قالت صحيفة The Guardian البريطانية الجمعة 17 سبتمبر/أيلول 2021، إن رجال الإطفاء تمكنوا من تطويق قاعدة أكبر شجرة في العالم بأغطية مقاومة للحريق، في محاولة لإنقاذ بستان شهير من أشجار السيكويا العملاقة العتيقة من حرائق الغابات التي اشتعلت في سلسلة سييرا نيفادا الجبلية الوعرة بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
تعد شجرة الجنرال شيرمان أكبر شجرة في العالم من جهة الحجم، حيث تمتد الشجرة على مساحة تصل إلى 1487 متراً مكعباً، وفقاً لهيئة "إدارة المتنزهات الوطنية" الأمريكية. ويبلغ ارتفاعها 48 متراً ومحيطها 31 متراً عند قاعدتها.
تطويق أكبر شجرة في العالم
أوضحت ريبيكا باترسون، المتحدثة باسم هيئة الإطفاء، أن رجال الإطفاء طوَّقوا "شجرة الجنرال شيرمان" العملاقة الموجودة بمتنزه سيكويا الوطني، وبعض أشجار السيكويا الأخرى، ومتحف "الغابة العملاقة" والمباني الأخرى، بمواد مقاومة للاشتعال لحمايتها من احتمالات نشوب ألسنة اللهب الشديدة بها خلال الحرائق.
تمتلك رقائق الألومنيوم القدرةَ على تحمل الحرارة الشديدة لفترات قصيرة. ويقول المسؤولون إنهم يستخدمون هذه المواد منذ عدة سنوات في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة لحماية الأشجار والمنازل المعرضة للحرائق من اشتعال النيران بها.
وبالفعل نجت المنازل التي كانت مطوَّقة بمواد واقية من الحرائق بالقرب من بحيرة تاهو، في حين دمرت منازل أخرى قريبة.
فقد كان يُتوقع أن يصل "حريق كولوني"، وهو أحد حريقين يقع متنزه سيكويا الوطني في طريقهما، إلى الغابة العملاقة التي تضم أكبر شجرة في العالم، وهي بستان يضم نحو 2000 شجرة سيكويا، في وقت ما يوم الخميس 16 سبتمبر/أيلول.
يأتي ذلك بعد أن تسبب حريق هائل في تلف الآلاف من أشجار السيكويا- بعضها كان يوازي ارتفاعه ارتفاع الأبراج الشاهقة ويمتد عمرها إلى آلاف السنين- في المنطقة العام الماضي.
إنقاذ النباتات النادرة من الحرائق
عمدت إدارة المتنزهات على مدار 50 عاماً إلى استخدام "الحرائق المتحكم فيها"- وهي حرائق تُشعل فيها النار عمداً لأغراض معينة،
منها تقليل تراكم الوقود وإزالة أنواع أخرى من الأشجار أو النباتات التي من شأنها تأجيج حرائق الغابات بطرق أخرى- في بساتين أشجار السيكويا بالغابات الوطنية، وهي إجراءات يُتوقع أن تساعد في إنقاذ الأشجار العملاقة عن طريق تقليص حدة النيران إذا وصلت إليها.
تتكيف أشجار السيكويا أكبر شجرة في العالم مع النيران، وتساعدها الحرائق في الازدهار عن طريق تيسير إطلاقِ البذور من مخاريطها وإخلاء مساحات تسمح بنمو السيكويا الصغيرة.
لكن اشتداد الحرائق على نحو غير عادي- بفعل التغير المناخي- قد يحمل معه تداعيات أشد وطأة على الأشجار. وقد حدث ذلك بالفعل العام الماضي، عندما أتلف حريق "كاسل" ما تقدر الدراسات أنه يتراوح بين 7500 إلى 10600 شجرة سيكويا كبيرة، وفقاً لهيئة إدارة المتنزهات الوطنية.
كانت موجات غير مسبوقة تاريخياً من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بالتغير المناخي أدَّت إلى صعوبة مكافحة حرائق الغابات في الغرب الأمريكي.
يقول علماء إن التغير المناخي جعل المنطقة أشد حرارة وجفافاً على مدار الثلاثين عاماً الماضية، ويتوقعون أن يستمر في زيادة حدة الطقس ووتيرة حرائق الغابات مؤدياً إلى تدمير كثيرٍ منها.