أظهر استطلاع رأي، أجرته مجلة علمية، أن العلماء الذين تحدثوا علناً عن فيروس كوفيد-19، والجائحة الناجمة عنه، قد تلقوا تهديدات بالقتل، بل تعرضوا أحياناً لاعتداءات جسدية، بخلاف المضايقات عبر الإنترنت، بحسب ما نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث استطلعت مجلة Nature (أبرز الدوريات العلمية في العالم) آراء 321 عالماً، واكتشفت أن العشرات منهم ممن ظهروا علناً تعرضوا لإساءات.
نتائج هذا الاستطلاع نُشرت يوم الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
فيما تبين أن معظم العلماء في الاستطلاع تعرضوا لشكل من أشكال الإساءة في أعقاب ظهورهم بوسائل الإعلام المختلفة.
بحسب الاستطلاع ذاته، قال غالبية العلماء، وعددهم 189، أي بنسبة 59%، إنه طُعِن في مصداقيتهم.
صعوبات نفسية
في حين أفصح عدد أقل بقليل، 134 (42%)، عن مرورهم بصعوبات عاطفية أو نفسية. وذكر 72 عالِماً (22%) تلقيهم تهديدات بالعنف الجنسي أو الجسدي، وقال 47 عالماً (15%) إنهم تلقوا تهديدات بالقتل.
بينما أكد 6% أو 2% من 321 عالماً شملهم الاستطلاع، عن تعرضهم لاعتداءات جسدية.
في السياق، لفت عدد قليل من العلماء إلى أن منتجات، مثل لقاحات كوفيد-19 أو عقار Ivermectin إيفيرمكتين- الدواء المضاد للطفيليات الذي لم يثبت أنه يساعد في علاج كوفيد-19، والذي استخدمه بعض أصحاب نظريات المؤامرة- أصبحت "مسيّسة".
من جهته، قال عالم الأوبئة جيديون مييرويتز كاتز في جامعة ولونغونغ الأسترالي، إنه "في أي وقت تكتب فيه عن اللقاحات- وسيخبرك أي شخص في عالم اللقاحات بالقصة نفسها- تتلقى تهديدات غامضة بالقتل (…)، وكراهية لا حدود لها".
تهديدات بالقتل
مييرويتز أضاف: "أعتقد أنني تلقيت تهديدات بالقتل، بسبب الإيفيرمكتين، أكثر من أي شيء آخر في حياتي. ويبعث لي أشخاص مجهولون برسائل إلكترونية من حسابات غريبة يقولون فيها (أتمنى أن تموت) أو (لو كنت قريباً مني، فسأقتلك)".
كذلك صرحت المتخصصة الفرنسية بالأمراض المعدية، كارين لاكومب: "كان ذلك عنيفاً جداً، لم أتعرّض قط لمثل هذا العنف".
بدوره، أكد الخبير الحكومي الأمريكي البارز في الأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فاوتشي، لصحيفة The New York Times، إن الناس شبَّهوه بأدولف هتلر وأرسلوا تهديدات بالقتل إلى عائلته.
كما أردف الدكتور فاوتشي: "أكثر ما يزعجك هو تأثير ذلك على عائلتك. أعني أنَّ تلقي تهديدات بالقتل وتهديد بناتك وزوجتك بكلمات بذيئة وعنيفة ليس بالأمر الممتع. ولذلك لا يمكنني القول إن هذا لا يزعجني. فكلما زاد تطرفهم، يتضح جلياً إلى أي مدى أصبح هذا الأمر مسيساً".
وأضاف: "فاوتشي مثل هتلر! يدا فاوتشي ملطختان بالدماء. هل أنتم جادون؟ أي شخص نزيه يسمع هذا الكلام سيقول في نفسه ما الذي يقوله هؤلاء؟ هذا رجل كرَّس حياته كلها لإنقاذ الأرواح، والآن تقولون لي إنه مثل هتلر؟ بربكم! كونوا واقعيين".