قالت صحيفة Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 24 سبتمبر/أيلول 2021، إنه رغم تدفُّق أنهار من الحمم البركانية في جزيرةٍ لا بالما الإسبانية، فإن منزلاً واحداً لم يصبه أذى.
المنزل، الذي يوصَف بـ"المعجزة"، برزت جدرانه البيضاء الخلَّابة وسقفه البرتقالي، في جزيرة لا بالما الإسبانية، حيث تحوَّلَ جزءٌ كبيرٌ من الجزيرة إلى مساحةٍ قاحلة محترقة بعد ثورانٍ بركاني.
انفجار بركان
بدأ بركان كومبو فيجا بالانفجار يوم الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، مِمَّا أجبر 6 آلاف شخص على الإخلاء وألحق أضراراً بما لا يقل عن 200 منزلٍ في جزر الكناري الإسبانية، وفقاً لشبكة BBC البريطانية. ويوم الخميس، 23 سبتمبر/أيلول 2021، كانت أعمدة الحمم الحمراء لاتزال تقفز في السماء.
أخبرت أدا مونيكندام، بانية المنزل، صحيفة El Mundo الإسبانية، بأنها سعيدةٌ برؤية صور المنزل التي لاتزال تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: "أنا أعرف المنزل. أنا وزوجي بنيناه"، لكنهما لا يمتلكانه.
حيث اتصلت مونيكندام بأصحاب المنزل، وهما زوجان دنماركيان متقاعدان في الثمانينيات من عمرهما، اعتادا زيارة المنزل عدة مرات في السنة، لكنهما لم يسافرا إلى الجزيرة منذ اندلاع جائحة كوفيد-19. وقد بكيا فرحاً بسلامة المنزل.
قالت مونيكندام: "رغم أننا لا نستطيع الذهاب الآن، فإننا نشعر بالارتياح، لأن المنزل لايزال موجوداً".
اجتياح الصخور للمكان
لم يكن كثير مِمَّا على الجزيرة محظوظاً مثل هذا المنزل. اجتاحت الصخور والجمر الداكن المنطقة، وأدَّت إلى تجريف المنازل وأحواض السباحة، ويبدو أنها تلتهم الطرق على الجزيرة ومساحاتها الخضراء.
في المقابل قد تزداد آثار الانفجارات سوءاً مع تباطؤ تدفُّق الحمم البركانية. وذكرت وكالة Associated Press الأمريكية أن المسؤولين قالوا إنّ زحف الحمم انخفض إلى ما يقرب من 12 قدماً في الساعة، الأمر الذي أثار مخاوف من أنه سيتوقَّف عن التحرُّك تماماً ويزداد سُمكاً، مِمَّا يترك جزءاً أكبر من الجزيرة مُدمَّراً. وتراكمت الحمم البركانية بارتفاع 50 قدماً في بعض المناطق، وقد ابتلعت الصخور المنصهرة ما لا يقل عن 410 أفدنة من الأرض.
في حين لم يفقد السكَّان منازلهم فحسب، بل فقدوا أيضاً مصادر رزقهم، وفقاً لوكالة Reuters البريطانية. وسارع مزارعو الموز إلى تكديس شاحناتهم بأكبر قدرٍ من محاصيلهم قبل الإخلاء. لكن لا يمكن إنقاذ أيٍّ من ذلك.
حيث قال سيرخيو كاسيريس، مدير جمعية Asprocan للمنتجين، للوكالة البريطانية: "غطت الحمم بعض المزارع بالفعل"، مضيفاً أن 15% من إنتاج الموز السنوي بالجزيرة مُعرَّض للخطر.