بدأت الحكومات في التسعينيات تدرك أن النمو السكاني السريع قد يصبح مشكلة. وبحلول نهاية القرن العشرين، وصل عدد سكان العالم إلى 6.1 مليار نسمة وانتشرت المخاوف بشأن عدد السكان، مما دفع الدول إلى إعادة التفكير في قوانين مكافحة الإجهاض وخفض أسعار موانع الحمل بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن هذا التكتيك نجح في بلدان مثل المملكة المتحدة، فإن بعض الدول فشلت تماماً في السيطرة على معدلات المواليد المتزايدة بشكل كبير.
لكن في حين كانت بعض الدول تكافح لتحديد النسل، كان هناك دول أخرى تحاول رفع معدلات المواليد وتشجيع مواطنيها على إنجاب أكثر من طفل.
وسواء كان النمو السكاني السريع أو انخفاضه هو المشكلة، فقد جربت البلدان بعض الطرق المتطرفة والغريبة للسيطرة على معدلات المواليد أو تحديد النسل، تعرف على بعضها في هذه المادة.
تخفيض الضرائب عند إنجاب الأطفال في رومانيا
في مواجهة النمو السكاني الذي كان قريباً من الصفر في أواخر الستينيات، حظرت رومانيا الإجهاض ووسائل منع الحمل، وجعلت الطلاق شبه مستحيل، وبدأت في فرض عبء ضريبي على الأسر التي ليس لديها أطفال.
خضع الرجال والنساء المتزوجون أو غير المتزوجين الذين تزيد أعمارهم عن 25 عاماً إلى زيادة الضرائب التي يمكن أن تصل إلى 20 في المئة من إجمالي دخلهم.
كما تمركزت الشرطة في المستشفيات لضمان عدم إجراء أي عمليات إجهاض. وخضعت النساء لفحوصات شهرية لأمراض النساء من أجل الكشف عن حالات الحمل والحفاظ عليها.
في الوقت نفسه، تم استجواب الأزواج الذين ليس لديهم أطفال فوق سن 25 عاماً بشأن حياتهم الجنسية.
ومن ناحية أخرى، عرضت رومانيا "المخصصات العائلية" التي تدفعها الدولة، والتي تزداد في كل مرة يولد فيها طفل. وتم تخفيض ضرائب الدخل على العائلات التي لديها أكثر من ثلاثة أطفال بنسبة 30 بالمئة. لكن أثبتت الحملة أنها كارثية، حيث تم التخلي عن مئات الآلاف من الأطفال عند الولادة ووضعهم في دور الأيتام.
ميدالية ووسام شرف للأم التي تنجب 5 أطفال
اقتناعاً منها بأن الطريق لتصبح قوة عظمى في العالم هو التفاخر بقوة عاملة ضخمة، جعلت روسيا السوفييتية الأمهات بطلات لتشجيعهن على زيادة المواليد؛ حيث تم منح الأمهات اللواتي أنجبن خمسة أطفال على الأقل لقب الشرف "الأم البطلة" ومُنحن وسام الأمومة السوفييتي، الذي أنشئ عام 1944.
كما تم إصدار ما يقرب من ثمانية ملايين من هذه الميداليات، وضعف هذا الرقم من الميدالية الفضية من الدرجة الأولى التي مُنحت للبطلة التي أنجبت ستة أطفال أو أكثر وقامت بتربيتهم.
"يوم الأسرة" في كوريا الجنوبية
بعد أن انخفض معدل المواليد في كوريا الجنوبية إلى واحد من أدنى المعدلات في العالم المتقدم، أخذت الحكومة على عاتقها تشجيع الأشخاص للإنجاب من خلال تقديم "يوم الأسرة" الذي صادف يوم الأربعاء الثالث من كل شهر؛ حيث تُغلق المكاتب الحكومية مبكراً لتشجيع موظفيها على العودة إلى منازلهم وقضاء وقت ممتع مع عائلاتهم، وفقاً لموقع BBC.
العقم الإجباري في الهند
اعتبر البعض هذه الفترة أنها أحلك الأوقات في تاريخ الهند، فقد شهد عام 1975 تعليق الحقوق الديمقراطية وانتهاكات الكرامة الإنسانية من قِبَل رئيسة الوزراء الهندية إنديرا غاندي، التي وضعت برنامج تعقيم شاملاً مدته 21 شهراً.
على الرغم من استعادة الحقوق الديمقراطية، لا يزال التعقيم هو أكبر سلاح في الهند لمكافحة النمو السكاني السريع. كما يتم إقناع النساء بأن يتم تعقيمهن طواعية من خلال المكافآت النقدية.
أما أولئك الذين لا يقبلون المال، يتم تعقيمهم بالقوة. كما تم تحديد عواقب أخرى من قبل الحكومة لوجود عائلة كبيرة، مثل منعك من امتلاك سلاح أو تولي منصب عام.
ليلة منتوس الوطنية
خوفاً من معدل المواليد الذي كان أقل من طفل واحد لكل امرأة، دخلت حكومة سنغافورة في شراكة مع شركة Mentos في عام 2012 لإنشاء حملة "الليلة الوطنية" حيث شجع إعلان مينتوس التجاري لمدة ثلاث دقائق إنجاب الأطفال من خلال موسيقى الراب التي وصفته بـ"القيام بواجبك المدني"، وفقاً لموقع Mental Floss.
التعقيم السري للنساء في أوزبكستان
على الرغم من أن أوزبكستان تعتبر وجود أسرة كبيرة بمثابة نجاح، لكن يبدو أن الحكومة كانت قلقة للغاية من زيادة معدلات النمو إلى 3 أطفال لكل امرأة تقريباً، مما دفعها للقيام بحملة سرية لتعقيم النساء دون علمهن أو موافقتهن.
من عام 2010 إلى 2012 ، تم تعقيم النساء دون علمهن أو موافقتهن في المستشفى أو مكتب الطبيب بعد إنجاب طفلهن الثاني. وقد تم جمع شهادات مجهولة المصدر من المرضى والأطباء، كشفت أن الأطباء يُمنحون مكافآت عن عدد النساء اللائي يجب تعقيمهن كل شهر.
كان الضغط لتعقيم الفتيات مرتفعاً بشكل خاص في المناطق الريفية، حيث كان الأطباء يقومون بتعقيم ما يصل إلى ثماني فتيات في الأسبوع.
برنامج نازي لتعزيز العرق الآري
على الرغم من أن الدعاية النازية التي تشجع الأمهات الألمانيات على إنجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال لدعم الجيش الألماني معروفة نسبياً، فإن تم الكشف عن برنامج أكثر سرية في القرن الحادي والعشرين.
كان يهدف البرنامج المسمى Lebensborn إلى توسيع وإدامة الخصائص الآرية والعرق الآري، حيث أنجبت النساء الحوامل، سواء كنَّ متزوجات أم لا، في عيادات منتشرة في جميع أنحاء ألمانيا وكان يتم رعايتهن من قبل الأطباء والممرضات طالما أنهن ينتمين هن ووالد الجنين إلى العرق الآري المتمثل بالشعر الفاتح والعينين الملونتين.
وكان الهدف من البرنامج هو تعزيز العرق الآري بأي الوسائل المتاحة.
جوائز مالية ويوم وطني للحمل
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في أواخر القرن العشرين، أعلنت الحكومة الروسية في عام 2007 أن 12 سبتمبر/أيلول سيكون اليوم الوطني للحمل. وتم إنشاء العيد الوطني، الذي يمنح الأزواج يوم إجازة من العمل.
كما كانت النساء اللواتي حملن في 12 سبتمبر وأنجبن في 12 يونيو/حزيران (يوم روسيا) مؤهلات للفوز بالمال أو السيارات أو الأجهزة مثل الثلاجة الجديدة.في عام 2007، أثبتت العطلة نجاحها باعتبارها سببت زيادة في معدل المواليد في المنطقة الروسية بنسبة 4.5%، وفقاً لموقع The Guardian.