كشف طالب علم نفس بجامعة أولم بألمانيا، يبلغ من العمر 23 عاماً، عن قدرته على تغيير حجم بؤبؤ عينه حسب إرادته، سواء بتقليصه أو تمديده، وذلك بعد أن أعد تقريراً قدمه للجامعة، أثبت فيها أنه من الممكن تغيير حجم بؤبؤ العين من خلال التحكم فيه بشكل مباشر مثل العضلة، وذلك وفق ما نقله تقرير لموقع Live Science الأمريكي، الخميس 2 سبتمبر/أيلول 2021.
جاء في التقرير أن هناك عضلتين صغيرتين متقابلتين في العين تعملان نفس عمل محرك الدمى بالنسبة لكل بؤبؤ (وهو المنطقة المظلمة في مركز العين)، وتقومان بتوسيع أو تكبير البؤبؤين في البيئة المظلمة؛ للسماح بدخول مزيد من الضوء، وتقليصهما في البيئة المشرقة للحد من كمية الضوء التي تتدفق إلى داخل العين.
عكس ما كان يظنه الجميع
في السابق، كان يُعتقد أن هذه العملية تجري بشكل تلقائي تماماً؛ فعندما تدخل غرفة مظلمة، ليس عليك أن تنبه بؤبؤَيك بوعيك ليُغيرا الحجم، ويمكن للبؤبؤ أيضاً تغيير الحجم استجابةً لعوامل أخرى، مثل الاستثارة.
كما كان معروفاً سابقاً أن بعض الأشخاص يمكنهم تغيير حجم بؤبؤ العين عند الرغبة، ولكن باستخدام طرق غير مباشرة.
على سبيل المثال، كان الباحثون يعلمون بالفعل أن مجرد التفكير في الشمس يمكن أن يتسبب بانكماش البؤبؤ، وأن التفكير في غرفة مظلمة أو الحساب الذهني لشيء ما يمكن أن يوسّعه، حسبما قال كريستوف ستراوخ، كبير مؤلفي تقرير الحالة الجديد والأستاذ المساعد في قسم علم النفس التجريبي بجامعة أوتريخت في هولندا.
لكن لم يعتقد أحد أن من الممكن تغيير حجم بؤبؤ العين من خلال التحكم فيه بشكل مباشر مثل العضلة، إلى أن اتصل طالب علم النفس في جامعة أولم بألمانيا في ستراوخ بعد أن اطلع على إحدى كتاباته. (كان ستراوخ في السابق طالب دكتوراه في جامعة أولم).
كيف أدرك ذلك؟
عندما كان يبلغ من العمر 15 أو 16 عاماً، أدرك الشاب -الذي ذُكر في تقرير الحالة بالأحرف الأولى من اسمه، DW- أنه يمكنه تغيير حجم بؤبؤيه، وقال DW لزملائه في جامعة أولم: "لقد أظهرت لصديق أنني أستطيع أن (أرجف) مقلة عيني، ولاحظ أن بؤبؤيّ أصبحا صغيرين". لكن DW لم يلحظ أن لديه هذه القدرة حتى لعب ألعاب الكمبيوتر لفترات طويلة من الزمن.
الطالب أخبر الباحثين بأن "تضييق بؤبؤ العين يشبه الإمساك بشيء ما، مما يجعله يبدو أكبر وهو ما يريح العين بالكامل". في البداية، كان يغير حجم بؤبؤ عينه من خلال التركيز أمام أو خلف شيء ما، ولكن مع الممارسة، تعلَّم كيفية فعل ذلك دون التركيز على الأشياء. أخبر الباحثين بأنه لتغيير حجم بؤبؤ العين، كل ما عليه فعله هو التركيز على العين. ليس عليه أن يتخيل بيئة مشرقة أو مظلمة.
هذا يجعل DW مختلفاً عن الأشخاص الآخرين الذين أظهروا القدرة على تغيير حجم بؤبؤ العين، كما قال ستراوخ لـLive Science.
ما مدى ندرة هذا؟
من خلال سلسلة من الاختبارات، أكد الباحثون أن DW يمتلك بالفعل هذه القدرة، ولم يجدوا أي مؤشر على أنه كان يغير حجم بؤبؤه بشكل غير مباشر.
بدون استخدام أي طريقة غير مباشرة، يمكن لـDW توسيع بؤبؤَيه حتى قُطر 2.4 ملم وتقليصهما إلى 0.88 ملم. والأكثر من ذلك، أنه حتى في أقرب نقطة للجسم من العين، يمكن أن تظل العين ترى الجسم في بؤرة التركيز، حيث يكون البؤبؤ بالفعل منقبضاً "إلى أقصى حد" (تخيَّل وضع قلم رصاص أمام العين وتحريكه بالقرب من الوجه والتوقف عند النقطة قبل أن يصبح ضبابياً)، يمكن أن يضيق DW طوعاً بؤبؤيه أكثر. ومن خلال القيام بذلك، حسّن DW تركيزه وتمكن من رؤية الأشياء بوضوحٍ أقرب مرتين تقريباً إلى وجهه مما يمكنه إذا لم يكن يتحكم في حجم بؤبؤيه.
باستخدام نوع من فحص الدماغ يُعرف باسم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وجد الباحثون زيادة في تنشيط أجزاء معينة من الدماغ تشارك في الإرادة، أو القدرة على اتخاذ القرار والقيام بشيء ناتج عن الإرادة الحرة.
لا يستطيع الباحثون الجزم بأن DW كان يتحكم بشكل مباشر في بؤبؤيه، لكن من خلال اختباراتهم العديدة، لم يجدوا أي دليل على أنه كان يستخدم استراتيجيات غير مباشرة.
هل يمكن للآخرين تعلُّم فعل بذلك؟ قال ستراوخ: ربما. قد يساعد البحث عن مزيد من الأشخاص الذين لديهم هذه القدرة، في فهم ما إذا كانت هناك استراتيجية لتدريب الأشخاص على التحكم في حجم بؤبؤ أعينهم كما يحلو لهم.