اتفق سياسيان برازيليان من ولاية الأمازون البرازيلية على تسوية خلافاتهما عن طريق قتال، في حادثٍ أثار مخاوف حول الطبيعة العدائية على نحو متزايد للديمقراطية في البلاد، وهي الواقعة التي أثارت جدلاً محلياً، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2021.
كان سيماو بيشوتو، عمدة بلدة بوربا، التي تقع على بُعد 90 ميلاً جنوب مدينة ماناوس، عاصمة ولاية الأمازون، قد تلقى دعوةً علنية للقتال بالأيدي في سبتمبر/أيلول، من مستشار بلدية سابق يدعى إيرينو دا سيلفا.
حيث غضب سيلفا، الذي يستخدم لقبه ميريكو، من الفشل المزعوم من جانب عمدة بوربا في الحفاظ على متنزه مائي بالقرب من نهر ماديرا، ولذلك طلب مواجهة ضد السياسي الذي وصفه بـ"المتعفن والمحتال".
على أثر ذلك، قبل بيشوتو التحدي، ونشر مقطع فيديو على الإنترنت أبدى فيه استعداده لضرب خصمه ميريكو، وأنهاه بضرب قبضة يده براحة يده الأخرى، قائلاً: "أرني وجهك".
فيما خفف بيشوتو من حدة نبرته بعد أن أشار عليه بعض المصوتين بأنه ليس سلوكاً يأتي من رجل انتُخب ليشغل مناصب حكومية في ولاية الأمازون. وطمأن العمدة مواطنيه بأنه كان سيشارك فقط في مواجهة داخل حلبة قتال.
"مقاتل شوارع"
من جهته، قال بيشوتو في منشور له نُشر على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "إنني لست مقاتل شوارع.. إنني عمدة بلدية بوربا. ولكن إذا أراد القتال فإننا مستعدون للقتال.. إنني كنت فائزاً على الدوام".
في حين بدأ القتال بعد شهر من تلك الأحداث، وتحديداً في الساعات الأولى من يوم الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول.
هذا القتال حضره مئات المتفرجين الذين دفعوا المال لمشاهدة النزال في الصالة الرياضية لإحدى المدارس المحلية.
فيما تبختر بيشوتو إلى داخل الحلبة محاطاً بمساعديه، بينما كان يحمل منشفة مكتوباً عليها كلمة "يسوع" باللغة الإنجليزية. وبدا العمدة عدوانياً، وبدأ في النزال مع خصمه. وقال موقع BNC Amazonas: "تخطى مرتين الركن الخاص بخصمه، ومرر إصبعه فوق حلقه، في إشارة إلى أنه سيفوز عليه".
لكمات سياسية
بدورهم، أكد شهود عيان حضروا المواجهة التي استمرت 13 دقيقة، والتي بثها فريق بيشوتو، أن عمدة بوربا المحافظ لَكَمَ خصمه لكمات عديدة موجعة. وفي الثواني الـ39 الأولى، وجَّه العمدة البالغ من العمر 39 عاماً، ضربة قاضية إلى ميريكو طرحته أرضاً لبعض الوقت.
لكن ميريكو نهض وعاد للقتال. وبعد ثلاث جولات فوضوية، كان عمدة بوربا غير قادر تقريباً على السير، بسبب اللكمات المنخفضة التي تلقاها من خصمه.
كما قال موقع Fato Amazônico المحلي: "العمدة تلقى ضربات جعلته مذهولاً". ومع ذلك انتصر بيشوتو، موضحاً أن ميريكو خسر بالنقاط. حتى إن المتفرجين صاحوا قائلين: "خداع"، معربين عن عدم رضاهم عن النتيجة.
فيما ارتأى بعض البرازيليين أن هذه المواجهة في ولاية الأمازون تقدم دليلاً آخر على المناخ السياسي العدواني الذي يسود في البلاد منذ انتخاب الرئيس الحالي جايير بولسونارو، في عام 2018.
بينما نشر أحد النقاد تغريدة في موقع "تويتر" أرفقها بلقطات من قتال بلدة بوربا، قال فيها: "هذا هو ما آلت إليه السياسات في البرازيل مؤخراً. إنه مفزع! لقد صرنا الغربَ المتوحش".