نجح صيني في العثور على أمه بعد 30 عاماً من اختطافه، وذلك بفضل خريطة رسمها من وحي ذاكرته عندما كان طفلاً، ليلتأم شمله من جديد مع عائلته في لحظات مؤثرة وثقتها عدسات الكاميرات.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قالت السبت 1 يناير/ كانون الثاني 2021، إن الصيني واسمه لي جينغوي، كان في الرابعة من عمره عندما استدرجه أحدهم بعيداً عن منزل عائلته، وباعه لعصابة تتاجر في الأطفال.
اختُطف جينغوي في عام 1989 بمنطقة غريبة من مدينة تشاوتونغ، ثم تم بيعه إلى عائلة أخرى تعيش على مسافة 1800 كيلومتر عن العائلة، ليعيش في مقاطعة تقع جنوب البلاد.
جينغوي فشل بالبداية في التعرف على عائلته الحقيقية، ولم تدله أسئلته للعائلة التي اشترته، على أي شيء يساعده في العودة لأمه، وبعدما فشل أيضاً في التوصل إلى شيء من خلال قواعد بيانات الحمض النووي، قرر جينغوي أن يلجأ إلى الإنترنت.
في ديسمبر/كانون الأول 2021، نشر جينغوي خريطةً رسمها بخط يده عبر تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو، المعروف في الصين باسم "دوين".
جينغوي قال في مقطع فيديو حظي بالمشاركة آلاف المرات: "أنا طفل يبحث عن أهله. لقد أخذني جار أصلع إلى مقاطعة خنان عام 1989، عندما كان عمري نحو أربعة أعوام"، وأضاف: "هذه خريطة لقريتي التي كنت أعيش فيها، وقد رسمتُها من وحي الذاكرة".
في الخريطة تتضح معالم قرية تضم ما يشبه مدرسة، وغابة خيزران، وبِركة صغيرة، وقارنت الشرطة بين الرسم الذي نشره جينغوي وقرية صغيرة كانت امرأة تسكن فيها قد أبلغت عن اختفاء ولدها قبل أكثر من 30 عاماً.
بعد إجراء فحوص الحمض النووي، التأم شمل الأم وابنها في مقاطعة يونان جنوب غربي الصين يوم السبت 1 يناير/كانون الثاني 2021.
لقاء العائلة تم تصويره بعدسات الكاميرات، وأظهرت لقطات البكاء الشديد لكل من جينغوي وأمه.
قبل هذا اللقاء قال جينغوي: "33 عاماً من الانتظار وليالٍ لا حصر لها من الشوق، وأخيراً خريطة مرسومة بخط اليد من وحي الذاكرة، هذه هي اللحظة الملائمة للنشر بعد 13 يوماً"، وفقاً لما ذكرته "بي بي سي".
لا توجد إحصاءات رسمية حول عدد الأطفال الذين يختفون كل عام في الصين، لكن تم إنشاء نظام في عام 2016 لإرسال تنبيهات حول الأطفال المفقودين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الهاتفية.
بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، فإن الشرطة ساعدت أكثر من 6300 عائلة على إيجاد أطفالها المخطوفين خلال العقد الماضي، عبر نظام مطابقة الحمض النووي.
يُشار إلى أن عمليات الخطف والاتجار بالأطفال باتت منتشرة على نطاق واسع في الصين منذ الثمانينيات، عندما تم تطبيق قانون الطفل الواحد، خصوصاً في ظل هيمنة ثقافة تفضل الأطفال الذكور على الإناث.