أعلنت شركة فيسبوك، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنها قررت إلغاء نظام التعرف على الوجه الذي يحدد تلقائياً هوية المستخدمين في الصور ومقاطع الفيديو، فيما أرجعته إلى مخاوف اجتماعية متنامية بشأن استخدام مثل هذه التكنولوجيا.
بموجب هذا القرار، ستقوم الشركة بالتخلص من مليارات المعلومات والبيانات المتعلقة بملامح المستخدمين، والتي من خلالها يتم التعرف على وجوههم.
فقد كتب جيرومي بيسينتي نائب رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي في فيسبوك، في منشور على مدونة: "لا تزال الجهات التنظيمية تبحث تقديم مجموعة واضحة من اللوائح التي تحكم استخدامه.. وسط حالة عدم اليقين المستمرة نعتقد أنه من المناسب قصر استخدام نظام التعرف على الوجه على حالات محدودة".
يأتي إلغاء نظام التعرف على الوجه من قبل أكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم، في الوقت الذي تواجه فيه صناعة التكنولوجيا عملية تدقيق بشأن السنوات القليلة الماضية فيما يتعلق بأخلاقيات استخدام التكنولوجيا.
في حين يقول المنتقدون إن تكنولوجيا التعرف على الوجه الشائعة بين تجار التجزئة والمستشفيات وشركات أخرى لأغراض أمنية قد تمثل انتهاكاً للخصوصية وتستهدف فئات مهمشة، وقد تجعل المراقبة المتطفلة أمراً طبيعياً.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه فيسبوك تدقيقاً شديداً من المنظمين والمشرعين بشأن سلامة المستخدمين ومجموعة واسعة من الانتهاكات على منصتها.
عملاق التواصل الاجتماعي في العالم، الذي أعلن عن تغيير اسمه الأسبوع الماضي إلى (ميتا) أكد أن أكثر من ثلث المستخدمين لفيسبوك بشكل يومي اختاروا إعدادات التعرف على الوجه على موقع التواصل الاجتماعي، وسيؤدي التغيير الآن إلى حذف "نماذج التعرف على الوجه" لأكثر من مليار شخص.
كيف تعمل تقنية التعرف على الوجه؟
تسمى هذه التقنية بـFacial Recognition Technology (أو FRT)، والهدف منها التعرف على شخص أو التحقق من هويته من خلال مقارنة وتحليل ملامح وجهه ومطابقتها بالمعلومات الموجودة في قاعدة البيانات الرسمية.
ببساطة، لكل شخص بنية فريدة لوجهه ومعالمه التي تشكلها مرتفعات الوجه ومنخفضاته، ويحدد الجهاز هذه المعالم كنقاطٍ عقديةٍ.
وفي وجه كل إنسان توجد 80 نقطة عقدية على الأقل، ومن العُقد التي يقوم البرنامج بقياسها المسافة بين العينين، وعرض الأنف، وعمق تجويف العينين، وشكل عظام الخدّين، وطول خط الفك.
بعد ذلك تتم ترجمة تحليل الوجه إلى صيغة رياضية، بحيث تصبح معالم الوجه أرقاماً في معادلة أو شيفرة رقمية تُسمى بصمة الوجه faceprint.
تستخدم تطبيقات تقنية التعرف على الوجه بغرض حماية البيانات، وذلك لأن كلمة المرور الآمنة لا يمكنها حماية الحسابات والمعلومات من المتسللين الماهرين.
والاتجاه الجديد في برنامج بصمة الوجه يستخدم النموذج ثلاثي الأبعاد.
في الماضي كانت تقنية التعرف على الوجه تعتمد على الصور الثنائيّة 2D للمُقارنة مع صورة أخرى ثنائية البعد من قاعدة البيانات.
وحتى يتم الأمر بدقة لا بد من أن ينظر الشخص بشكل مباشر إلى الكاميرا.
تجعل هذه الطريقة من السهل على الأجهزة قراءة ملامح الوجه دون أي تعقيدات، إلا أن لها عيوبها التي قد تتأثر بالإضاءة أو الاتجاه.
التصوير ثنائي الأبعاد يعتمد على الطيف الضوئي (Visible spectrum)، هذا يعني أن الكاميرا لن تستطيع التعرف على الوجه بالأماكن المُظلمة أو في ظروف الإضاءة الخافتة.
كما تلتقط الكاميرات الصور ثنائية الأبعاد دون أي تعمُّق في معرفة المميزات التي تمنحها الدقة في التعرف على الوجه.
إذ يمكن أن يحدد معالج الكاميرا مسافة البعد الحدقي للعين، وكذلك عرض الفم، ولكن لا يستطيع معرفة طول الأنف أو بروز الجبهة.
لذلك، يكون من السهل خداع هذه الأجهزة بصورة مسطحة أو صورة على شاشة الكمبيوتر للشخص المالك للهاتف.
لذلك يستخدم الاتجاه الناشئ حديثاً في برنامج التعرف على الوجه نموذجاً ثلاثي الأبعاد يزعم أنه يوفر مزيداً من الدقة، ويتغلب على أوجه القصور في التقنية السابقة.