زيت شجرة الشاي، المعروف أيضاً باسم زيت الميلالوكا، هو زيت أساسي مقطر من أوراق نبات أسترالي يُسمى Melaleuca alternifolia.
سُميت شجرة الشاي بهذا الاسم من قِبَل البحّارة في القرن الثامن عشر، الذين صنعوا شاياً في تلك المناطق من أستراليا من ورق شجرة معينة كانت تفوح منها رائحة جوزة الطيب.
ومن بين فوائد زيت شجرة الشاي تلك أن المواد الكيميائية الموجودة في زيت شجرة الشاي تقتل البكتيريا والفطريات والعث، وتقلل من تفاعلات حساسية الجلد عن طريق تقليل التورم، كما تعالج البثور وتساعد في التئام الجروح وغيرها من الفوائد.
بالرغم من الفوائد المتعددة التي تم إثباتها علمياً لخصائص الزيت، فإن هناك أيضاً بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث نتيجة استخدامه بصورة خاطئة.
في هذا التقرير نستوضح أبرز فوائد زيت شجرة الشاي، وكيف من الممكن تجنُّب أي آثار جانبية مُحتملة عند استخدامه لأغراض مختلفة.
فوائده جعلت السكان الأصليين في أستراليا يستخدمونه مستحضراً طبياً
استُخدم زيت شجرة الشاي دواءً تقليدياً من قبل السكان الأصليين في أستراليا لعدة قرون، حيث قاموا بسحق أوراق شجرة الشاي لاستخراج الزيت، وكان يتم استنشاقه لعلاج السعال ونزلات البرد، أو وضعه مباشرة على الجلد للشفاء.
ويتوفر زيت شجرة الشاي اليوم على نطاق واسع كزيت غير مخفف بنسبة 100%، أو زيت "أنيق" ضمن تركيبات مستحضرات العناية بالبشرة.
يحتوي زيت شجرة الشاي على عدد من المركبات، بما في ذلك Terpinen-4-ol، التي ثبت أنها مادة كيميائية تقتل بعض البكتيريا والفيروسات والفطريات، بحسب مجلة Clinical Microbiology Review للأبحاث العلمية.
كما اتضح أن مادة Terpinen-4-ol تزيد أيضاً من نشاط خلايا الدم البيضاء بالجسم، ما يساعد في محاربة الجراثيم والبكتيريا المختلفة.
هذه الخصائص المفيدة والمقاومة للجراثيم جعلت لزيت شجرة الشاي علاجات أخرى، ومن أبرزها ما يلي وفقاً لموقع Healthline:
1- معقم لليدين
يعتبر زيت شجرة الشاي مطهراً طبيعياً مثالياً للجلد، وخاصة اليدين.
وقد أظهرت دراسة نشرتها مجلة Clinical Microbiology Review عام 2006، أنه يقتل العديد من البكتيريا والفيروسات الشائعة المسؤولة عن التسبب في المرض والعدوى، بما في ذلك الإشريكية القولونية، والعقدية الرئوية والمستدمية النزلية.
2- مزيل طبيعي للعرق
كذلك ثبت أن التأثيرات المضادة للبكتيريا لزيت شجرة الشاي تجعله فعالاً في السيطرة على رائحة الإبط المرتبطة بالتعرق.
وجدير بالذكر أن العرق في حد ذاته لا رائحة له، ومع ذلك عندما تتحد إفرازات الغدد العرقية مع البكتيريا الموجودة على الجلد تنتج رائحة معتدلة أو قوية.
وتحتوي منطقة الإبط على تركيز كبير من هذه الغدد، وهي مسؤولة بشكل أساسي عما يشار إليه عادةً باسم "رائحة الجسم".
وتجعل خصائص زيت شجرة الشاي المقاومة للبكتيريا منه بديلاً طبيعياً مثالياً لمزيلات العرق ومضادات التعرق التجارية المضرة بالصحة.
3- مطهر للجروح الطفيفة ومعزز للالتئام
تسهِّل الإصابات التي تؤدي إلى قطع طبقات الجلد دخول الجراثيم إلى مجرى الدم، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى والالتهابات.
ويمكن استخدام زيت شجرة الشاي لعلاج الجروح والجروح البسيطة وتطهيرها عن طريق قتل المكورات العنقودية الذهبية والبكتيريا الأخرى، التي يمكن أن تسبب العدوى في الجروح المفتوحة.
بالإضافة إلى منع العدوى في الجروح، قد يساعد زيت شجرة الشاي أيضاً على التئام الجروح وتسريع تعافيها.
وقد أظهرت دراسة تم نشرها بمجلة Journal of Nanoscience العلمية، عام 2015، أن زيت شجرة الشاي يساعد في تقليل الالتهاب ويحفز نشاط خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً فعالاً في عملية الشفاء.
وفي دراسة أخرى صغيرة أجريت عام 2013، على 10 أشخاص مصابين بجروح، أدت إضافة زيت شجرة الشاي إلى مراهم الجروح التقليدية إلى تقليل وقت شفاء جميع المشاركين باستثناء واحد، وفقاً لمجلة Clinical Trial العلمية.
4- حب الشباب
قارن بحث أجراه قسم الأمراض الجلدية في مستشفى Royal Prince Alfred في أستراليا، بين فاعلية استخدام مستحضرات بـ5% من هلام زيت شجرة الشاي مقابل استخدام كريم بـ5% من محلول benzoyl peroxide (وهو مستحضر يستخدم بشكل شائع لعلاج حبوب البشرة) على 124 شخصاً يعاني من حب الشباب الخفيف أو المتوسط.
ولوحظ لدى الأشخاص في كلا المجموعتين انخفاض كبير في آثار حب الشباب الملتهبة وغير الملتهبة (البثور المفتوحة والمغلقة) خلال فترة الثلاثة أشهر.
ورغم أن زيت شجرة الشاي لم يقدم تأثيراً مختلفاً، فإن آثاره الجانبية كانت أقل مقابل مجموعة البنزويل بيروكسايد، إذ عانى 79% ممن استخدموه آثاراً جانبية مثل الحكة والوخز والحرقان والجفاف.
وهي الآثار الجانبية التي كانت أقل بكثير في مجموعة زيت شجرة الشاي، بحسب موقع Very Well Health للصحة والطب الذي تناول البحث.
5- قشرة الشعر
وفي دراسة أخرى استُخدم فيها شامبو مكون من 5% من زيت شجرة الشاي، من قِبَل أشخاص يعانون من قشرة الرأس الخفيفة أو المعتدلة. لوحظ بعد 4 أسابيع أن شامبو زيت شجرة الشاي قلل أعراض قشرة الرأس بشكل ملحوظ.
6- صحة اللثة والفم
لفت موقع Medical News Today للصحة والمعلومات الطبية، أن استخدام الجل الذي يحتوي على زيت شجرة الشاي مفيد بشكل خاص لمن يعانون من التهاب اللثة المزمن.
وشهد المشاركون في دراسة علمية نُشرت عام 2013 بمجلة European Journal of Dentisery لطب الأسنان، أن الذين استخدموا جل زيت شجرة الشاي لاحظوا انخفاضاً كبيراً في النزيف والالتهاب عند مقارنتهم بالعلاج الوهمي أو هلام الكلورهيكسيدين المطهر.
كما تشير أبحاث أخرى إلى أن نوعاً من البكتيريا المرتبطة برائحة الفم الكريهة يمكن معالجته بزيت شجرة الشاي ومادة ألفا بيسابولول الكيميائية، وهي المكون النشط في البابونج.
آثار جانبية محتملة
غالباً ما يكون زيت شجرة الشاي آمناً للاستخدام الموضعي إذا تم تخفيفه.
لكن في بعض الأحيان، قد يملك الأشخاص ردود فعل تحسسية تجاه زيت شجرة الشاي، التي تتراوح من التهاب الجلد التماسي الخفيف إلى البثور الشديدة والطفح الجلدي.
وقد أظهرت إحدى الدراسات أن زيت شجرة الشاي قد يغير مستويات الهرمونات. وبحسب Very Well Health، وجدت بعض الحالات أن منتجات زيت شجرة الشاي الموضعية تسببت في تضخم غير مبرر للثدي عند الأولاد.
لذلك يجب على الأشخاص المصابين بالسرطانات الحساسة للهرمونات أو النساء الحوامل أو المرضعات تجنب استخدام زيت شجرة الشاي.
ولا ينبغي أن استهلاك زيت شجرة الشاي داخلياً، حتى بكميات صغيرة. إذ يمكن أن يسبب ضعفاً في وظائف المناعة، والإسهال، والاكتئاب المميت للجهاز العصبي المركزي، ومن أعراضه النعاس المفرط، والارتباك، والغيبوبة.
زيت شجرة الشاي مثل أي زيت أساسي، يتم امتصاصه من خلال الجلد، لذلك لا ينبغي استخدامه مركَّزاً على الجلد، حتى إن الكميات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى التسمم.