تخيَّل زيارة اجتماعية لشخص يودُّ طلب يد فتاة للزواج أو حتى باحث عن عمل يتحضر لإجراء مقابلة أو حتى إلقاء كلمة أمام حشد كبير، وغيرها كثير من المواقف الاجتماعية الجافة التي تكاد تجفف الدم في العروق. لكسر الجليد، يلجأ البعض إلى إلقاء طرفة تستحضر طاقة إيجابية فيسود شعور إيجابي عام قبل أن تأخذ الأمور مجرى أكثر راحة وانسياباً.
لكن السؤال هنا: لماذا نستخدم تعبير "كسر الجليد" لوصف مثل هذا المواقف؟
ويستخدم هذا التعبير في أكثر من لغة سواء في العربية أو الإنجليزية أو حتى الفرنسية، وفي كل اللغات يقصد المعنى نفسه: بداية محادثة وخلق التعاطف والحوار بين شخصين أو جهتين.
أصل المصطلح يعود للقرن الخامس عشر، حسب ما نشره موقع World Histories، عندما ورد في مدونات العالم الإنساني والمؤرخ الهولندي ديسيديريوس إيراسموس (نحو 1469-1536) بكتابه Adagiorum chiliades عن آلاف الأقوال المأثورة والذي ألفه عام 1508، وهي مجموعة مشروحة من الأمثال اليونانية واللاتينية:
جاء فيه:
كسر الجليد: هو فتح الطريق وأن تكون أول من يبدأ المهمة. صورة مشتقة من ملاحين يرسلون أحدهم إلى الأمام لتفكيك الجليد في نهر متجمد وفتح الطريق للآخرين.
استخدمها الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير أيضاً في مسرحية "ترويض النمرة" في الفصل الـ1 والمشهد الثاني، حسب موقع No Sweat Shakespeare.
استخدمه كمصطلح لمبادرة اجتماعية من البطل ترانيو، الذي قال إنه من خلال "كسر الجليد" يمكن تحقيق مبتغاه.
وكان يقصد والد الفتاة التي يحبها بأن يتعرف عليه ليكسر الجليد الذي بينه وبين البطلة، حسب ما نشره الموقع.
ويشير التعبير إلى معناه الحرفي، إذ تم تزويد السفن المكلفة بكسر الجليد بمعدات وأدوات ومحركات، هدفها استكشاف المياه المجمدة في الدول الاسكندنافية الشمالية ثم كسر الجليد لتتدفق مياه الأنهار وتفسح الطريق للسفن القادمة وللملاحة وحتى لحركة المياه المتوقفة.
أمثلة على تعابير كسر الجليد
ومن التعابير التي تنتشر على المواقع الإلكترونية لإمداد الناس بأمثلة وأفكار عن جُمل تخدم هدف كسر الصمت المريب، الحديث عن أحوال الطقس، أو مثلاً الحيوانات الأليفة أو مواقف من الطفولة أو حتى خطط إجازة نهاية الأسبوع وما إلى ذلك من جمل عامة تساعد في فتح قنوات الحوار والانتقال من موضوع إلى آخر.
ومن النصائح تفادي الأسئلة المغلقة التي غالباً ما تكون إجاباتها نعم أم لا.
ويمكن الحديث عن موضوع يدور ذكره في نشرات الأخبار.
كما ينصح البعض باستخدام الصراحة عبر الاعتراف بالتوتر عند اختبار مواقف مشابهة، مع التركيز المطلق على كل ما يدور في اللقاء ليُبنى عليه مادة للحوار.
مهارات اجتماعية
تعد تعابير كسر الجليد طريقة فعالة لبدء جلسة تدريبية مثلاً. لذا ينصح باستخدامها قبل بداية الحدث المقصود؛ لمساعدة الأشخاص على التعرف على بعضهم البعض وضمان بداية إيجابية.
ولكن أحياناً قد يختار أحدهم تعبيراً غير موفق، ما يسبب الإحراج للحاضرين، حسب موقع Mind Tools.
لذا فإن مواضع استخدامها ضرورية لخلق مكان مشترك يجتمع عليه الحاضرون.
لذا ينصح الأشخاص في مواقع قيادية بأن يحضّروا أفكارهم قبل عقد أي اجتماع أو ورشة عمل أو حتى زيارة اجتماعية؛ لتولي دفة الحديث وخلق أجواء مريحة تقلل من حدة التوتر.