اختبار مدرسي يثير الغضب في الهند.. حمَّل مسؤولية عدم انضباط الأطفال لتحرر المرأة!

عربي بوست
تم النشر: 2021/12/14 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/14 الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش
نساء هنديات في ورشة خياطة، صورة تعبيرية/ Istock

أثار اختبار مدرسي في الهند، حمَّل النساء والنسوية مسؤولية سوء سلوك الأطفال، حالةً من الغضب في أوساط الطلاب والآباء وقادة المعارضة في البلاد، وفق ما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول 2021.

إذ أشار تمرين فهم القراءة في امتحان للصف العاشر الذي جرى الجمعة الماضية، 10 ديسمبر/كانون الأول، إلى أنَّ "تحرُّر المرأة قد دمَّر سلطة الآباء على أبنائهم"، وحمَّل مسؤولية عدم الانضباط بين المراهقين لـ"الثورة النسوية".

كان الاختبار مُخصَّصاً لطلبة "المجلس المركزي للتعليم الثانوي"، الذي تديره الحكومة الفيدرالية.

"سؤال رجعي" يثير الغضب

أشار مقطع تمرين فهم القراءة أيضاً إلى أنَّ الزوج كان تاريخياً هو "السيد في بيته"، وأنَّ "زوجته كانت تمنحه طاعة رسمية"، و"كان الأطفال والخَدَم على هذا النحو يتعلمون معرفة مكانتهم".

بمجرد نشر ورقة الاختبار علناً، أثارت غضب الجمهور وكبار الساسة المنتمين لأحزاب المعارضة في البلاد، والذين قالوا إنَّ توجُّه مجلس التعليم رجعيّ.

صرَّحت أنيتا، وهي طالبة في إحدى المدارس بمدينة تشيناي جنوبي الهند، لصحيفة The Hindu الهندية، بالقول: "لا يمكنني تصديق أنَّ قطعة رجعية وغير ملائمة على هذا النحو قد قُدِّمَت لنا. إنَّه لمن المحبط للغاية أن يتمكَّن المجلس المركزي للتعليم الثانوي من عمل هذا في اختبار على المستوى الوطني في عام 2021".

أعقبت قطعة القراءة سؤال اختيار من متعدد، طُلِبَ فيه من الطلبة وصف كاتب الفقرة إمَّا باعتباره "خنزيراً شوفينياً ذكورياً"، أو شخصاً "يتخذ نهجاً صافي البال في الحياة".

اختبارات تغذي التعصب

اختار الكثير من الطلبة، الذين صُدِموا لرؤية الأفكار الرجعية التي جرى التعبير عنها في القطعة، اختيار "خنزير شوفيني ذكوري"، لكنَّ تقارير إعلامية عدة ذكرت أنَّ هذه لم تكن الإجابة الصحيحة، بحسب دليل إجابات الاختبار لدى المجلس المركزي للتعليم الثانوي.

وفقاً لمجلس التعليم، كانت الإجابة الصحيحة هي "يتخذ نهجاً صافي البال في الحياة". وكان من بين الاختيارات الأخرى "زوج ساخط" أو "يريد مصلحة عائلته".

غرَّد راهول غاندي، القيادي في حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض: "كانت معظم اختبارات المجلس المركزي للتعليم الثانوي حتى الآن صعبة، وكانت قطعة الفهم الواردة في اختبار اللغة الإنجليزية مقيتة بكل معنى الكلمة".

أضاف أنَّها "حيل نموذجية من (منظمة التطوع الوطنية الهندية)، و(حزب بهاراتيا جاناتا) الحاكم، لسحق روح الشباب المعنوية ومستقبله". وشجَّع بعد ذلك الأطفال على "بذل قصارى جهدهم، فالعمل الجاد يؤتي ثماره، أمَّا التعصب فلا".

غرَّدت بريانكا غاندي فادرا، وهي قيادية أخرى بالمؤتمر الوطني: "أمر لا يُصدَّق! هل نُعلِّم أطفالنا هذا الهراء حقاً؟ من الواضح أنَّ حكومة حزب بهاراتيا جاناتا تؤيد هذه الآراء الرجعية حول المرأة، وإلا لماذا قد تظهر في منهاج المجلس المركزي للتعليم الثانوي؟".

المسؤولون في الهند يوضحون

بينما أصدر المجلس المركزي للتعليم الثانوي الإثنين توضيحاً، وقال إنَّه سيلغي القطعة المثيرة للجدل والأسئلة المرتبطة بها بشأن "تحرُّر الزوجة".

كما قال بيان المجلس إنَّ القطعة المذكورة "لا تتماشى مع إرشادات المجلس بخصوص وضع الامتحانات". وأضاف المجلس أيضاً أنَّه سيمنح "العلامة الكاملة للطلبة في هذه القطعة"، بصرف النظر عن الإجابة التي اختاروها.

تعرَّض المجلس لسهام النقد بسبب سؤال آخر مؤخراً، وهذه المرة في امتحان علم الاجتماع للصف الثاني عشر. 

حملت ورقة الامتحان سؤالاً مثيراً للجدل بشأن أحداث شغب غوجارات عام 2002، التي قُتِلَ فيها أكثر من ألف مسلم.

جاء في السؤال: "في عهد أي حكومة وقع النطاق والانتشار غير المسبوقين من العنف المعادي للمسلمين في ولاية غوجارات عام 2002؟".

كانت الخيارات هي: "حزب المؤتمر"، "حزب بهاراتيا جاناتا"، "الحزب الديمقراطي"، "الحزب الجمهوري". وبعد مواجهة رد فعل سلبي حول السؤال، وصف المجلس السؤال بأنَّه "غير ملائم" ووعد باتخاذ "إجراء صارم" بحق المسؤولين عنه.

تحميل المزيد