أصدرت الصين بعض الإرشادات التي توضح للآباء الطريقة السليمة لتربية أبنائهم، وذلك بتعليمهم حب الحزب الشيوعي، وتناول ما يكفيهم من الطعام، ونيل قسط كافٍ من النوم، حسبما جاء في تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 5 يناير/كانون الثاني 2021.
يعد قانون تعزيز التعليم الأسري، وهو أول تشريع تصدره الدولة بخصوص التربية والتعليم، أحدث محاولات بكين لإجبار الأزواج على المساهمة بدور أكبر في تربية أبنائهم بدلاً من تركها للأجداد، وأعلن أن الآباء ملزمون، بدعم من الدولة، بـ"تولي مهمة التعليم الأسري".
التعليم الأسري
هذا القانون، الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني، يأتي بعد أن شدد الرئيس "شي" على أهمية التعليم الأسري، وقالت بكين إنها تريد تخفيف عبء الواجبات المدرسية.
قوه لينماو، الذي يرأس مكتب الشؤون القانونية للجنة الدائمة بالبرلمان الوطني، قال في تصريح لصحيفة Legal Daily الحكومية: "سنرتقي بالتعليم الأسري من مسألة عائلية تقليدية إلى شأن دولة في العصر الجديد".
أما من لا يلتزمون بهذه التوجيهات فلن يتعرضوا للغرامة أو السجن، لكن السلطات المحلية وجهات العمل والمدارس ملزمة بالإبلاغ عن أي إخفاق من الوالدين في التعليم الأسري، وحمل الآباء على أخذ دورة تعليمية عن التعليم الأسري إذا لزم الأمر.
يُشار إلى أن ما يقرب من سبعة ملايين طفل ريفي في رعاية أجدادهم بالصين، وغالباً ما يبحث آباؤهم عن وظائف ذات رواتب أعلى في المدن الكبيرة، ولكن لا يمكنهم اصطحاب الأطفال، بسبب القيود المفروضة على التعليم الحكومي.
فيما تشير التقارير الصادرة عن منظمات خيرية، إلى أن هؤلاء الأطفال غالباً ما يكونون منفصلين عن آبائهم وأكثر عرضة للإيذاء الجسدي والنفسي.
الولاء للحزب أولاً
رحب كثيرون بهذا القانون الجديد الذي يلزم الآباء بقضاء مزيد من الوقت مع أبنائهم، واعتبروه وسيلة ضرورية لمعالجة مشكلة الأسر المهملة أو غير المسؤولة، التي تترك مهمة تعليم أبنائها للمعلمين وحدهم.
لكن آخرين قالوا إن الآباء يضطرون إلى العمل ساعات طويلة بعيداً عن المنزل لإعالة أطفالهم مادياً، ويشعر معارضو القانون بالقلق، لأنه قد يُثني الشباب عن إنجاب أبناء أصلاً.
جعل القانون الولاء للحزب الشيوعي أولوية قصوى في التعليم الأسري أيضاً.
إذ جاء فيه: "يتعين على الآباء والأوصياء الآخرين تعليم القُصَّر حب الحزب، وحب الوطن، وحب الشعب، وحب الجماعة، وحب الاشتراكية، وترسيخ فكرة حماية الوحدة الوطنية، وتقوية الحس السليم للشعب الصيني، وغرس حب العائلة والوطن"، قبل أن يلزم الآباء بأن يُعينوا أبناءهم على فعل الخير، واحترام كبار السن، والاقتصاد في الإنفاق، ومساعدة بعضهم بعضاً.
كذلك، طالب القانون الآباء أيضاً بتقسيم أوقات أبنائهم بين الدراسة والراحة واللعب والتمارين الرياضية؛ "حتى لا يزيد عبء الواجبات المدرسية على القاصرين، وللحيلولة دون إدمان الأطفال الإنترنت".