يعيش على كوكب الأرض اليوم قرابة 7.91 مليار شخص، ومن المتوقع أن يزداد العدد ليتجاوز حاجز الـ 8 مليارات مع نهاية عام 2022، أو خلال الأشهر القليلة الأولى من بدايات عام 2023.
لكن كيف وصل البشر إلى هذه الكثافة السكانية المرعبة؟ وماذا سيحدث إن استمر التضخم السكاني على نفس الوتيرة؟
كيف وصل البشر إلى هذه الكثافة السكانية؟
قد لا تصدقون أننا تجاوزنا عتبة الـ7 مليارات منذ عقد من الزمن فقط، أي خلال العشر سنوات الماضية فقط ازداد عدد البشر على سطح الكرة الأرضية بشكل لا يصدق.
تمكن العلماء من تتبع النمو السكاني للبشر على الأرض، إذ يعتقد أنهم تمركزوا بشكل أساسي في أمريكا الوسطى والبحر الأبيض المتوسط والهلال الخصيب وأجزاء من الهند واليابان والصين قبل 5000 عام.
وبناء على ذلك، ليس من المصادفة اكتشاف الزراعة بشكل مستقل في العديد من هذه الأماكن نفسها خلال ثورة العصر الحجري الحديث، وفقاً لما ورد في موقع We Forum.
وفي وقت قريب من الثورة الزراعية الثانية، التي بدأت في القرن السابع عشر في بريطانيا بدأ النمو السكاني البشري بالتزايد بشكل واضح، وذلك بسبب تطور التقنيات الزراعية التي زادت من الإمدادات الغذائية بشكل غير مسبوق.
أما المعلومة الأكثر إثارة للاهتمام فهي أن البشر لم يبلغ عددهم المليار حتى عام 1803، ثم بلغ عدد السكان في العالم 5 مليارات عام 1987 ، ووصل الرقم إلى قرابة 7.91 مليار شخص في 2021.
آثار الزيادة السكانية
ارتفاع عدد البشر حول العالم بهذه الوتيرة لا يعتبر مؤشراً جيداً، فمن المنطقي أن تؤدي الزيادة في عدد السكان إلى ضغوط إضافية على الموارد المختلفة، فسيزداد الطلب على الغذاء والمياه والسكن والطاقة والرعاية الصحية والنقل وغيرها.
الاستهلاك المتزايد لهذه الموارد سيساهم بالتالي في التدهور البيئي وزيادة الصراعات وزيادة مخاطر الكوارث واسعة النطاق مثل الأوبئة.
التدهور البيئي
ستؤدي الزيادة في عدد السكان حتماً إلى ضغوط تؤدي إلى المزيد من إزالة الغابات، وتقليل التنوع البيولوجي، وارتفاع معدلات التلوث والانبعاثات الغازية، مما سيؤدي إلى تفاقم أزمة تغير المناخ.
في النهاية، ما لم نتخذ إجراءات للمساعدة في تقليل النمو السكاني يعتقد العديد من العلماء أن الضغط الإضافي على الكوكب سيؤدي إلى اضطراب بيئي وانهيار شديد لدرجة أنه يهدد قابلية الحياة على الأرض كما نعرفها.
زيادة الصراعات
ندرة الموارد التي قد تنجم عن الاضطرابات البيئية والاكتظاظ السكاني ستتسبب بدورها بإثارة المزيد من العنف والصراعات والاضطرابات السياسية.
نشهد بالفعل حروباً تدور رحاها حول موارد المياه والأراضي والطاقة في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، ومن المرجح أن تزداد الاضطرابات حدة مع تزايد عدد سكان العالم.
ارتفاع مخاطر الكوارث والأوبئة
العديد من مُسببات الأمراض التي تهدد الحياة البشرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك COVID-19 وفيروس زيكا والإيبولا وفيروس غرب النيل، تنشأ في بادئ الأمر لدى الحيوانات أو الحشرات ثم تنتقل إلى البشر.
ويرجع السبب في تفشي مثل هذه الأوبئة بين الحيوانات إلى تدخل البشر المتزايد وتدميرهم للحياة البرية مع ازدياد عددهم على كوكب الأرض، وفقاً لما ورد في موقع Population Media.
كذلك نستطيع أن نتخيل أن التباعد الاجتماعي في المستقبل سيكون أكثر صعوبة مع الأعداد المتزايدة للبشر.
مستقبل الكثافة السكانية
تشير التوقعات السكانية من قبل مجموعات مثل الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان العالم سيبلغ ذروة عند حوالي 10.9 مليار شخص في عام 2100. ومع ذلك، لا يوجد إجماع حول هذا الرقم.
حيث إن منظمات مثل معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) لديها منظور مختلف، وقد وضعت مؤخرًا نموذجًا يفيد بأن عدد سكان العالم سيتجاوز 9.7 مليار شخص بحلول عام 2064.