أثارت أم صارمة حالةً قلق وموجة انتقادات على الإنترنت، بعد أن اتّخذت خطوات صارمة لضبط العادات الفوضوية لابنها؛ إذ قالت مجلة Newsweek الأمريكية، الثلاثاء 4 يناير/كانون الثاني 2022، إن إحدى الأمهات اتَّخذت ردة فعل على مشكلة ترتيب الغرفة بأقسى طريقة ممكنة، إذ باعت الأم سرير ابنها وقطع الأثاث الأخرى في غرفته.
في مُنشور يُفترض أنه على سوق فيسبوك وجرى مشاركته على موقع ريديت، بدا أن سرير MALM الكبير من أيكيا، الخاص بالشاب، عُرض للبيع، وكتبت الأم بجانب صور السرير أن بيع السرير تحركٌ ينمّ عن "حب صارم" من جانبها، وذكرت بجانب الصور: "يرفض ابننا إبعاد ملابسه، لذا قررنا بيع دولابه، ألن يرتب سريره؟ سنتخلص من السرير".
الأم اتخذت خطوة استباقية لتجنب تعرض نهجها للنقد، فقد أضافت إلى تعليقها أسفل صور الأغراض المعروضة للبيع: "رجاءً لا تراسلوني بشأن قسوتي؛ فهذا يُسمى حباً صارماً".
"الحب الصارم"
بحسب مجلة Newsweek، فإن فكرة الحب الصارم التي تشهد اتخاذ الأبوين إجراءات صارمة أو قاسية لمساعدة أبنائهم على المدى البعيد، أثبتت دائماً أنها نهج مثير للجدل.
ففي ورقة بحثية منشورة عام 1992، عن طريق مارثا هاينمان بيبر، وويليام جيه. بيبر، في المجلة التي تخضع لمراجعة الأقران Child Welfare، جادلا بأن هذا النهج "لا ينجح" بكل بساطة، وقالا: "العقوبات السلوكية المفروضة من الخارج لا تُغير المراهقين بطريقة أفضل مما تفعله لتنظيم سلوكيات مواطني الحكومات القمعية. في أفضل الأحوال تنتج العقوبات هدنة هشة في صورة تعاون سطحي أو مكبوت، وامتثال زائف، وفي أسوأ الأحوال ينتج عنها تمرد وتحدٍّ صريح".
صحيحٌ أن منشور موقع ريديت يشير إلى أن "الحب الصارم" لا يزال تكتيكاً يلجأ إليه بعض الآباء، لكن غالبية القراء كانوا مصدومين من النهج.
وحتى وقت نشر هذا الخبر في مجلة Newsweek، جذب المنشور أكثر من 12900 تصويت إيجابي Upvote، مع احتشاد المستخدمين لإدانة أفعال الأم. كان المستخدم Blu_Razz لاذعاً في نقده، إذ كتب: "الأشياء المضحكة حول هذه الأمثلة على "الحب الصارم" أنها نادراً جداً ما تنسى إضافة جانب الحب".
وجادل المستخدم Strain_of_thought أن "الحب الصارم" لا يمثل إلا تخلياً عن المسؤولية عندما يتعلق الأمر بالتربية. وقال المستخدمون: "في كثير من الأحيان لا يمكن التمييز وبشكل مريب بين الخيارات التي يتخذها الآباء باسم الحب الصارم وبين الخيارات التي تتطلب أقل قدر من العمل الفعلي والتربية. فإنك إذا تخلصت من كل ممتلكات طفل ما فلن تضيع وقتك الثمين وطاقتك في التحدث إليه ومحاولة استيعاب الشيء الخاطئ".
أضاف المستخدم Togocann49: "هذان الأبوان حوّلا أنفسهما إلى مأموري سجن. وكل الدروس التي يحاولان تعليمها إلى ابنهما تضيع، لأن الطفل تعلّم شيئاً واحداً، وهو أن أبويه ليسا إلا حجر عثرة في حياته".
ومع أن هؤلاء المعلقين ربما لا يعرفون التفاصيل الكاملة للموقف، فإن تقييمهم هذا يحمل أهمية.
بحسب شبكة Embark Behavioral Health لمراكز علاج المراهقين والشباب في أنحاء الولايات المتحدة، يمكن أن تكون فوضوية الغرفة وعدم تنظيمها إشارة تدل على الاكتئاب. لكن الأهم أن ردة الفعل الغاضبة من جانب الأبوين تفاقم الأمر. وتحذر الشبكة: "إذا كان أحد الأبوين يطارد ابنه لتنظيف الغرفة، يمكن أن يضيف هذا إلى الضغط ويفاقم الأمر، لأنه قد يبدو طاغياً أكثر مما هو عليه، ولا سيما إذا كانوا يعانون من الاكتئاب".
وفي رسالة لاحقة نشرها المستخدم B1narypwny، الذي نشر المنشور الأصلي على موقع ريديت، أوضحت الأم أن السرير بيع إلى "قس محلي"، تعهد بـ"الصلاة لها". وقالت الأم: "بنفس قدر التسلية الذي عليه الأمر، رجاء لا تسنّوا السكاكين، وامتنعوا عن الاتصال بالشرطة. كُتب هذا على سبيل الهزل". وأصرت الأم على أن ابنها الذي يبلغ من العمر على ما يبدو 21 عاماً هو "أفضل صديق" لها، وأنه "يحب النوم على المرتبة بدون إطار السرير".
وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع قليلة من حادثة أخرى، شهدت اضطرار مراهقة لوضع مئات الصراصير على سرير أبويها، بعد أن فشلا في مراعاة تحذيراتها من غزو الحشرات لغرفتها وفي مكان آخر، اجتذبت أمٌّ ازدراء مرتادي الإنترنت، بعد محاولة الاعتراض على الاسم الذي اختارته ابنتها للحفيدة الأولى.