حذر علماء الجليد من كارثة تهدد البشرية، جراء ذوبان نهر ثويتس، أحد أكبر الأنهار الجليدية بالعالم، ويقع غرب المنطقة القطبية الجنوبية في شبه جزيرة "أنتاركتيكا"، وهو عبارة عن حوض جليدي شاسع المساحة.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت السبت 18 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن سنوات من الأبحاث التي أجراها باحثون بريطانيون وأمريكيون أظهرت أن شقوقاً وتصدعات كبيرة انفتحت في الطبقات العليا والسفلى من نهر ثويتس الجليدي.
يخشى العلماء من انهيار النهر الجليدي، وربما ذوبانه في غضون خمس سنوات أو أقل من ذلك.
يقول العلماء إن المساحة الجليدية الشاسعة لنهر ثويتس تجعل جرف لارسن يبدو وكأنه كتلة ثلجية مدلاة، فالنهر أكبر بنحو 100 مرة، على مساحة توازي مساحة بريطانيا تقريباً، ويحتوي على كمية من المياه تكفي بمفردها لرفع مستوى البحر في جميع أنحاء العالم بأكثر من نصف متر.
يُسهم النهر بالفعل في ارتفاع مستوى سطح البحر بنسبة تصل إلى نحو 4% سنوياً، ويُطلق عليه أهم نهر جليدي في العالم، حتى إنه يُوصف بأنه من الأنهار التي يهدد انهيارها بـ"نهاية العالم"، وفقاً للصحيفة البريطانية.
بيانات الأقمار الصناعية تُظهر أن النهر يذوب على نحو أسرع بكثير مما كان عليه الأمر في تسعينيات القرن الماضي.
الأخطر من ذلك، وفقاً للعلماء، أنه في حال ذوبان الكتلة الجليدية لنهر ثويتس، يتوقع أن يتسارع بعدها انهيار العديد من الأنهار الجليدية العظيمة الأخرى في القارة القطبية الجنوبية، ما قد يؤدي إلى انهيار الغطاء الجليدي بالكامل وارتفاع كارثي لمستوى سطح البحر العالمي بعدة أمتار.
هذا التحذير يأتي بينما تشهد مستويات سطح البحر ارتفاعاً مطرداً، فقد تضاعف المعدل السنوي للزيادة من 1.4 ملم في عام 2006 إلى 3.6 ملم في عام 2015.
يشير العلماء كذلك إلى أنه في حال انهيار جميع الأنهار الجليدية في غرب المنطقة القطبية الجنوبية، فلا توجد مدينة ساحلية في العالم لن تغرق بمرور الوقت، وهذا الأمر ستكون له تكلفة مدمرة على حياة البشر واقتصادهم.
كان إجماع علماء الأنهار الجليدية على أن ذوبان الأنهار الجليدية العملاقة، بحجم ثويتس، يقتضي قروناً من الاحتباس الحراري، لكن انهيار الجليد البحري وذوبانه في الطرف الآخر من الأرض في القطب الشمالي جاء أسرع بكثير، وعلى نحو غير متوقع، ما دفع العلماء إلى الإعلان عن تخوفاتهم من احتمال انهيار كتلة لارسن الجليدية في القارة القطبية الجنوبية بسرعة أكبر بكثير مما كان متوقعاً.
بالكاد يؤثر فقدان الجليد في القطب الشمالي على مستويات سطح البحر، لأنه يتكون في الغالب في البحر، أما جليد القطب الجنوبي فإن أغلبه على البر، لذا فإن أي ذوبان فيه يرفع مستويات سطح البحر.
كانت قمة المناخ العالمية الأخيرة التي عُقدت في مدينة غلاسكو، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قد شهدت تحذيرات حيال ذوبان نهر ثويتس، لكن التحذيرات قوبلت بصمت من الحكومات المشغولة بجائحة كورونا والعودة للحياة الطبيعية، وفقاً لما ذكرته The Guardian.