تُصور لنا الأفلام اللصوص على أنهم أشخاص يتميزون بالذكاء والفطنة والقدرة على إخفاء شخصيته، وبالتأكيد الخفة في الهرب، ورغم أن بعض اللصوص قد يكونون كذلك بالفعل فإن القصص الحقيقية قد تخبرنا بالعكس تماماً.
ففي بعض عمليات السرقة الواقعية تسبب غباء اللصوص في كشف هويتهم والقبض عليهم قبل أن يهربوا أحياناً حتى.
منهم من ترك صورته الشخصية أو استخدم كيساً بلاستيكياً للتنكر وآخر منعه رباط حذائه من الهرب. فيما يلي قصص من أكثر الطرق غباءً التي تم بها اعتقال اللصوص.
تلوين الوجه بالحبر الدائم كشَفهم!
التنكر الجيد هو أحد الطرق التي يمكن للمجرمين أن يهربوا من خلالها، لكن بالنسبة إلى اثنين من اللصوص في ولاية أيوا، يبدوا أنهما لم يحسنا اختيار طريقة التنكر، عندما حاولا السطو على شقة في عام 2009.
لمنع التعرف عليهما استخدم الاثنان لحيتين مزيفتين وخربشا بأقلام حبر دائم سوداء على وجهيهما، بعد أن تم رصد ماثيو آلان ماكنيلي وجوي لي ميللر وإبلاغ الشرطة، وبعد أن تمكنا من الفرار استطاعت الشرطة القبض عليهما بسهولة، بسبب الخطوط السوداء التي رسموها على وجهيهما، والتي تمت بقلم تحديد دائم، كما يشير موقع The Telegraph.
عضة ببغاء سبّبت كشف الحمض النووي للص
استيقظ زوجان في مدينة كينت الأمريكية ذات يوم في عام 2017 ليجدا أن منزلهما قد تعرض للسرقة أثناء نومهما، وشعرا بالحزن عندما اكتشفا أن ببغاءهم المحبوب روكي مفقود أيضاً.
سرق اللص الكثير من الأشياء الثمينة، لكنه ارتكب خطأً فادحاً عندما حاول سرقة ببغاءهم. فعندما حاول اللص سرقة الببغاء قام الطائر بعضه ونهش لحمه، ما أثار غضب اللص، فقام بإلقائه من النافذة قبل أن يهرب.
لسوء حظ المجرم فإن عضة روكي تركته ينزف في مسرح الجريمة. عندما فحصت الشرطة الحمض النووي للدم بمقارنتها بسجلاتها ربطت السرقة بفيتالي كيسيليوف، وهو مجرم معروف، ومع هذا الدليل تمكنوا من إدانته بعملية السطو، وعثروا على الببغاء وأعيد إلى أصحابه.
قام ببيع مسروقاته على فيسبوك!
أحد المحاذير التي نسمعها مراراً اليوم هو: "كن حذراً مما تشاركه على الإنترنت"، وبالنسبة للصوص والمجرمين هذه الرسالة مهمة بشكل مضاعف.
في عام 2016 قرر رجل مطلوب في فلوريدا استخدام ملصقه الذي نشرته الشرطة تحت عنوان "مطلوب للعدالة" كصورة لملفه الشخصي! وبذلك استطاعت الشرطة تعقبه بسرعة من التفاصيل الأخرى على صفحته.
كما اكتشفت الشرطة أنه يقوم ببيع الأشياء المسروقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل السيارات التي كان يقوم بعرضها للبيع على صفحة فيسبوك محلية.
عندما رأى أحد الأشخاص الذين سرقهم أداة الحديقة التي اعتقد أنها من أدواته، رتب للقاء معه، لكن بدلاً من المشتري حضرت الشرطة ووجدت عدداً من العناصر المسروقة. تم القبض عليه وحكمت المحكمة عليه بالسجن 19 شهراً لجرائمه، كما جاء في موقع BBC.
استخدام أكياس بلاستيكية للتنكر!
عندما قرر كريستوفر بادمان سرقة غرف فندق في ولاية ويلز في عام 2015، أدرك أنه بحاجة لإخفاء وجهه عن كاميرات المراقبة المعلقة في الممرات.
في اللقطات، يمكن رؤيته يتعثر محاولاً إخفاء نفسه بكيس بلاستيكي على رأسه وهو يدخل ويخرج من الغرف، لكن عندما تمت مقاطعة عملية السرقة بإحدى سكان الغرف، عاد إلى الممر بعد أن نزع الكيس وكان ذلك كافياً لكشف هويته وإدانته بجرائمه.
أما القصة الأكثر غباءً فهي عندما استخدم لص في الهند كيساً بلاستيكياً شفافاً كتمويه في عام 2018، لم يكن وجهه ظاهراً فقط في التسجيلات الأمنية، بل ترك بصمات أصابعه في جميع أنحاء مسرح الجريمة.
رباط الحذاء منعه من الهرب!
عندما عاد بول آيفز إلى المنزل ذات يوم في عام 2008، وجد شيئاً غير متوقع في منزله، كان جون بيرس يتدلى من نافذته، معلقاً رأساً على عقب بواسطة رباط الحذاء العالق.
وعندما سُئل عما يفعله هناك قال بيرس إنه كان يحاول إيقاف اللصوص. لكن نظراً لأنه كان لا يزال ممسكاً بالمطرقة التي استخدمها لتحطيم النافذة العلوية للتسلق، فقد تمت إدانته، كان بيرس قد حطم النافذة حضرت الشرطة وسيارة إسعاف مكان الحادث، وتم إسقاط بيرس والقبض عليه على الفور ووجهت إليه تهمة الاقتحام والدخول.
ترك صورته في موقع الجريمة!
في بعض الأحيان يكون من المستحيل تجنب ترك الحمض النووي، ولكن هناك أدلة أخرى تكاد تكون محكمة في ربط الشخص بجريمة.
في عام 2008، بدأت الشرطة في مدينة نيويورك بالبحث عن كوري إل براون بعد عمليتي سطو على بنك عندما اكتشفت أنه ترك محفظته وبطاقة هويته التي تحمل صورته.
في عملية السطو الأولى هدد براون بأنه قد وضع قنبلة وسيفجرها إن لم يعطوه المال.
أما في العملية الثانية فقد تمكن من الفرار بمبلغ 3600 دولار، لكن أثناء هروبه قام السارق بتغيير ملابسه لتجنب اكتشافه. لسوء الحظ سقطت محفظته أثناء تغيير الملابس، وكانت تحتوي على صورة شخصية له وبعض البطاقات الرسمية، ما سمح للشرطة بمعرفة أنه المشتبه به الرئيسي في الجرائم والقبض عليه.
طلب تحويل المال المسروق إلى حسابه البنكي!
قد يكون من الصعب معرفة كيفية إخفاء أو غسل الأموال المسروقة للتأكد من عدم قدرة الشرطة على تعقبها. لكن يبدو أن هذه النقطة المهمة فاتت أحد اللصوص عندما حاول سرقة أحد البنوك في المملكة المتحدة.
في عام 2015، دخل بول نيفرسون بنكاً في منطقة كينت حاملاً سكيناً بيده، ووضعه في عنق الصراف بينما كان يطالب بالمال. وعندما أخبر الصراف نيفرسون أنه لم يكن لديه مبلغ 500 جنيه إسترليني الذي طالب به، أجبر السارق على المغادرة دون أي شيء.
تجول قليلاً على طول الطريق، ودخل بنكاً ثانياً وحاول مرة أخرى سرقة الأموال، لكنه لم يكن على استعداد للمغادرة بدون نقود هذه المرة، لذا اقترح أنه يمكن ببساطة تحويل الأموال إلى حسابه.
وعندما أراد نيفرسون مغادرة البنك نزع أحد العملاء سكينه عنه وضغط الصراف على زر الذعر لاستدعاء الشرطة، عندها تم القبض على نيفرسون بسرعة وسجن لمدة عامين.