تصاعد العزف الصادر عن مئات من آلات الكمان في الأكاديمية العسكرية الفنزويلية السبت 13 نوفمبر/تشرين الثاني، قبل أن تنضم إليها آلات النفخ الخشبية والنحاسية وآلات الإيقاع تدريجياً، حيث شارك آلاف من الموسيقيين، معظمهم من الأطفال والمراهقين بالعزف من أجل تسجيل الرقم القياسي لأكبر أوركسترا بالعالم.
وعمد الموسيقيون، المرتبطون جميعاً بشبكة من شباب عازفي الأوركسترا في فنزويلا إلى أداء إحدى المقطوعات الموسيقية للموسيقار الروسي تشايكوفسكي لمدة 10 دقائق تقريباً في الهواء الطلق تحت إشراف مشرفين مستقلين كانت مهمتهم التحقق من أن أكثر من 8097 آلة موسيقية تُعزف في وقت واحد، وهو ما من شأنه كسر الرقم القياسي الحالي، بحسب ما قالت صحيفة The Washington Post الأمريكية الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
كانت شبكة الموسيقيين المعروفة باسم "سيستيما" El Sistema تمنَّت أن تنجح في جمع 12 ألف موسيقي للمشاركة في الفعالية.
وقالت أنغيلا بارويتا، وهي عازفة فيولا تبلغ من العمر 15 عاماً وعضوة في شبكة سيستيما منذ أن كانت في الرابعة من عمرها وعادةً ما تعزف مع مجموعة إقليمية من العازفين تضم نحو 230 شخصاً، إن "ذلك يعني أن كل هذه السنوات التي قضيتها مع الأوركسترا كانت تستحق ما بذلته فيها، كل تلك الساعات من العزف المتكرر وكل تلك الساعات من التدريب، وقد كانت ساعات كثيرة حقاً".
أضافت أنغيلا: "مع كل هؤلاء الناس حولك، إنه شعور لا يصدق أن تكون جزءاً من شيء تاريخي مثل هذا. نرجو أن ننجح في تحطيم الرقم القياسي".
من المفترض أن تحدد موسوعة غينيس للأرقام القياسية في غضون 10 أيام ما إذا كانت شبكة الموسيقيين الفنزويلية نجحت في تسجيل رقم قياسي أم لا.
وكانت الموسوعة استعانت بأكثر من 250 مشرفاً للمراقبة في أثناء تسجيل المقطوعة الموسيقية. إذ لكي يسجل المجموعة رقماً قياسياً، كان لا بد من مشاركة أكثر من 8097 موسيقياً بالعزف في الوقت نفسه لمدة 5 دقائق على الأقل من مقطوعة "المسيرة السلافية" للموسيقار تشايكوفسكي.
بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يتحقق الفرع الفنزويلي لشركة المحاسبة الشهيرة KPMG من دقة النتائج. وقال الشريك الإداري في الشركة، رامون أستوس، إن الرقم القياسي الحالي لأكبر أوركسترا مسجل باسم فرقة موسيقية روسية عزفت النشيد الوطني لبلادها.
تدريبات مسبقة
كان الموسيقيون، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 77 عاماً وقد ارتدوا سراويل سوداء وقمصان بيضاء وأقنعة وجه للحد من تفشي كورونا، تهيأوا لتسجيل المقطوعة خلال حفل موسيقي وطني استمر ساعة واحدة.
وتضمنت قائمة المقاطع الموسيقية المعزوفة: أغنية "ألما لانيرا" التي يعتبرها الفنزويليون نشيدهم الوطني غير الرسمي.
مُنح كل موسيقي مشارك سواراً مرقماً ومقعداً مخصصاً بناء على آلة العزف لتسهيل عملية العد. ومع أن مقطوعة "المسيرة السلافية" هي إحدى المقطوعات المندرجة في تعليمهم الموسيقي طوال فترة وجودهم في شبكة أوركسترا الشباب الفنزويلية، فإن العازفين بدأوا في التدرب مع مجموعاتهم الإقليمية قبل شهرين من الحفل.
في أثناء الترتيب للفعالية، كان يمكنك رؤية الموسيقيين وقد اشتد حماسهم وهم يصطفون في لطف وتناغم بين مقاعدهم، في الوقت الذي تعالى فيه صوت المخرج إينلويس مونتس وهو يحفزهم: "إذا انقطع الوتر، فلن أتوقف. إذا سقطت النوتة، سأعزف بالذاكرة".
تضمنت القواعد التي تعين عليهم اتباعها عدم التشارك في آلات العزف والحصول على توجيه من محترف. ونال قيادة هذه الأوركسترا الموسيقار أندرياس ديفيد أسكانيو أبريو، الذي نقلت شاشات ضخمة قيادته للأوركسترا حتى يتمكن كل الموسيقيين المشاركين من متابعة توجيهاته.
ومن جانبه، قال قائد الأوركسترا: "حسناً، إنه تحدٍّ هائل، وبالطبع تحدٍّ معقد للغاية، لكنه زاخر بالفخر وباعث للمشاعر النبيلة. واليوم، ما نراه هنا هو تمثيل ضئيل لما نحن عليه حقيقةً: فشبكة سيستيما تضم نحو مليون و12 ألف طفل وشاب".
بعد الانتهاء من عزف مقطوعة "المسيرة السلافية"، تصاعدت هتافات الموسيقيين وهم يرفعون آلاتهم الموسيقية ويلوحون بالأعلام الفنزويلية، وصاحوا في فرح: "أكبر أوركسترا في العالم".