تستعد مدينة سان بطرسبرغ، العاصمة الإمبراطورية السابقة لروسيا، لاستضافة مراسم زواج أحد أحفاد العائلة المالكة الروسية، وذلك في أول حدث من نوعه منذ أكثر من قرن، طبقاً لما أوردته صحيفة The Telegraph البريطانية، الخميس 30 سبتمبر/أيلول 2021.
حيث من المقرر أن يتزوج وريث الإمبراطور نيكولاس الثاني في حفل ضخم جرى الإعداد والترتيب له بشكل مميز.
فسيَعقِد الدوق الأكبر جورجي ميخائيلوفيتش رومانوف، الذي يزعُم أنه وريث للعرش الروسي، قرانه على خطيبته الإيطالية فيكتوريا رومانوفنا بيتاريني أمام مئات الضيوف الأجانب في كاتدرائية القديس إسحاق في وقت لاحق من يوم الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول.
فيما سيحتفل الاثنان بزواجهما، الذي سيكون محط أنظار وسائل الإعلام العالمية، على مدار يومين من البهاء الإمبراطوري والاحتفال الكامل مع خاتمي زفاف فابرجيه، وضيوف ملكيين، ومأدبة من إعداد يفغيني بريغوزين، قطب خدمات توريد الطعام الشهير باسم "طاهي بوتين".
آخر أباطرة روسيا
كان الإمبراطور نيكولاس الثاني، آخر أباطرة روسيا، وزوجته وأولادهما الخمسة قد قتلوا رمياً بالرصاص خلال الثورة في يوليو/تموز 1918.
من جهته، قال رومانوف (40 عاماً) لموقع Fontanka.ru الإخباري الروسي عن اختيار سان بطرسبرغ لحفل زفافه: "كان هذا هو المكان الأول في روسيا الذي عدنا إليه، وهو قريب للغاية من العائلة".
رومانوف أضاف: "كانت الروح الأرثوذكسية وتاريخ بلدنا وتقاليدنا وثقافتنا هي محور أحاديث مستمرة في منزلنا. لقد حاول جدّي دائماً البقاء على اتصال مع بعض الروس في الوطن وفي فرنسا لدعم المشروعات الخيرية".
كان رومانوف قد زار روسيا لأول مرة عام 1992، وهو يعيش الآن في موسكو حيث يعمل في عدد من المشروعات الخيرية.
يشار إلى أن رومانوف هو ابن الدوقة الكبرى ماريا رومانوفا، التي نصّبت نفسها وريثة العرش الروسي، والأمير البروسي فرانز فيلهلم من هوهنزولرن (أسرة ملكية ذائعة الصيت).
كما أن جده الأكبر، الدوق كيريل فلاديميروفيتش، كان ابن عم القيصر نيكولاس الثاني، الذي هرب إلى فنلندا خلال الثورة البلشفية وأعلن نفسه إمبراطوراً في المنفى بعد مقتل بقية أفراد العائلة المالكة عام 1918.
وُلد رومانوف في مدريد، وقضى معظم حياته في إسبانيا وفرنسا ودرس في جامعة أكسفورد البريطانية قبل أن يعود لبلاده مرة أخرى.
في حين التقى لأول مرة بفيكتوريا بيتاريني، وهي ابنة دبلوماسي إيطالي، عندما اصطحبهما والداهما إلى وظائف رسمية في شبابهما. وبعد سنوات، تواصلا خلال حفل استقبال، ثم في السفارة الفرنسية في بروكسل، حيث عاشا لمدة ست سنوات قبل الانتقال إلى روسيا.
تقاليد العائلة الإمبراطورية
كان رومانوف وفيكتوريا قد تزوجا في حفل مدني في العاصمة الروسية موسكو في 24 سبتمبر/أيلول، قبل ترتيب حفل ديني هذا الأسبوع، الذي صُمِّم ليعكس تقاليد العائلة الإمبراطورية الروسية.
ستشمل المراسم الكنسية التي تستغرق ساعتين تبادلهما خواتم الزفاف التي صنعها House of Faberge، صائغو المجوهرات المفضلون لدى العائلة الإمبراطورية قبل الثورة.
بحسب تلك المراسم، سترتدي فيكتوريا فستاناً من تصميم مصمم أزياء مشاهير هوليوود ريم أكرا، التي ألبست أيضاً بيونسيه ومادونا وأنجلينا جولي وميلانيا ترامب.
في حين دُعي ثلث الضيوف إلى حفل استقبال مسائي في متحف سان بطرسبرج الإثنوغرافي، الذي أسسه الإمبراطور نيكولاس الثاني.
في اليوم التالي، دُعي 700 ضيف إلى قصر كونستانتينوفسكي لتناول وجبة الفطور والغداء ومشاهدة عروض حية ومزاد.
بينما ستُختَتَم الأمسية بحفل موسيقي لتكريم افتتاح Russian Imperial Musical Society. وبحسب ما ورد سيكون من بين الضيوف الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، شقيق أمير قطر، والملكة صوفيا ملكة إسبانيا، ووالدة الملك فيليب السادس، والأميرة ليا ملكة بلجيكا.
أيضاً سيحضر سليل من العديد من المنازل الملكية المنفية الأخرى، بما في ذلك ليكا الثاني زوغو، الملك الفخري لألبانيا، وزوجته، الممثلة والمغنية إيليا زخريا، وسيميون الثاني، آخر قيصر لبلغاريا، وزوجته مارغريتا، وهي من أقارب الملك الإسباني خوان كارلوس، والأمير يواكيم مراد، سليل ملك نابولي وصهر نابليون بونابرت.