يريد الطبيب الأسترالي فيليب نيتشكي، صاحب فكرة "كبسولة الانتحار"، صنع جهاز طبي يُزرع في الجسم للأشخاص الذين يعانون من الخرف أو مرض الزهايمر، وهو جهازٌ سيقتل مستخدميه إذا لم يُعطّلوا عمله بانتظام.
كان الدكتور نيتشكي الطبيب السابق والناشط في حملة "الحق في الموت" الذي أشرف على أول حقنة قاتلة طوعية عام 1996، قد أثار الجدل هذا الشهر، بإعلانه أنه يعتزم البدء في مساعدة الأشخاص على الانتحار في سويسرا العام المقبل، باستخدام كبسولة وفاة قابلة للطباعة ثلاثية الأبعاد وتسمى Sarco.
لكن نيتشكي يريد الذهاب إلى أكثر من ذلك، وقال إن منظمته غير الربحية Exit International، تقوم بالفعل بعصف ذهني لفكرةٍ تقوم على اختراع جهاز قابل للزرع بجسم الإنسان، من شأنه أن يسمح للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الدماغ التنكسية بتحديد تاريخ وفاتهم قبلها بسنوات.
جاء ذلك في تصريحات نشرتها صحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021.
هذه الفكرة هي عكس فكرة مفتاح الرجل الميت، التي هي نوعٌ من أجهزة الأمان المستخدمة في صناعات محفوفة بالمخاطر، مثل الطائرات والنقل بالسكك الحديدية، وهدفها هو تعطيل الآليات الخطيرة في حال موت المستخدم أو فقدانه للوعي.
يقول الدكتور نيتشكي: "حين يُصاب الشخص بالخرف الآن، تسمح له بعض الدول قانوناً بتعبئة بعض الاستمارات قبلها بـ10 سنوات- وهو في كامل قواه العقلية- ليقول: (اقتلوني إذا أُصبت بهذا المرض)".
يضيف الطبيب: "بعد مضي السنوات الـ10، يمكن لطبيبٍ أن يأتي ويقرأ تلك الاستمارات؛ فيُعطيك الحقنة بشكل قانوني ويُنهي حياتك على الرغم من أنك لا تعي ما يحدث. وهذا يجعل الكثير من الناس يشعرون بعدم الارتياح، ويجعلني بالتأكيد أشعر بعدم الارتياح".
يتابع نيتشكي: "لهذا نحن نعمل على نوعٍ من الأجهزة التي تُزرع في الجسم، ويتعيّن عليك إيقاف تشغيله كل يوم. وحين تنسى سبب قيامك بإيقاف تشغيل شيء ما، فهذا يعني أنك ستموت. مما يُعيد المسؤولية مباشرةً إلى الشخص المريض، ويسمح له بالحصول على ما يريد".
أكبر الحواجز التي يواجهها نيتشكي الآن هي الحواجز التقنية، إذ يقول: "نحن لا نعرف كيف نفعل ذلك. ما هو السم؟ وما الشيء الذي يُمكنه أن يُنهي حياتك مع القابلية لزرعه في جسدك؟ وكيف سيتم إطلاق السم؟".
يرى نيتشكي أنّ هذا الجهاز هو "تطور مهم" من شأنه أن يحمي الأطباء من المعضلة الأخلاقية، خاصةً في الحالات التي يُوقّع فيها الشخص المصاب بالخرف أو الزهايمر على استمارات يطلب فيها وفاته قبل الأوان.
يُشار إلى أن "القتل الرحيم" يعني إنهاء الحياة عمداً من أجل وضع حد للمعاناة، بينما يعني الانتحار مساعدة شخص ما عن طريق العمد على قتل نفسه، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
تُشير الهيئة إلى أن الفرق بين القتل الرحيم والانتحار من جهة، والموت المعلن من جهة أخرى، يتلخص في أن الأخير يشمل فقط المصابين بأمراض لا يرجى الشفاء منها.