أعلنت مقاطعة صينية، تسجل واحداً من أسرع معدلات تقلص السكان في الدولة، تقديم قروض خاصة لتشجيع الأزواج على الزواج وإنجاب الأطفال، في إطار سعي الصين التي تتقدم في العمر بسرعة، عكس الركود في المواليد.
حسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، السبت 25 ديسمبر/كانون الأول 2021، فإن مقاطعة جيلين في شمال شرقي الصين ستدعم البنوك لتقديم ما يصل إلى 200 ألف يوان (31400 دولار) من "قروض المستهلك للزواج والولادة" للمتزوجين، وفقاً لمخطط رسمي لسياسات تعزيز النمو السكاني.
لم تكن هناك تفاصيل حول الكيفية التي ستقدم بها الحكومة الدعم، لكن الاقتراح يتضمن أسعار فائدة مخفضة للقروض التي تختلف وفقاً لعدد الأطفال لدى الزوجين.
أزمة المواليد في الصين
شهد معدل المواليد في الصين تباطؤاً سريعاً خلال السنوات القليلة الماضية، مع اختيار مزيد من الأزواج عدم الإنجاب.
فقد استمر هذا الركود على الرغم من تخلي الحكومة فعلياً عن أي قيود على عدد الأطفال الذين يمكن أن ينجبهم الزوجان، ومحاولتها جعل تربية الأسرة أقل تكلفة، في ظل تقدير بعض الديموغرافيين أنَّ السكان بدأوا بالفعل في الانكماش.
تشمل الإجراءات الأخرى في سياسة جيلين السماح للأزواج من المقاطعات الأخرى بالحصول على تصريح إقامة -والمعروف باسم هوكو– والوصول إلى الخدمات العامة في المقاطعة إذا كان لديهم أطفال مع إمكانية تسجيلهم هناك.
سيحصل الأزواج الذين لديهم طفلان أو ثلاثة أطفال أيضاً على خصومات ضريبية إذا أنشأوا شركة صغيرة، وفقاً للوثيقة التي صدرت يوم الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول.
كما تعد جيلين جزءاً من منطقة "حزام الصدأ" في الصين، التي تشتهر بالصناعات الثقيلة والزراعة.
وشهدت المنطقة أسوأ انخفاض سكاني ونمواً اقتصادياً بطيئاً على مدار العقد الماضي، إذ توسع اقتصاد مقاطعة جيلين بنسبة 7.8% في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، وهو أبطأ من المعدل الوطني البالغ 9.8%.
المقترح لا يلقى إجماعاً كبيراً
فيما أثار القرض الاستهلاكي الجدل على منصة التواصل الاجتماعي الصينية Weibo.
وفقاً لأحد المنشورات: "لا ترغب العائلات التي تحتاج قرضاً لتربية أطفالها، في إنجابهم بالمقام الأول، وليس من الجيد زيادة العبء المالي على الأزواج". فيما كتب آخر: "بعد قروض الرهن العقاري والسيارات، لدينا الآن قرض الولادة. نحن نقضي حياتنا في العمل من أجل البنك طوال حياتنا!".
مثل العديد من المقاطعات الأخرى، تمدد جيلين إجازة الأمومة والأبوة. وستحصل النساء على إجازة إجماليةٍ قدرها 180 يوماً، في ارتفاع من 158 يوماً في السابق، في حين يحق للرجال الحصول على 25 يوماً، بعد أن كانت 15 يوماً.
تقول الوثيقة إنَّ الأزواج سيحصلون أيضاً على 20 يوماً من إجازة الوالدين كل عام قبل أن يبلغ أطفالهم سن الثالثة، وستشجع المقاطعة أيضاً مؤسسات رياض الأطفال على إنشاء حضانات للأطفال بين سن الثانية والثالثة، وفقاً للوثيقة.
وفي وقت سابق من هذا العام، وجّه فرع بنك الصين بمقاطعة جيانغشي الجنوبية الشرقية انتقادات واسعة النطاق لترويج منتج قروض يستهدف الأزواج الذين أنجبوا للتو طفلاً. وقال البنك في وقت لاحق، إنه كان يقيِّم المنتج فقط، وقرر عدم إطلاقه، بسبب عدم وجود طلب كافٍ، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.