أصبحت العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، أكثر مدينة آمنة في العالم، وفقاً لـ"مؤشر المدن الآمنة" (SCI) الذي تصدره وحدة "إيكونوميست إنتليجنس" التابعة لمجلة The Economist البريطانية، لتزيح بذلك مدينة تورنتو الكندية التي تصدرت الترتيب الماضي، لتتراجع إلى المركز الثاني، بينما جاءت سنغافورة في المركز الثالث.
حسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021، فإنه تم وضع تصنيف أكثر من 60 وجهة دولية الأكثر أماناً في العالم، وذلك قياساً إلى معايير الأمن الرقمي والأمن الصحي والبنية التحتية والأمان الشخصي، علاوة على الأمن البيئي، وهي فئة جديدة أُضيفت هذه السنة.
أوروبا تتغلب على آسيا
لطالما كان الأمان معياراً بالغ الأهمية للمسافرين فيما يتعلق بتحديد وجهاتهم السياحية الجديرة بالزيارة.
لكن العالم انقلب رأساً على عقب في السنوات الأخيرة بسبب الجائحة العالمية، التي غيَّرت بدرجة كبيرة المقاييس التي تجعل مكاناً ما "آمناً" وغيرها التي تفقده هذه الصفة.
في كثير من الأحيان، كانت المراكز الأولى تحتلها مدناً آسيوية، مثل طوكيو، وسنغافورة وأوساكا، عاماً بعد عام، لكن قائمة عام 2021 احتلت فيها وجهة أوروبية صدارةَ الترتيب.
فقد احتلت مدينة كوبنهاغن صدارة التصنيف لأول مرة بوصفها أكثر مدن العالم أماناً، بعد أن سجلت 82.4 نقطة من أصل 100 نقطة في التقرير السنوي.
لماذا كوبنهاغن؟
كما قفزت العاصمة الدنماركية من المركز الثامن بالاشتراك في عام 2019 إلى المراكز الأولى في القائمة، ويرجع معظم الفضل في ذلك إلى إدخال معيار الأمن البيئي، والذي سجلت فيه المدينة خصوصاً نتائج جيدة، إلى جانب معيار الأمان الشخصي.
من جانبه، يقول لارس فايس، عمدة مدينة كوبنهاغن، في التقرير: "إن أحد العوامل الرئيسية التي تجعل كوبنهاغن إحدى أكثر الدول أماناً هو انخفاض معدل الجريمة فيها، والذي انخفض حالياً إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد".
كما يضيف فايس: "تتسم كوبنهاغن أيضاً بتضامن اجتماعي كبير وتدني مستويات التفاوت في الثروات بين مواطنيها نسبياً. إنها مدينة يغلب عليها التمازج، يلتقي فيه عامل التنظيف مع المدير التنفيذي في السوبر ماركت المحلي وينشأ أطفالهما في نفس المدرسة".
ويخلص فايس إلى أن هذا "هو أحد الأركان الأساسية للثقافة الدنماركية، ويسهم إسهاماً كبيراً في المستويات العالية من الثقة والأمان التي نحظى بها".
عاصمة عربية تتذيل
ومع أن مدينة سيدني جاءت في المركز الرابع برصيد 80.1 نقطة، فإن المدينة الأسترالية تصدرت فئة الأمن الرقمي، في حين حصلت طوكيو الفائزة بالمركز الأول في عام 2019 على 80.0 نقطة، لتتراجع المدينة اليابانية إلى المركز الخامس.
ويشير التقرير إلى أن مدينتي "تورنتو وكوبنهاغن متقدمتان تقدماً لافتاً في المعيار الجديد الخاص بالأمن البيئي مقارنة بأي من المدن الثلاث الأولى في السنوات السابقة".
بالإضافة إلى ذلك، جاءت مدينة أمستردام الهولندية في المركز السادس برصيد 79.3 نقطة، فيما احتلت مدينة ولينغتون النيوزيلندية المركزَ السابع برصيد 79.0 نقطة، وتصدرت الترتيب العام لفئة الأمن البيئي.
أما مدينتا هونغ كونغ وملبورن، المطلتان على المحيط الهادي في آسيا، فقد جاءتا في المركز الثامن بالاشتراك، بعد حصول كل منهما على 786 نقطة. وجاءت مدينة ستوكهولم السويدية في خاتمة المراكز العشرة الأولى برصيد 78.0 نقطة.
جاءت مدينة نيويورك الأمريكية في صدارة المدن الأمريكية في القائمة، وتقاسمت المركز الحادي عشر مع برشلونة الإسبانية (حصلت كل مدينة منهما على 77.8 نقطة).
في المقابل، لم يشهد الطرف الآخر من القائمة كثيراً من المفاجآت، فقد احتلت لاغوس النيجيرية والقاهرة المصرية وكاراكاس الفنزويلية وكراتشي الباكستانية ويانغون الميانمارية المراكز الخمسة الأخيرة.