النباتي في المنطقة الأولى.
في حين تقوم بيلي، التي تُدير مزرعة Dry Creek Farm مع زوجها مايكل بليويت، بتدريب الماعز على اتباع التعليمات قبل السماح له بدخول أراضٍ جديدة. ويفعل القطيع ما يؤمر به عادةً، في أغلب الأحيان.
لكن الزوجين قررا استبعاد حيوانين- جدةٌ تدعى ساشا وابنها تاكر- من التجارب بعد أن قفزا فوق سياج عقارٍ سكني. في حين كان شيكيز بوي، ذكر الماعز، يحب الحفر أسفل السياج حتى يأكل من الغطاء النباتي للمنطقة التالية قبل زملائه.
كذلك وفي إحدى التجارب، هرب شيكيز بوي من السياج بينما كان بليويت يعمل بمفرده. مما دفع ببقية الماعز إلى محاولة الخروج أيضاً.
بينما أبدى سكوت ستيوارت، المزارع ورجل الإطفاء المتطوع في موقع تجارب آخر بكولاتاي، إعجابه بفكرة الماعز. إذ يعتقد أنّ تلك الحيوانات قد يكون لها مستقبلٌ في المساعدة على منع اندلاع الحرائق. حيث يشتهر الماعز بأكله الأشياء التي لا تأكلها الحيوانات الأخرى، مثل البقر والغنم. كما يحب التسلّق، ويستطيع بلوغ ارتفاع يتجاوز الـ1.8 متر بالوقوف على أرجله الخلفية لأكل أوراق شجر العلكة الشهية، أو شدّ شتلات الأشجار بالكامل.
في حين تعتقد السلطات أن بالإمكان توسيع التجارب أكثر في الأشهر المقبلة بناءً على النتائج الأولية، التي ستُضاف إلى الأدلة الموجودة من أماكن مثل كاليفورنيا وإسبانيا والبرتغال- حيث تم استخدام الحيوانات أحياناً للمساعدة في جهود تقليل الأخطار.