لا يمكنك أن ترى بالضبط إلى أين تتوجه، ولست متأكداً ممن يركض خلفك، ولكن متأكد أنه ينبغي عليك الهرب بكل ما أوتيت من قوة، ولكنك غير قادر على الركض بالسرعة التي تستطيع أن تبلغها فيزداد خوفك ودقات قلبك؛ وبعد ذلك تستيقظ مرعوباً وأكثر إرهاقاً من الليلة السابقة. لماذا نركض في أحلامنا؟ وكيف يفسر علم النفس هذا الحلم الثقيل جسدياً ونفسياً؟
بينما يعد النوم وقتاً للراحة وإغلاق بعض أجهزة الجسم وأنظمته لإراحتها قبل استخدامها في صباح اليوم التالي، لكن القلق يأبى أن يغادر مخيلتك، فيلاحق الإنسان حتى في أحلامه ويتسبب بعدد كبير من أكثر الأحلام شيوعاً، ومنها الركض في الحلم، وتحديداً في مرحلة الطفولة والمراهقة.
وعلى ما يبدو، فمن الشائع جداً الركض في الحلم، يكون إما هرباً من شيء ما أو إلى مكان ما، وقد لا يُعرف السبب.
وعادة ما يكون رد الفعل الشائع الشعور بالتوتر والنوم المتقطع والقلق. إذاً ما الذي يحاول عقلك الباطن أن يقوله؟ ما هي رمزية الحلم وراء الجري؟ هل هناك أي شيء يمكنك القيام به لتغيير أحلامك أو معرفة المزيد عما يحاول جسدك إخبارك به؟
تفسير الركض في الحلم حسب علم النفس
إذا كنت تجري في أحلامك لأنك مطارد، فعلى الأرجح أنت تتعامل مع بعض القلق والخوف اللاواعي في حياتك اليقظة، حسب موقع Healthline الطبي.
ربما يتعين عليك اتخاذ قرار مهم، أو يعتمد البعض عليك للحصول على الدعم. ومن المحتمل أن يكون عقلك غارقاً في الاحتمالات ويجب أن تأخذ بعض الوقت خلال يومك للتعامل مع الأمر.
ويعتبر الركض هرباً من شخص يلاحقك أو أنك غير قادر على الركض بسرعة في خانة الكوابيس.
تعتبر الأحلام انعكاساً لليوم، وفي دراسة أجريت عام 2003 على 29 شخصاً دونوا يومياتهم وأحلامهم، تأثر 65% مما حدث في الأحلام بما حدث خلال ساعات اليقظة، حسب ما نشر موقع جامعة MIT.
وتشير مراجعة بحثية لعام 2019 نشرتها دورية Sage Journals إلى أن العديد من تفاصيل حياة الإنسان تظهر في الأحلام، بما في ذلك الأحداث الإخبارية والمعتقدات الدينية والألم المزمن وحتى المزاج طوال اليوم.
لذلك، فإن الحلم بأنك مطارد بعد مشاهدة فيلم رعب أو بعد تعرضك لموقف مخيف خلال النهار هو أمر طبيعي.
وبينما لا يتكرر حدوث هذه الأحلام عادة، إلا أن تكرارها يعكس ما يلي:
- أنت قلق بشأن شيء ما.
- تعاني من ضغوط شديدة أو مستمرة.
- قلق بشأن حدث قادم.
- ترغب في تجنب شيء تفضل عدم مواجهته.
- غارق في المسؤوليات.
تفسير ظروف الحلم
التفاصيل مهمة دائماً في الأحلام، وهناك الكثير من الاختلافات في حلم المطاردة الكلاسيكي. ما الذي يطاردك؟ ومن الذي يطاردك؟
الهروب من غريب
إذا كنت تهرب من شخص لا تعرفه، فهذا يعني أنك تشعر بالتهديد ولكنك لا تعرف أو تفهم حقاً مصدر التهديد، حسب ما أوضحت الطبيبة النفسية والمتخصصة بالأحلام ليزلي أليس لموقع Mind Body Green.
الهروب من صديق أو قريب
إذا كنت تحلم بشخص تعرفه جيداً يطاردك، فيجب أن تسأل نفسك: ما هي أبرز سمات هذا الشخص؟ هل هو غاضب أم مستبد؟ هل لديه طبيعة مضطربة أم شكل من أشكال المرض العقلي؟ هل هو بكل بساطة إنسان لا يُطاق؟
الهروب من حيوان
في هذه الحالة، قد يكون خوفاً متعلقاً بالعالم الطبيعي، ويجب التفكير في طبيعة هذا الحيوان وما الذي يخيفك بشأنه.
تشرح أليس أن الدب، على سبيل المثال، يشير إلى أنك تشعر أن المشكلة كبيرة جداً، أو أنها تتفوق عليك حجماً وثقلاً.
الهروب من شيء غير مخيف
سواء كان حيواناً أم إنساناً، فقد يكون عقلك يرسل رسالة مفادها أن ما تهرب منه ليس مخيفاً وأنها مجرد أحاسيس خوف مبالغ فيها.
كيف أتخلص من هذا الحلم؟
تؤكد أليس أن هذه التفسيرات هي مجرد نفسيرات، وعلى الحالم وحده يقع عاتق اليقين من أن التفسير سيكون صحيحاً. ولكن بمجرد اكتشاف الرسالة وراء حلم المطاردة الذي كنت تحلم به، يمكنك البدء في العمل على دمج الدروس كي تتوقف هذه الأحلام.
وتضيف الأخصائية النفسية: "للتوقف عن رؤية هذه الأحلام، يجب أن تتعلم شيئاً منها، لذا استدر وواجه ما يطاردك".
إذا كنت قادراً على توضيح ماهية الخطر داخل الحلم فعلى الأرجح ستتخطى الأمر، ولكن بالنسبة لمعظم الناس، يجب أن تُواجه هذه المخاوف والمؤرّقات في اليقظة كي لا تنتقل إلى عالم الاحلام.