هناك العديد من الأشياء التي شكّلت لغزاً لم يستطع أحد حله، وهناك الكثير من الأسئلة التي لم نجد إجابات لها سوى الأساطير والحكايات الشعبية المتناقلة من جيل إلى جيل، مع ذلك، ومع تطور العلم تم كشف النقاب عن كثير من الألغاز التي حيّرت العلماء فترة طويلة وألهبت مخيلة الشعوب والكتاب وصناع السينما.. نستعرض عليكم هنا 5 من أبرزها:
ألغاز تمكن العلم من حلها أخيراً
حل لغز مثلث برمودا
كائنات فضائية، أشباح بحارة غرقوا منذ عقود، وبوابات تقود إلى عوالم أخرى… كلها أساطير حاولت أن تفسر ما يحدث في أكثر مناطق العالم خطورة، وهو مثلث برمودا، أو ما يُعرف بمثلث الشيطان.
مثلث برمودا عبارة عن منطقة مائية تقع بين فلوريدا وبورتوريكو وبرمودا، أما عن اكتسابها تلك السمعة السيئة فهو بسبب اختفاء السفن والطائرات والبشر الذين يفكرون في المرور بها أو محاولة استكشافها.
وظل مثلث برمودا لغزاً فترة طويلة، وكغيره من الأشياء الغامضة فقد ألهب مخيلة مبتكري القصص والحكايات والأساطير، فنُسجت العديد منها حول هذه المنطقة.
لكن في واقع الأمر لم يعد مثلث برمودا لغزاً بعد اليوم، فقد استطاع العلماء إيجاد تفسيرات منطقية تُبرر ما يحدث في هذه المنطقة، وفقاً لما ورد في صحيفة The Epoch Times.
وتتضمَّن بعض النظريات المقترحة لشرح لغز هذه الحوادث الأمواج المارقة، وتصاعد غازات الميثان من قاع المحيط، والقنابل الهوائية أو "ظواهر الانفجار الجزئي" التي يمكن أن تحطم الطائرات وتُغرِق السفن.
أيضاً علينا ألا ننسى أن منطقة المثلث معرضة للعواصف، حيث توجد أحياناً عدة جبهات هوائية تعصف في وقتٍ واحد، مشكلة موجاتٍ متقاربة تتضخم في الحجم، ما يُسبِّب موجاتٍ مارقة تبدو وكأنها تظهر من العدم.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه بعض الأساطير البحرية عن وجود موجاتٍ مرعبة في هذه المنطقة يزيد ارتفاعها على 30 متراً، استطاعت اختباراتٌ أجريت باستخدام أجهزة محاكاةٍ للموجات ونموذج لسفينة يو إس إس سايكلوبس أن تُثبت أن موجةً ذات ارتفاع أكبر من 15 متراً من الممكن أن تكون قد تسببت في انقلاب السفينة وغرقها.
وكذلك اكتشفت صورٌ مُلتقطة بالأقمار الصناعية في السنوات الأخيرة غيوماً سداسية الشكل، تشبه خلايا النحل بالقرب من المثلث.
وباستخدام تقنية تصوير جديدة، قيل إنَّ هذه الأشكال تكوَّنت بفعل "ظواهر الانفجار الجزئي" أو "القنابل الهوائية" شديدة التركيز، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 273 كيلومتراً في الساعة، وأن تُغرق الطائرات والسفن بسهولة.
حل لغز أنستازيا ابنة القيصر الروسي
كان القيصر نيكولاس الثاني آخر أباطرة روسيا، وفي عام 1918 اقتيد مع زوجته وأطفاله إلى قبو مظلم، وأطلق النار عليهم جميعاً من قبل البلاشفة (جماعة الجناح اليساري من أنصار لينين، في حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي).
لكن في وقت لاحق ظهرت امرأة في أوروبا تُطلق على نفسها اسم آنا أندرسون، وادعت أنها الابنة الصغرى للقيصر، وأنها نجت من الإعدام بأعجوبة، حيث تم إنقاذها من قبل أناس غامضين.
رفض أقارب القيصر رواية آنا، وادّعوا أنها كاذبة تسعى وراء المال، لكن في الوقت ذاته لقيت قصتها شعبية كبيرة في أوساط الجماهير، حتى إنها تحولت لفيلم هوليوودي عام 1956 من بطولة إنجريد بيرغمان، يتحدث عن الأميرة الضائعة التي تلتقي أخيراً بعائلتها.
وبقيت قصة الأميرة أنستازيا لغزاً حقيقياً ألهب مخيلة الكتاب والعامة، خاصة أنه وفي عام 1991 اتخذ اللغز منعطفاً آخر، إذ تم العثور على مقبرة جماعية دفنت فيها عائلة القيصر وخدمه في يكاترينبرج الروسية، وكانت هناك جثتان مفقودتان، إحداهما لطفل والأخرى لامرأة.
مع ذلك تم حل هذا اللغز إلى الأبد عام 2007، فقد اكتشف علماء الآثار مقبرة ثانية ضمت رفات مَن تبقى من عائلة القيصر، وقد تم قطع الشك باليقين عن طريق تحليل عينات من الحمض النووي الموجود في العظام المكتشفة مع عينة من الحمض النووي لنيكولاس الثاني، التي تم استخلاصها من بقع الدم على قميص ارتداه أثناء محاولة اغتيال عام 1891. وبات من الواضح الآن أن الاميرة الصغيرة أنستازيا قد ماتت مع عائلتها.
حل لغز اندثار حضارة المايا
تعتبر حضارة المايا من أعرق الحضارات التي عرفتها البشرية، وهي حضارة سكنت في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا، وتأسست عام 2000 قبل الميلاد، وشهدت هذه الحضارة تطوراً مبكراً ولافتاً في مجالات عديدة مثل الكتابة والهندسة المعمارية والرياضيات والفلك، لكن يبقى السؤال كيف انهارت حضارة بهذه القوة وهذا التقدم؟
أجابت الأساطير على مر السنين عن هذا السؤال بالتأكيد، فقيل إن شعب المايا المتقدم لم يستطع الصمود أمام غزو كائنات فضائية دمروت حضارة المايا. نظريات أخرى أكثر منطقية اقترحت أن المايا ربما هُزمت في معركة من قبل شعوب منافسة، أو أن الطبقة الحاكمة قد أطيح بها في تمرد الفلاحين.
ولكن الإجابة الحاسمة عن هذا التساؤل جاءت في دراسة نُشرت في عام 2012، فقد وجد باحثو جامعة ولاية أريزونا دليلاً يدعم نظرية دعا إليها المؤرخ جاريد دياموند لأول مرة في كتابه "الانهيار" الصادر عام 2005.
اكتشف الباحثون أن شعب المايا قد أحرق وقطع الكثير من الغابات، لدرجة أنهم غيروا قدرة الأرض على امتصاص الإشعاع الشمسي، ما أدى بدوره إلى ندرة السحب والأمطار.
وقد أدى ذلك إلى تفاقم الجفاف الذي يحدث بشكل طبيعي، وتسبب في تآكل التربة واستنفادها، ما تسبب في فشل الزراعة.
مع توفر كمية أقل من الطعام، أُجبر العمال على مغادرة مدن الأراضي المنخفضة لتجنب المجاعة، وانهار كل شيء نتيجة لذلك، وفقاً لما ورد في موقع How Stuff Works.
حل لغز الملك ريتشارد الثالث
حكم الملك ريتشارد الثالث إنجلترا لمدة عامين فقط، وبالرغم من فترة حكمه القصيرة فإنه امتلك سمعة سيئة خلالها، وقتل في معركة حقل بوسورث عام 1485.
إلا أن قصة مقتله بقيت لغزاً لم يحل لفترة طويلة، إذ لم يعرف كيف تم قتله على وجه التحديد، كما لم يتم العثور على رفاته.
وبعد أكثر من 500 عام تم حل هذا اللغز أخيراً، ففي عام 2012 اكتُشف قبر قديم تحت موقف للسيارات في ليستر، إنجلترا، وبعد خمسة أشهر أجريت اختبارات الحمض النووي، وتم التأكد من أن العظام المدفونة هناك تعود لريتشارد الثالث.
بالإضافة إلى ذلك، في دراسة نشرت عام 2014 كشف الباحثون أن أدلة الطب الشرعي أظهرت أن ريتشارد أصيب بـ11 جرحاً، بما في ذلك تسع ضربات على الجمجمة.
وأدى عدم وجود جروح دفاعية على ذراعيه أو يديه إلى استنتاج الباحثين أنه فقد خوذته أو خلعها أثناء القتال، ثم قُتل.
حل لغز "رجل المظلة" الذي ظهر يوم اغتيال جون كيندي
كان يوماً مشمساً ذلك الذي اغتيل فيه الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي عام 1963، لذلك أثار وجود رجل يحمل مظلة بالقرب من موكب الرئيس الكثير من التكهنات، وفتح المجال أمام العديد من نظريات المؤامرة.
فقال البعض إن تلك المظلة المفتوحة كانت إشارة من الرجل المشترك في الجريمة إلى القناص كي يُطلق النار على الرئيس، فيما قال آخرون إن المظلة كانت تحتوي على سهام مسمومة أطلقها حامل المظلة على الرئيس.
ولكن عندما أعاد مجلس النواب الأمريكي فتح تحقيق جون كينيدي في أواخر السبعينيات، تقدم مدير مستودع دالاس، الذي يدعى لوي ستيفن ويت، ويبلغ من العمر 53 عاماً، وشهد بأنه "رجل المظلة" الشهير في الصورة.
من المسلّم به أن تفسيره كان غريباً بعض الشيء: كره ويت والد جون كينيدي، السفير الأمريكي السابق لدى المملكة المتحدة جوزيف ب. كينيدي، الذي انتقده لدعمه سياسات استرضاء رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين تجاه هتلر.
كانت العلامة التجارية لتشامبرلين هي مظلته التي يحملها باستمرار، واختار ويت في ذلك اليوم التلويح بمظلة كبيرة وواضحة، في محاولة لإثارة انتباه الرئيس.
وأضاف ويت "إذا كان كتاب غينيس للأرقام القياسية يحتوي على فئة للأشخاص الذين يقومون بالأشياء الخاطئة في الوقت الخطأ في المكان الخطأ، كنت سأكون رقم 1".