الأطباء مهددون بالإصابة بأمراض نفسية بسبب مرضى كورونا غير المطعمين.. خبراء: عانوا من “إجهاد الشفقة”

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/19 الساعة 08:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/19 الساعة 08:53 بتوقيت غرينتش
الأطباء والممرضون يعانون مشاكل نفسية بسبب مرضى كورونا غير المطعمين/رويترز

كشف خبراء وأطباء نفسيون عن معاناة عدد كبير من الأطباء في أمريكا من أضرار معنوية كبيرة، أو ما أطلقوا عليه "إجهاد الشفقة compassion fatigue"، وذلك بسبب اضطرارهم إلى التعامل مع المرضى المصابين بفيروس كورونا، رغم رفضهم تعاطي لقاء كورونا، وهو الأمر الذي يضاعف من المتاعب النفسية للأطباء، وفق ما أكده خبراء نفسيون، وأورده تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 19 سبتمبر/أيلول 2021.

حسب التقرير نفسه، فإن الأطباء يعانون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى من صدمات وأحزان الجائحة التي لا تتوقف، لكن المشكلة تتعدى حجم المرضى، إذ يتعيّن عليهم التعامل مع المرضى غير المطعّمين وقيود النظام الصحي في الوقت نفسه، وهو ما يُجرّدهم من الأدوات اللازمة لأداء وظائفهم بالطريقة التي تدربوا عليها. 

فيما تكبر المخاطر على العاملين الذين يواجهون هذه الخسائر النفسية والعاطفية، إذ لا يُمنح الأطباء سوى القليل من الدعم أو الفسحة لارتكاب الأخطاء، ويعانون من عواقب مهنية حين يفصحون عن مشكلات تتعلق بالصحة النفسية.

ماذا يُقصد بإجهاد الشفقة؟

الخبراء يقولون  إن بعض ما يمرون به يمكن تلخيصه في كلمتين: الضرر المعنوي وإجهاد الشفقة compassion fatigue.

الدكتور كرنان مانيون، المدير التنفيذي لمركز حقوق الأطباء، يوضح بهذا الخصوص: "إجهاد الشفقة هو الشعور  بصعوبة التعاطف حين تكون مثقلاً بالأعباء، ولكنك لا تزال متفانياً في مهمتك". 

أما الضرر المعنوي فيحدث حين تشعر الممرضة أو الطبيب بأن "المرضى الذين كرست حياتي لعلاجهم موجودون هنا الآن بسبب إهمالهم، والآن يفرضون عليّ وعلى فريقي علاجهم، في حين يعرضوننا أيضاً للخطر المستمر من هذا الفيروس".

إذ لا يسع الدكتورة أنيتا سيركار، طبيبة الأمراض المعدية في كاليفورنيا، إلا أن تشعر بالغضب من المرضى المصابين بدرجة تهدد حياتهم من فيروس كوفيد-19، الذين كان بإمكانهم تجنب ذلك لو تناولوا اللقاح. 

تقول هذه الطبيبة في مقال رأي انتشر على نطاق واسع: "إجهاد الشفقة بدأ في الانتشار بين من لم يتوقفوا بعد أصعب عام في حياتنا المهنية، وحتى الأمل بدأ يتلاشى".

قد لا يحصلون على رعاية نفسية 

في الوقت الذي يعاني فيه الأطباء من هذه الأعباء في أنحاء الولايات المتحدة، فخياراتهم لطلب المساعدة قد تكون محدودة. 

فعلى عكس المهن الأخرى، يواجه الأطباء المعرضون للمخاطر المهنية في وظائفهم حواجز متعددة تحول دون حصولهم على رعاية نفسية. 

فقد تُطرح عليهم أسئلة تطفلية مثل تاريخ صحتهم النفسية في طلبات الحصول على ترخيص طبي حكومي، أو امتيازات المستشفى، أو أوراق اعتماد خدمات التأمين وتأمين الأخطاء الطبية، أو يكونون عرضة لخطر استدعاء ملفاتهم الطبية في حالة وجود دعوى قضائية، وإرسالها إلى برنامج صحة الأطباء (PHP)، وهي برامج مثيرة للجدل هدفها مساعدة الأطباء في الأوقات الصعبة، وتنتشر معدلات الانتحار بين الأطباء أكثر من أي مهنة أخرى.

يشعرون بأنهم مهددون

تقول الدكتورة ليا براون (46 عاماً): "نحن على الأرجح مَن نتحمل المسؤولية الأكبر مقارنة بأي مهنة أخرى، لذلك إذا لم نتبع معايير الرعاية فلن نواجه نبذاً وأحكاماً من أقراننا فحسب، بل ونُعاقب. ويتعين علينا التعامل مع كل ذلك في الوقت الذي نعالج فيه المرضى غير الممتثلين الذين يفضلون تسميم أنفسهم بالعلاجات التي لم تُختبر على المساعدة في كارثة صحة عامة".

وقد شاركت الدكتورة منى مسعود، وهي طبيبة نفسية في فيلادلفيا، في تأسيس خط دعم الأطباء، وهو عبارة عن خدمة هاتفية مجانية وسرية يعمل بها 800 طبيب نفسي متطوع. وبدافع الأزمة التي واجهها الأطباء في وقت مبكر من الجائحة، يقدمون ما يقرب من 10 آلاف دقيقة شهرياً لمساعدة الأطباء.

تقول منى: "لاحظنا ارتفاعاً واضحاً في المكالمات أثناء الجائحة، وتركز العديد من المحادثات على إجهاد الشفقة وانهيار العلاقة بين الطبيب والمريض. ويسود الشعور بـ"أنني أخاطر بحياتي، وحياة عائلتي، وراحتي لأجل أشخاص لا يبالون بي"".

تحميل المزيد