علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لعلاج نوع من السرطان لدى الأطفال.. هكذا صاغوا نظاماً للعقاقير

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/23 الساعة 21:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/23 الساعة 21:42 بتوقيت غرينتش
يظل الذكاء الاصطناعي العام هو المحور الرئيسي للبحوث التكنولوجية، ويتمثل في آلة لديها وعي ذاتي تصدر الأوامر بذكاء يضاهي ذكاء البشر/ Istock

قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 23 سبتمبر/أيلول 2021، إن العلماء نجحوا في استخدام الذكاء الاصطناعي لوضع نظام عقاقير جديد يُعالج الأطفال المصابين بنوعٍ مميت من سرطان الدماغ، وهو نوعٌ لم تتحسن معدلات النجاة منه طيلة أكثر من نصف قرن.

إذ إنه من المنتظر أن يُبشّر هذا الكشف العلمي، الذي نُشِرَ في دورية Cancer Discovery العلمية، بعهدٍ جديد "مُثير" سيشهد استغلال الذكاء الاصطناعي في ابتكار وتطوير علاجات جديدة لمختلف أنواع السرطان، بحسب الخبراء.

استخدام الذكاء الاصطناعي

حيث قال الأستاذ كريستيان هيلين، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن -حيث حدث الاكتشاف على يد فريق من العلماء والأطباء ومُحلّلي البيانات- إن استخدام الذكاء الاصطناعي يعِد بإحداث تأثيرٍ تحوُّلي على عملية اكتشاف العقاقير.

أردف هيلين: "في هذه الدراسة، تمكّنا باستخدام الذكاء الاصطناعي من تحديد تركيبة عقاقير يبدو أنّه سيكون لها مستقبلٌ واعد كعلاج لبعض الأطفال المصابين بسرطان الدماغ الذي لا شفاء منه. ومن المثير للاهتمام التفكير في أنّ أول مثالٍ على علاجٍ مقترح من الذكاء الاصطناعي سيكون مفيداً بهذا القدر للمرضى".

في حين قد استخدم علماء الحاسوب وأخصائيو السرطان بمعهد أبحاث السرطان ومستشفى مارسدن الملكي، التابع لصندوق مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية، الذكاء الاصطناعي في التوصل إلى أنّ مزج العقار "إيفيروليموس" مع العقار "فانديتانيب" قد يُعالج الورم الدبقي الجسري الداخلي المنتشر، وهو نوع نادر وسريع النمو من أورام الدماغ لدى الأطفال.

في الوقت الراهن، يُعتبر الورم الدبقي الجسري الداخلي المنتشر وغيره من الأورام المشابهة أوراماً تصعب بشدةٍ إزالتها بالتدخل الجراحي لدى الأطفال، لأنّه ينمو وينتشر وسط الأعصاب، مما يعني أنّه ليست له حدودٌ واضحة المعالم تُناسب إجراء العمليات الجراحية.

تحليل البيانات 

لكن تحليل البيانات المتعلقة بالعقاقير ساعد الفريق على اكتشاف أنّ عقار "إيفيروليموس" يُمكنه تعزيز قدرات عقار "فانديتانيب" على "التسلل" وراء الحاجز الدموي الدماغي وعلاج السرطان.

حيث أثبتت التركيبة فاعليتها على الفئران، ويجري حالياً اختبارها على الأطفال. ويأمل الخبراء الآن اختبارها على مجموعةٍ أكبر من الأطفال في تجارب سريرية واسعة النطاق.

إذ توصلت الأبحاث إلى أنّ المزج بين العقارين يزيد معدلات النجاة لدى الفئران بنسبة 14%، عند مقارنتها بمعدلات النجاة لدى من اتبعوا العلاجات التقليدية.

يُذكر أن العقاقير الواردة في البحث تحظى بموافقة الجهات التنظيمية لعلاج أنواع أخرى من السرطان منذ وقتٍ طويل.

من جانبه قال كريس جونز، أستاذ الأحياء المتخصص في أورام الدماغ لدى الأطفال بمعهد أبحاث السرطان: "يُعتبر الورم الدبقي الجسري الداخلي المنتشر نوعاً نادراً وخطيراً من سرطانات الدماغ لدى الأطفال، ولم تتغيّر معدلات النجاة منه خلال الأعوام الـ50 الماضية، لذا كنا في أمسّ الحاجة إلى العثور على علاجٍ جديد لهذا المرض".

الكشف عن العلاج

كريس جونز أضاف أن الدراسة أظهرت حجم ما يُمكن للذكاء الاصطناعي تقديمه في أبحاث الكشف عن علاج لسرطانات من هذا النوع، وهذا يشمل اقتراح تركيبات علاجية جديدة لم تكُن واضحةً للبشر من قبل. 

أشار إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي اقترح استخدام تركيبةٍ تضم اثنين من العقاقير المستخدمة بالفعل في علاج الأطفال المصابين بالورم الدبقي الجسري الداخلي المنتشر؛ أحدهما يستهدف طفرات جين ACVR1، فيما يتسلّل الآخر وراء الحاجز الدموي الدماغي. 

حيث زادت هذه التركيبة معدلات النجاة عند اختبارها على الفئران. وقد بدأ العلماء بالفعل اختبارها على عددٍ قليل من الأطفال، مضيفاً: "ومانزال بالطبع في حاجةٍ إلى تجارب سريرية شاملة؛ لتقييم مدى فائدة العلاج على الأطفال. لكننا وصلنا إلى هذه المرحلة أسرع بكثير مما يُمكن تصوره، وذلك بفضل مساعدة الذكاء الاصطناعي".

تحميل المزيد