قالت صحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن كبسولة الانتحار على هيئة نعش تُتيح لركابها قتل أنفسهم دون ألم اجتازت المراجعةَ القانونية في سويسرا، وفقاً لمُبتكريها.
الآلة المعروفة باسم "ساركو" Sarco يمكن تشغيلها من الداخل -يُفترض أنه يُمكن تشغيلها بمجرد الغمز أو الإشارة بالعين إذا كان الشخص يعاني متلازمة المُنحَبِس وأعراض الشلل والعجز عن التواصل الشفهي- وتعمل عن طريق تقليص مستوى الأوكسجين في الكبسولة إلى ما دون المستوى الحرج.
تستغرق العملية أقل من دقيقة وتحدث الوفاة بتأثير من نقص التأكسج (hypoxia) ونقص ثنائي أكسيد الكربون في الدم (hypocapnia)، ويُفترض أنها تتيح للشخص الموتَ بسلام ودون ألم إلى حد كبير.
يُذكر أن الانتحار بمساعدة الغير أمرٌ قانوني في سويسرا، وقد استخدم ما يقرب من 1300 شخص خدمات ما تُعرف بمنظمات القتل الرحيم، مثل منظمة Dignitas ومنظمة Exit، العام الماضي.
تستخدم كلتا المنظمتين عقار الباربتيورات السائل لإحداث غيبوبة عميقة في غضون دقيقتين إلى خمس دقائق، تعقبها الوفاة.
"دكتور الموت" يبتكر "كبسولة الانتحار"
كبسولة الانتحار ابتكرها الدكتور فيليب نيتشكي، الملقب بـ"دكتور الموت" (Dr Death)، الذي يعمل لمنظمة غير ربحية تُدعى Exit International (مختلفة عن منظمة Exit السويسرية).
جرى تصميم الكبسولة "ساركو" -اسمها اختصار من مشتق من كلمة Sarcophagus، وتعني التابوت الحجري- بحيث يسهل سحبها أو نقلها إلى أي موقع يفضله المستخدمون (مكان مناسب في الهواء الطلق على سبيل المثال)، ثم يمكن فصل الكبسولة القابلة للتحلل الحيوي عن قاعدتها لتصبح تابوتاً جاهزاً.
واجه الدكتور نيتشكي احتجاجات من معارضي ما يُعرف بالقتل الرحيم، وبعض أسباب ذلك الطريقة المستخدمة التي ابتكرها.
في معرض الدفاع عن ابتكاره، كبسولة الانتحار، قال الدكتور نيتشكي في مقابلة مع صحيفة The Independent في عام 2018: "ربما لن يصبح الغاز أبداً طريقة مقبولة لتسهيل الانتحار في أوروبا، بسبب ما ينطوي عليه من دلالات سلبية مرتبطة بالهولوكوست، حتى إن بعض الناس قالوا إنها ليست إلا غرفة غاز مسموحاً بها في المجال العام".
تعرضت كبسولة الدكتور نيتشكي لانتقادات أيضاً بسبب تصميمها الذي يوحي بالتطور المستقبلي، إذ يقول بعض المنتقدين إنها تنطوي على ما يشبه تمجيد الانتحار، بالإضافة إلى تطبيق الواقع الافتراضي المرتبط بالابتكار، وتُتيح للأشخاص "تجربة موتهم الافتراضي".
معارضة الكنيسة للمشروع السويسري
عرضت هذه التجربة في كنيسة ويستركيرك في أمستردام في عام 2018، وأثارت وقتها مخاوف جمة من مجلس الكنيسة.
قال جيروين كرامر، رئيس مجلس إدارة كنيسة ويستركيرك، آنذاك: "لن تدعم كنيسة ويستركيرك أبداً الناس في استخدام معدات مثل التي روج لها الدكتور نيتشكي، وندعم بجدية الانخراط في مناقشة شاملة ودقيقة حول هذه القضية. لن نؤيد أي اقتراح باستخدام المعدات من هذا النوع ولا يمكننا دعمها".
لا يوجد من كبسولة "ساركو" حالياً سوى نموذجين، لكن منظمة Exit International تعمل على إعداد آلة ثالثة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتأمل أن تكون مهيأة للتشغيل في سويسرا العام المقبل.
أخبر الدكتور نيتشكي وسائل إعلام محلية، الأسبوع الماضي، أنه "لا توجد أي عقبات قانونية على الإطلاق"، وأن المناقشات جارية مع مجموعات مختلفة في سويسرا، لتوفير كبسولة الانتحار وتيسير الوصول إليها.
أضاف: "باستثناء أي صعوبات غير متوقعة نأمل أن نكون جاهزين لإتاحة كبسولة ساركو للاستخدام في سويسرا العام المقبل، لقد كان مشروعاً مكلفاً للغاية حتى الآن، ولكننا نعتقد أننا قريبون جداً من إتمام تنفيذه حالياً".