أظهرت بيانات دراسة أجريت هذا العام في أمريكا، نُشرت الخميس 30 سبتمبر/أيلول 2021، وحللها مسؤولون بقطاع الصحة، أن ما يقدر بنحو 2.06 مليون تلميذ وطالب أمريكي في المدارس الإعدادية والثانوية يستعملون السجائر الإلكترونية.
فقد نُشرت البيانات في إطار التقرير الأسبوعي للإصابة بالأمراض والوفيات الذي تصدره المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
كما أظهرت البيانات أن استخدام ذلك النوع من السجائر الذي قد يؤدي لإدمان النيكوتين، ربما تراجع بين الطلبة والتلاميذ عن عام 2020 الذي كان العدد فيه نحو 3.6 مليون طالب.
لكن الباحثين حذّروا من أن التقديرات في الدراسة الحالية التي استندت إلى مسوحٍ أغلبها عبر الإنترنت، لا يمكن أن تقارَن بنتائج من مسوح السنوات السابقة وجمعت بياناتها من الفصول مباشرة.
فيما تتنامى المخاوف في مجال الصحة العامة من تنامي استخدام الأطفال والمراهقين للسجائر الإلكترونية، في حين يقول مصنعوها إنها تساعد المدخنين على الإقلاع عن تلك العادة.
السجائر الإلكترونية تشجع على التدخين
في تقرير لها الأربعاء 8 سبتمبر/أيلول الماضي، قالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن مراجعة دولية لبحث متعلق بتدخين السجائر الإلكترونية أظهرت أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة لتدخين سجائر التبغ الفعلية.
وفقاً لمراجعة 25 دراسة على مستوى العالم، فإن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً الذين استخدموا السجائر الإلكترونية، أكثر عرضة بثلاث مرات لتدخين سجائر التبغ الفعلية.
قاد تلك المراجعة البحثية، التي نُشرت في مجلة Plos One، باحثون أستراليون بتمويل من منظمة الصحة العالمية. وحللت المراجعة دراسات تدخين السجائر الإلكترونية في العديد من البلدان، وضمن ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا.
خلص الباحثون إلى أن هناك "حاجة مُلحة لأن تتخذ الحكومات على الصعيد الدولي إجراءات لتنظيم توافر وتسويق منتجات للأطفال والمراهقين".
قالت سيرين يونغ، الأستاذة المساعدة بجامعة سوينبرن للتكنولوجيا في ملبورن، والتي تعد المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن النتائج تشير إلى الحاجة إلى برامج وقائية للشباب، وتنظيم أفضل لمنتجات السجائر الإلكترونية.
أضافت: "أظهرت كل دراسة فردية ارتباطاً بين استخدام السجائر الإلكترونية بين غير المدخنين وزيادة استخدام السجائر الفعلية في المتابعة".
كما وجد الباحثون "دليلاً قوياً يدعم العلاقة السببية"، وكان الارتباط ثابتاً حتى بالأخذ في الاعتبار عوامل أخرى، وضمن ذلك القابلية للتدخين، وتأثير الأصدقاء والعائلة، والتعرض للإعلانات.
قالت يونغ: "التجربة ليست حميدة كما قد يعتقد الناس، لأن استخدامها يؤدي إلى سجائر التبغ في وقت لاحق".
"لا يجب بيعها للشباب"
تتماثل نتائج المراجعة تلك مع أبحاث تدخين السجائر الإلكترونية السابقة لدى عموم السكان. يشير مؤلفو الدراسة إلى أن الشباب الذين يدخنون السجائر الإلكترونية لديهم سمات نفسية مختلفة عن مدخني سجائر التبغ.
إذ خلص الباحثون إلى أن "تجربة الجهود العالمية لمكافحة استخدام السجائر التقليدية ومنتجات التبغ الأخرى تشير إلى أن مثل هذه الجهود غير كافية لتجنب الأضرار المتوقعة بشكل كاف، إذا استمر المسار الحالي".
جدير بالذكر أنّ بيع السجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين محظور في أستراليا، ولكن هناك تقارير منتشرة حول بيع تجار التبغ هذه السجائر بشكل غير قانوني للشباب.
هناك ثغرات تسمح أيضاً للأشخاص بشراء منتجات السجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين من مواقع الويب الخارجية. اعتباراً من بداية الشهر المقبل سيجري حظر شراء هذه المنتجات عبر الإنترنت من دون وصفة طبية من الطبيب.