تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثراً من أحد البرامج التلفزيونية في تركيا، يوثق للحظة لقاء جمع بين أم وابنها بعد أن فارقته لأزيد من 33 عاماً، عاش خلالها بكنف عائلة تبنته في ألمانيا، قبل أن يخوض منذ عام 2007، رحلة البحث عن والدته الحقيقية.
حسب تقرير لموقع easternherald التركي، فقد كان ألكسندر شلاينبيكر، واسمه الحقيقي "وداد"، يبلغ من العمر عامين عندما تركه والده هو وأخته البالغة من العمر ثلاث سنوات، أمام مسجد في إزمير عام 1988، لينتقلا إلى ألمانيا.
في ألمانيا، عاش شلاينبيكر تحت رعاية عائلة ألمانية تبنته ودعمته حتى يتمكن من العودة إلى حضن والدته الحقيقية ولقاء عائلته بعد سنوات عديدة من الانفصال.
رحلة البحث
بدأ شلاينبيكر، الذي يعيش بألمانيا، في البحث عن أسرته الحقيقية بعد أن علم في عام 2007 أن عائلة ألمانية تبنته عندما كان طفلاً، لكن دون العثور على أي أثر، كما يقول.
وقال شلاينبيكر لوسائل الإعلام: "علمت أنني تُركت في عام 1988 عندما كنت طفلاً في الثانية من العمر مع أختي البالغة من العمر 3 سنوات، أمام باب مسجد في إزمير".
كما يضيف: "في عام 2007، بدأت في البحث عن عائلتي بتركيا دون أن أتمكن من الوصول إلى أي أثر".
شارك شلاينبيكر في برنامج تلفزيوني تركي ضمن جهوده للبحث عن عائلته وأقاربه، ونشر أيضاً إعلانات بإحدى الصحف قد تساعده في الوصول إلى أي من أفراد عائلته بتركيا.
من خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني تبثه قناة تركية، علِم شلاينبيكر، بحسب ما يقوله، أن والدته "تعيش في إزمير، ووالده بالعاصمة التركية أنقرة، وأن لديه 19 أخاً وأختاً".
قبل أن يلتقي والدته لأول مرة في مدينة إسطنبول التركية، حيث يجري إعداد البرنامج التلفزيوني.
بعد اللقاء، سافر لاحقاً مع زوجته وأولاده وإخوته إلى إزمير، وهناك اعتنق الإسلام في أحد مساجد المدينة قبل أن يعود إلى ألمانيا.
عائلة ألمانية
يشير شلاينبيكر إلى أن عائلته الألمانية "لم تخبره قط بأنه ابن بالتبني وأنه من أصل تركي، وأن عائلته الحقيقية لم تكن بألمانيا ولكنها تعيش في إزمير".
يوضح أنه شعر دائماً بداخله بأنه ابن بالتبني، على الرغم من أن الأسرة الألمانية التي تولت تربيته ورعايته، حاولت ألا تجعله يشعر بهذا الأمر.
يقول شلاينبيكر: "لقد بحثت عن عائلتي الحقيقية على وسائل التواصل الاجتماعي لسنوات عديدة، قبل مجيئي إلى إزمير في محاولة للعثور على عائلتي، لكن لم أحصل على أي نتائج".
كما يضيف: "شاركت مؤخراً في برنامج تلفزيوني تم بثه في تركيا وبفضله تمكنت من الوصول إلى عائلتي ووالدي الحقيقيين".
ويعبّر شلاينبيكر عن سعادته العظيمة قائلاً: "لقاء عائلتي الحقيقية كان حلماً بالنسبة لي".
لاحقاً، أخبرته عائلته الحقيقية بأن اسمه الحقيقي هو Vedat (اسم مذكر في تركيا)، وأن اسم أخته هو Hülya.
يعلق على هذا الأمر قائلاً: "إنه لأمر رائع أن تقابل عائلتك الحقيقية بعد سنوات، وأنا سعيد جداً لأنني سأتمكن من العثور عليهم".
فراق مؤلم
من جهتها، قالت والدة شلاينبيكر، فاطمة كورهان (58 عاماً)، لوسائل الإعلام، إنها "تزوجت زوجها الأول المقيم حالياً في أنقرة، ومنحته حق حضانة وداد وهوليا بعد انفصالهما وإصراره على ذلك".
قبل أن تتابع قائلة: "علمت بعد سنوات أن والد الطفلين تركهما عند باب مسجد في إزمير".
وتابعت كوهان: "اعتقدت أنه سيعتني بهما مثل أي أب، لكنني علمت لاحقاً أن الطفلين قد نُقلا إلى ألمانيا (…) بكيت كثيراً عندما علمت بما حدث".
كذلك، لم تخفِ الوالدة أملها بأن تلتقي أيضاً ابنتها، معتبرةً أن ذلك سيكون "الأمنية الأخيرة لها في الحياة".