عندما يعمل العلم بالطريقة التي من المفترض أن يعمل بها، تكون التجارب مدروسة جيداً ويتم إجراؤها بشكل أخلاقي ومصممة للإجابة عن الأسئلة المهمة. ولكن عندما لا يعمل العلم بالطريقة التي من المفترض أن يعمل بها، ينتهي بك الأمر بخصيتين مزروعتين، وماعز عنكبوتية وراثية، وأفيال تتعاطى حبوب هلوسة!
تجارب علمية لا أخلاقية
فيما يلي قائمة بتجارب علمية مرعبة طبقت على الحيوانات وعلى بعض البشر:
زرع الخصي
كان السجناء من عام 1910 إلى عام 1950 تحت رحمة كبير الجراحين ليو ستانلي، وهو مؤمن متعصب لعلم تحسين النسل.
أراد ستانلي تعقيم السجناء العنيفين و"تجديد شبابهم" بمصادر جديدة من هرمون التستوستيرون.
في البداية، قام ستانلي ببساطة بتطعيم خصيتي السجناء الأصغر سناً الذين تم إعدامهم مؤخراً، لرجال أكبر سناً يقضون عقوبة السجن مدى الحياة، حسب ما نشر موقع Thoughtco.
وعندما نفدت إمداداته من الغدد التناسلية البشرية، قام بخلط الخصيتين المنفصلتين حديثاً للماعز والخنازير والغزلان في عجينة ثم حقنها في بطون السجناء.
ادعى بعض المرضى أنهم شعروا بأنهم أكثر صحة وحيوية بعد هذا "العلاج" الغريب، ولكن نظراً لقلة الدقة التجريبية، لم يكن من الواضح ما إذا اكتسب العلم أي شيء من هذه التجارب المريبة على المدى الطويل.
ولكن بشكل مثير للدهشة، وبعد تقاعده من سان كوينتين، عمل ستانلي كطبيب على متن سفينة سياحية.
تلقيح العنكبوت والماعز
لأن العناكب صغيرة جداً، يتعين على فني مختبر واحد "حلب" آلاف الأفراد فقط لملء أنبوب اختبار واحد.
ثانياً، تعتبر العناكب حيوانات إقليمية للغاية، لذلك يجب عزل كل حشرة من تلك الحشرات عن الآخرين بدلاً من حشرها في قفص واحد.
بعد ذلك عزل العلماء الجينوم المسؤول عن إنتاج الحرير في العنكبوت ودمجوه مع جينوم الماعز.
تمت هذه التجربة في جامعة وايومنغ الأمريكية في عام 2010، مما أدى إلى ظهور مجموعة من إناث الماعز التي أخرجت خيوط الحرير في الحليب.
خلافاً لذلك، تصر الجامعة على أن الماعز طبيعية تماماً.
تجربة سجن ستانفورد الاجتماعية
إنها التجربة الأكثر شهرة في التاريخ، والتي أنتجت بفيلم هوليوودي صدر في عام 2015.
في عام 1971 جنَّد أستاذ علم النفس بجامعة ستانفورد فيليب زيمباردو 24 طالباً نصفهم "سجناء" والنصف الآخر "حراس" في سجن مؤقت في قبو مبنى علم النفس.
في غضون يومين، بدأ "الحراس" في تأكيد سلطتهم بطرق بغيضة وقاوم "السجناء" ثم ثاروا على الحراس.
وبعد فترة من الزمن خرجت الأمور عن السيطرة حقاً وانتقم الحراس بإجبار السجناء على النوم عراة على الخرسانة، بالقرب من دلاء فضلاتهم، وأصيب أحد السجناء بانهيار كامل، وركل وصرخ في غضب لا يمكن السيطرة عليه.
ما هي نتيجة هذه التجربة؟ استنتج الباحثون أن الأشخاص العاديين والعقلاء يمكن أن يستسلموا لأحلك شياطينهم عندما يُمنحون "السلطة".
هجوم البعوض القاتل
لا تسمع الكثير هذه الأيام عن "الحرب الحشرية"، أي تسخير أسراب من الحشرات لإصابة وتعطيل وقتل جنود العدو وغير المقاتلين، لكن في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، كانت معارك الحشرات القارصة كبيرة وفقاً لـ3 "تجارب" منفصلة أجراها الجيش الأمريكي.
في "عملية Drop Kick" في عام 1955، تم إسقاط 600000 بعوضة من الجو على الأحياء السوداء في فلوريدا، مما أدى إلى عشرات الأمراض.
في ذلك العام أيضاً، شهدت "عملية الطنين الكبير" توزيع 300000 بعوضة مرة أخرى في أحياء الأقليات إلى حد كبير، كما تضمنت النتائج (غير الموثقة) بلا شك العديد من الأمراض.
كما أجريت هذه التجارب بعد فترة وجيزة من "عملية الحكة الكبيرة"، حيث تم تحميل مئات الآلاف من براغيث الفئران الاستوائية في الصواريخ وإلقاؤها في ميدان اختبار في ولاية يوتاه.
مخدرات مهلوسة للأفيال
لم ينتشر عقار الهلوسة LSD في أمريكا حتى منتصف الستينيات، إذ كان قبل ذلك موضوع بحث علمي مكثف.
كانت بعض هذه التجارب علمية بحت، وبعضها كان شريراً أو غير مسؤول أخلاقياً.
ففي عام 1962، حقن طبيب نفسي في كلية الطب في أوكلاهوما سيتي فيلاً مراهقاً بـ297 ملليغراماً من عقار إل إس دي المهلوس، أي أكثر من 1000 مرة من الجرعة البشرية النموذجية.
في غضون دقائق، تمايل الفيل توسكو، ثم أطلق من خرطومه صوتاً عالياً قبل أن يسقط على الأرض فتغوط وأصيب بنوبة صرع.
وفي محاولة لإنعاشه، حقن الباحثون جرعة كبيرة من دواء يستخدم لعلاج الفصام، وعندها مات الفيل توسكو على الفور.
خلصت الورقة البحثية، والتي نُشرت في المجلة العلمية ذات السمعة الطيبة Nature، إلى أن عقار إل إس دي "قد يثبت قيمته في أعمال مكافحة الأفيال في إفريقيا"!
عالمة تسمح لحشرة أن تعيش بداخلها
تعد حشرة برغوث الرمل، والمعروفة أيضاً باسم براغيث الزعنفة، كبير جداً. تخترق هذه الحشرة بشكل دائم جلد مضيف من ذوات الدم الحار- مثل الإنسان- حيث يتورم الجلد فتلقي بويضاتها، قبل أن يموت المصاب بعد 4-6 أسابيع.
كانت باحثة في مدغشقر مهتمة جداً بتطوير برغوث الرمل لدرجة أنها تركت إحدى الحشرات تعيش داخل قدمها لمدة شهرين؛ وأثمرت ملاحظاتها اكتشافها بأن الطفيليات تتكاثر على الأرجح عندما تكون الإناث بالفعل داخل مضيفها، حسب ما نشر موقع Science.
ولأن الباحثة كانت حريصة جداً على عدم اختراق طفيلي آخر جلدها بحيث تتكاثر هذه الحشرة، عاشت لفترة طويلة وتمكنت من الوصول لاستنتاج أن التلقيح والتكاثر لا يحصلان إلا في جسد المضيف، ثم عالجت العالمة نفسها من الحشرة.