هل تشعر أنك تستمر في العمل لساعات طويلة أو حتى تقضي يومك بأكمله تحاول القيام بالمزيد ولكنك بنفس الوقت لا تفعل ما يكفي؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فقد تكون عالقاً في دائرة من "الإنتاجية السامة". يشير هذا المصطلح للإشارة إلى مدمني العمل الذين يعملون بشكل يتجاوز واجباتهم وحتى قدراتهم، كما يشير موقع Huff Post.
نعاني جميعاً في مرحلة ما من شكل من أشكال "عدم الاكتفاء" الذي يبقينا عالقين في حلقة "العمل الآلي" هذه. ويمكن أن يدفعنا التفكير بأننا لا نفعل ما يكفي إلى التصرف بطرق لا تتوافق مع ما يهمنا حقاً أو ما نريد تحقيقه. ويصبح هدفنا هو أن نبقي أنفسنا مشغولين لا شعورياً من خلال القيام بأي شيء حتى نتجنب التعامل مع المشكلات في واقعنا أو كي لا نشعر بأننا مقصرون.
تكمن مفارقة الإنتاجية في أنها تساعدنا في الوصول إلى أهدافنا، ولكن يمكن أيضاً أن تبعدنا عن أحلامنا. لذا فإن السؤال هو: متى تصبح الإنتاجية ضارة أو "سامة"؟
تعرف معنا في هذه المادة على أعراض الإنتاجية السامة وخطرها على صحتك الجسدية والنفسية وكيف يمكنك التحكم بشعور عدم الإنتاج الكافي والسيطرة عليه.
هوس العمل والإنتاجية السامة
تشير الإنتاجية السامة إلى هوس غير صحي ومتطرف بالإنتاجية لا ينتهي أبداً، كما أنه لا يكفي أبداً. إنها تنبع من تقدير بالإنتاجية لدرجة لا نستطيع رؤية الخط الفاصل بينها وبين الهوس السلبي بالعمل.
وأسوأ ما في الأمر أن الأمر الذي يعاني من الإنتاجية السامة لا يستطيع رؤية قيمته الذاتية إلا عن طريق ربطها بكمية العمل الذي يقوم به، كما يوضح موقع Psychology Today.
ما هي علامات الإنتاجية السامة؟
إذا كان الشخص يعمل كثيراً بشكل يضر صحته وعلاقاته الشخصية، حتى إنه قد يهمل متطلباته واحتياجاته الأساسية مثل الأكل والنوم ومقابلة الأصدقاء والعائلة والالتزامات والمسؤوليات الأخرى، فعلى الأرجح قد وقع في فخ الإنتاجية السامة.
مؤشر آخر للوقوع في مشكلة الإنتاجية السامة هو وجود توقعات غير واقعية بشكل دائم. أن يتوقع الشخص من نفسه كل يوم نفس المقدار العالي من الإنجاز، بغض النظر عن العوامل الخارجية والمواقف المجهدة التي قد تحصل في الحياة الطبيعية.
أما المؤشر الثالث فهو الشعور بالذنب عند أخذ استراحة أو إجازة أو القيام بأي شيء غير العمل.
هل الإنتاجية السامة خطرة حقاً؟
تسبب الإنتاجية السامة الإرهاق الجسدي والنفسي، وغالباً ما تكون سبباً لمشاكل أخرى مقلقة مثل القلق والاكتئاب والتوتر.
عندما يكون هناك توقع لإنتاجية عالية ومستمرة، سواء كنا ندفع أنفسنا للعمل لساعات أطول أو لا نستطيع الاسترخاء أثناء أوقات فراغنا، فقد يشير هذه إلى أننا قد نعاني من اكتئاب شديد ونحاول من خلال إنهاك أنفسنا بالعمل التستر على مشاعر تدني قيمة الذات أو الشعور بالذنب أو الحزن عن طريق توجيه كل طاقتنا إلى عملنا.
كما يمكن للإنتاجية السامة أن تؤثر سلباً على علاقاتنا وتجعلنا نشعر بالذنب عند القيام بأي شيء آخر.
كل ما سبق يمكن أن يؤثر بدوره بشكل خطير على الأداء المهني والصحة العقلية والحياة الشخصية.
كيف يمكن مكافحة الإنتاجية السامة؟
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من الإنتاجية السامة، فيمكن أن تساعدك هذه الاستراتيجيات الخمسة على البدء في حل المشكلة:
الطريقة الأولى: وضع حدود للعمل
يمكن أن يؤدي تحديد وقت العمل ووقت للنوم وتخصيص وقت للعائلة وممارسة الهوايات إلى تقليل التركيز على الإنتاجية المستمرة.
كما يمكن أن يساعد تحديد جدول زمني لإيقاف تشغيل البريد الإلكتروني الخاص بالعمل أو إغلاق الهاتف إلى إعادة ضبط التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية والخاصة.
الطريقة الثانية: وضع أهداف واقعية
يمكن أن يساعد تحديد أهداف واقعية قابلة للتحقيق ومرنة وقابلة للتحقيق في التمييز بين العمل الذي يجب القيام به على الفور من العمل الذي يمكن إكماله في وقت لاحق.
الطريقة الثالثة: وجود استراحات في جدول عملك
بدلاً من جدولة اجتماعات ومهام متتالية، يسمح بتخصيص أوقات استراحة قصيرة في جدول العمل بالقيام بأشياء مختلفة على مدار اليوم.
على سبيل المثال، يمكن تناول وجبة خفيفة أو قراءة صفحة من كتاب أو المشي قليلاً أو حتى الاستماع للموسيقى في هذه الاستراحات.
تساعد هذه الاستراحات على التقليل من مشاعر القلق والسيطرة على الرغبة بالإنجاز الدائم.
الطريقة رقم 4: اطلب المساعدة
إذا استمر الشعور بعلامات الإنتاجية السامة حتى بعد اتباع النصائح السابقة، فمن الجيد أن يطلب الشخص المساعدة من أخصائي نفسي للتغلب على الأعراض والتعامل معها.