وجَّه أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي انتقادات لـ"يوتيوب، وسناب شات، وتيك توك"، واتهموا المنصات بأنها تضر بالصحة العقلية والجسدية للأطفال، عبر عرض حياة آخرين تبدو مثالية، وكذلك إعلانات دعائية غير مناسبة.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن ممثلين عن المنصات الثلاث حاولوا أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ إقناع أعضاء بالمجلس بأن أداءها أفضل من "فيسبوك".
كان أعضاء بالمجلس قد قالوا إن "فيسبوك وتطبيقه إنستغرام لا يحتكران إيذاء المراهقين"، وقال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال: "أن تكون مختلفاً عن فيسبوك لا يشكل دفاعاً عن النفس"، مؤكداً: "نريد سباقاً إلى الأعلى وليس إلى الأسفل".
نقل السيناتور روايات آباء وقفوا عاجزين أمام تجارب أبنائهم على الشبكات، من بينها أُم غرقت ابنتها في "سيل من تسجيلات الفيديو حول الانتحار، وإيذاء النفس، وفقدان الشهية لأنها كانت مكتئبة وكانت تبحث عن محتوى حول هذه المواضيع".
طرح البرلمانيون أيضاً تساؤلات عن خيارات المنصات بشأن الحد الأدنى للسن وطرق تعديل المحتوى (الإنسان و/أو الخوارزميات) وحماية الخصوصية.
لكنَّ ممثلي المنصات الثلاث دافعوا عن أنفسهم بعرض مقارنات وتدابير اتخذت أخيراً، وقالت جينيفر ستاوت نائبة رئيس مجموعة سناب شات إنه "تم إنشاء المنصة كعلاج مضاد لوسائل التواصل الاجتماعي".
يبلغ عدد مستخدمي سناب شات شهرياً 500 مليون شخص والسن الأدنى للتسجيل فيه هي 13 عاماً، ويتميز التطبيق عن المنصات الأخرى بأنه أقل انفتاحاً على المحتوى الخارجي.
يتبادل عبره المستخدمون، وهم بشكل أساسي من الشباب، عبر خدمة "اكتشاف"، مقاطع فيديو ونصوصاً من وسائل الإعلام والنوادي الرياضية والعلامات التجارية وغيرها.
أما تيك توك ويوتيوب فيعرضان إصدارات تم تكييفها لتلائم الأصغر سناً بقيود محددة. ففي "تيك توك" لا تسمح لمن هم دون سن 13 عاماً بنشر مقاطع فيديو أو التعليق على مقاطع فيديو ينشرها الآخرون.
أما الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاماً، فلا تسمح لهم الشبكة بالبث المباشر (لايف ستريم) وتربط هؤلاء الشباب بحساب خاص لا يمكن أن يسمح سوى للأشخاص المصرح لهم من قِبَل صاحب الحساب.
"سوء استخدام"
من جانبه، أكد مايكل بيكرمان، مدير الشؤون العامة في شركة "بايت دانس" المالكة لـ"تيك توك": "وجدنا أن الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في التغذية يأتون إلى تيك توك للتحدث عنها بطريقة إيجابية".
المنصة كانت قد أعلنت نهاية أيلول/سبتمبر 2021 أن عدد مستخدميها النشِطين شهرياً تجاوز المليار، لكنها تبقى متخلفة بفارق كبير عن "يوتيوب" بمستخدميه الـ2,3 مليار شخص يتصلون مرة واحدة على الأقل شهرياً (أرقام 2020).
بدورها، اعترفت لجنة مجلس الشيوخ في الجلسة بأن "وسائل التواصل الاجتماعي يمكنها أن توفر فرصاً ترفيهية وتعليمية"، لكنها رأت في الوقت نفسه أنه "أسيء استخدام هذه التطبيقات أيضاً لمهاجمة الأطفال والترويج لأعمال مدمرة مثل التخريب ولاضطرابات في التغذية".
يأمل برلمانيون في سَن تشريعات لإدراج مزيد من الضمانات في النصوص من أجل حماية القاصرين، وقال ريتشارد بلومنتال في نهاية الجلسة: "لم تنتهوا بعد من سماعنا".
تأتي جلسة الاستماع هذه بعد أسابيع من جلسة أخرى أمام اللجنة للموظفة السابقة في "فيسبوك" فرانسيس هوغن، التي كشفت أن الشبكة العملاقة للتواصل الاجتماعي كانت على علم بالآثار الضارة لخدماتها على جزء من المراهقين الذين يستخدمونها، حسب أبحاث أجرتها داخلياً، وقد قدمت وثائق تدعم أقوالها.