تمكّن علماء صينيون من تطوير نبتة أرز تنمو لتصل إلى ضعف الطول المعتاد وتُنتج نحو ضعف عدد الحبوب التي تُنتجها الأنواع العادية، في خطوةٍ وُصِفَت بأنّها تقدُّمٌ كبير في مجال الأمن القومي، بالنظر إلى مساعي بكين في ضمان الأمن الغذائي لسكانها البالغ تعدادهم 1.4 مليار نسبة، وذلك وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 31 أغسطس/آب 2021.
فبالنسبة لبلدٍ عانى من أسوأ مجاعة في التاريخ قبل 70 عاماً فقط، وحيث يدفع الناس غرامات حين يتركون الطعام في أطباقهم، يعتبر هذا الإنجاز ذا أهمية قصوى بالنسبة لبكين التي جعلت من الأمن الغذائي أولوية وطنية.
نجاح التجربة
وفقاً للباحثين، فقد تمت زراعة النبتة الأولى بنجاح في تشانغهونغ بالقرب من تشونغتشينغ التي يقطنها نحو 31 مليون إنسان.
ففي مؤتمرٍ صحفي عُقِدَ في حقول الأرز، قال تشين يانغ بياو من المركز الوطني لأبحاث وتطوير الأرز الهجين في الصين: "يمكنك على الفور أن تلحظ النبتة الأطول. وهذا أول عامٍ نزرع فيه هذا النوع من الأرز، وقد تكللت جهودنا بالنجاح حتى الآن".
وأردف تشين: "نخطط لتوسيع منطقة نمو الأرز العملاق العام المقبل. ويمكننا أيضاً تربية الأسماك والروبيان والسلطعون داخل حقول الأرز، لذا فسوف يكون هذا المشروع رائعاً للمساعدة في إعادة إحياء المناطق الريفية".
في حين يقول الباحثون إنّهم اختاروا أفضل البذور واستخدموا تقنيات لتطوير هذا النوع مثل: حث الطفرات، والأرز البري الهجين، والوسم الجزيئي، والنمو المستهدف.
"حلم يتحقق"
إذ ما تزال أشباح المجاعة الكبرى في الخمسينيات تُطاردها بعد أن أودت بحياة نحو 30 مليون شخص، رغم أنّها تُوفّر الآن 95% من احتياجاتها من الحبوب.
بموجب عملية الطبق الفارغ العام الماضي، أمر الرئيس تشي المسؤولين بعقاب الأشخاص الذين يُقيمون مآدب ضخمة أو يتركون طعاماً في أطباقهم داخل المطاعم.
يذكر أن العامة في الصين قد أُصيبوا بالحزن عند وفاة يوان لونغبينغ في مايو/آيار، وهو مطور أول نوع هجين من الأرز في السبعينيات والذي يُنسب إليه الفضل في إطعام الشعب.
لذا فقد احتفى العامة بالأرز العملاق الجديد على أنّه "حلمٌ يتحقّق" بالنسبة ليوان، الذي حلم ذات مرة بالجلوس تحت نبتة أرز عملاقة لتحميه ظلالها من شمس الصيف الحارقة.