بعدما كشف تقرير بريطاني عن تركيب اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو غرفة أوكسجين عالية الضغط في منزله للحفاظ على صحته، نتطرق في هذا التقرير إلى هذه الغرف وما الهدف الحقيقي منها.
يشتهر اللاعب الدولي بحرصه الشديد على صحته وجسده، وعندما أصيب في ركبته العام 2016، كان من أحد طرق العلاج هو تنشق غاز الأوكسجين النقي في غرفة مغلقة للإسراع في تعافيه، الأمر الذي لاقى استحسانه فقرر تركيبها بشكل دائم في منزله حسب صحيفة The Sun.
ما هي غرفة الأوكسجين؟
يسمى هذا العلاج بـ Hyperbaric oxygen therapy، وهو عبارة عن تنشق أوكسجيناً نقياً عالي الضغط في بيئة مضغوطة.
يُعد العلاج بالأوكسجين عالي الضغط علاجاً راسخاً لمرض تخفيف الضغط الذي يعاني منه الغواصون عادةً، والذي يُسمى أيضا بـ"داء الغواصين"، حسب موقع Mayoclinic الطبي.
تشمل الحالات الأخرى التي يتم علاجها باستخدام العلاج بالأوكسجين عالي الضغط الالتهابات الخطيرة، وفقاعات الهواء في الأوعية الدموية والجروح التي قد لا تلتئم نتيجة مرض السكري أو الإصابة الإشعاعية.
في غرفة العلاج بالأوكسجين عالي الضغط، يزداد ضغط الهواء مرتين إلى ثلاث مرات أعلى من ضغط الهواء الطبيعي. في ظل هذه الظروف، تجمع الرئتان كمية من الأوكسجين أكثر بكثير مما يمكن أن يتنفسه الإنسان من الأوكسجين النقي عند ضغط الهواء الطبيعي.
عندما يحمل الدم هذا الأوكسجين الإضافي في جميع أنحاء الجسم، يساعد على محاربة البكتيريا وتحفيز إطلاق مواد تسمى عوامل النمو والخلايا الجذعية، والتي تعزز الشفاء.
لماذا يستخدم علاج غرفة الأوكسجين؟
تحتاج أنسجة الجسم إلى إمدادات كافية من الأوكسجين لتعمل. عندما تتأذى الأنسجة، فإنها تتطلب المزيد من الأوكسجين للبقاء على قيد الحياة.
يزيد العلاج بالأوكسجين عالي الضغط من كمية الأوكسجين التي تنتقل عبر الدم، ومع العلاجات المجدولة المتكررة، فإن مستويات الأوكسجين الإضافية المؤقتة تعزِّز من مستويات الأوكسجين في الأنسجة الطبيعية حتى بعد اكتمال العلاج.
يستخدم العلاج بالأوكسجين عالي الضغط لعدة حالات طبية، منها:
- فقر الدم الشديد.
- خراج الدماغ.
- فقاعات من الهواء في الأوعية الدموية (الانصمام الغازي الشرياني).
- الحروق.
- التسمم بأول أكسيد الكربون.
- إصابة سحق.
- الصمم المفاجئ.
- مرض الاكتئاب.
- الغرغرينا.
- التهاب الجلد أو العظام التي تسبب موت الأنسجة.
- الجروح التي لا تلتئم مثل قرحة القدم السكرية.
- إصابة الإشعاع.
- الطعم الجلدي أو السديلة الجلدية معرّضة لخطر موت الأنسجة.
- إصابات في الدماغ.
- فقدان البصر المفاجئ وغير المؤلم.
الآثار الجانبية والمضاعفات
أثناء العلاج بالأوكسجين عالي الضغط، يستلقي المريض على طاولة في غرفة مغلقة ويتنفس الأوكسجين بينما يزداد الضغط داخل الحجرة ببطء.
قد يستمر العلاج لمدة 3 دقائق أو ساعتين قبل عودة الضغط إلى المستويات الطبيعية. ونظراً لأن الضغط مرتفع جداً، فقد يشعر بعض الأشخاص بعدم الراحة أثناء تواجدهم في الغرفة، وقد تؤلمهم آذانهم أو يشعرون بطقطقتها.
لمنع التسمم بالأوكسجين، يحتاج المريض إلى أخذ فترات راحة قصيرة أثناء العلاج وتنفس الهواء الطبيعي لمنع أنسجة الجسم من امتصاص أوكسجين زائد.
يجب تحديد جرعة الأوكسجين المعطاة أثناء العلاج بشكل خاص لكل شخص على حدة، مع مراعاة المشاكل الصحية، بالإضافة إلى الصحة العامة والعمر، ما يساعد على تقليل مخاطر الآثار الجانبية والمضاعفات، حسب ما نشر مركز John Hopkins الطبي.
يمكن أن تشمل الأعراض أو الآثار الجانبية المحتملة بعد العلاج بالأوكسجين عالي الضغط التعب والدوار، وقد تصبح أكثر خطورة كما يلي:
- تلف الرئة.
- تراكم السوائل أو انفجار (تمزق) الأذن الوسطى.
- تلف الجيوب الأنفية.
- تغيرات في الرؤية تسبب قصر النظر أو ضعف النظر.
- التسمم بالأوكسجين الذي يمكن أن يسبب فشل الرئة أو السوائل في الرئتين أو النوبات.
تكون الآثار الجانبية خفيفة بشكل عام طالما:
- لا يستمر العلاج أكثر من ساعتين.
- الضغط داخل الحجرة أقل بثلاث مرات من الضغط الطبيعي في الغلاف الجوي.
لذا لا يعد العلاج العلاج بالأوكسجين عالي الضغط آمناً للجميع؛ إذ لا يتلقى العلاج بالأوكسجين عالي الضغط من كان لديه:
- أنواع معينة من أمراض الرئة، وذلك بسبب زيادة خطر الإصابة بهبوط الرئة.
- رئة منهارة.
- نزلة برد أو حمى.
- جراحة أو إصابة في الأذن.
- رهاب أو فوبيا الأماكن المغلقة والصغيرة.
ادعاءات غير مثبتة
وعلى موقعها الرسمي، تحذر الحكومة الكندية على سبيل المثال من عدم وجود دليل علمي في الوقت الحالي على أن هذا العلاج مفيد في علاج بعض الأمراض.
ودعت إلى التشكيك في أي شخص يعلن أو يقدم علاجاً بالأوكسجين عالي الضغط لعلاج حالات مثل التصلب المتعدد أو الشلل الدماغي أو السرطان أو الإيدز أو السكتة الدماغية أو الصداع النصفي.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.