أعلنت شبكة "BBC" نيتها في تحويل اعتذارها للعائلة المالكة عن الحوار الذي وصفته الشبكة بالمخادع، والذي أجراه إعلامي الشبكة مارتن بشير، مع الأميرة ديانا، في عام 1995 إلى اعتذار عملي.
إذ قالت الشبكة البريطانية إنها تنوي دفع ما يقرب من 1.5 مليون جنيه إسترليني (حوالي 2 مليون دولار) لصالح إحدى الجمعيات الخيرية التي تختارتها العائلة المالكة بنفسها.
تشمل خطوة التبرع غير المسبوق لشبكة "BBC"، المبلغ الذي حققته الشركة من بيع الحقوق العالمية لبثّ مقابلة مارتن بشير مع الأميرة ديانا بجانب التعويضات.
خداع صحفي الـ"BBC" الأميرة ديانا
جاء هذا القرار بعد أن وجد التحقيق الذي أجراه اللورد دايسون، في مايو/أيار الماضي، أن بشير قد كذب للحصول على مقابلة مع الأميرة ديانا، مستخدماً أساليب مخادعة تمت تغطيتها لاحقاً بتحقيق داخلي غير فعال بشكل يُرثى له، أجراه توني هول، الذي أصبح فيما بعد المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، وفقاً لما نشرته جريدة "Daily Mail".
وجد التحقيق أن بشير أعطى كشوف حسابات مصرفية مزورة إلى تشارلز سبنسر، شقيق الأميرة ديانا، الأمر الذي خدعه ودفعه لترتيب لقاء إعلامي مع الأميرة لصالح الشبكة البريطانية.
سبق أن أفاد مراسل شبكة "CNN"، ماكس فوستر، أن بشير استخدم وثائق مزورة تشير إلى أن موظفي القصر كانوا يعملون ضد الأميرة ديانا، ويتقاضون رواتب للتجسس عليها.
كما اعترف مات ويسلر، مصمم غرافيك سابق بشبكة "BBC"، أنه عمل على تصميم بيانات مصرفية كاذبة بعد أن تواصل معه بشير، لكي يقدمها لشقيق ديانا ويقنعه بأن يجعل شقيقته تتحدث معه.
مشاكل الأميرة مع العائلة الملكية
تحدثت ديانا خلال لقائها مع مارتن بشير عن سبب إصابتها بمرض البوليميا، موضحة أن العائلة المالكة بأكملها تعاملها وكأنها الفتاة التي تبلغ من العمر 18 عاماً فقط، وقام ابنهم بخطبتها، فلم يعطها أحد أي تقدير لأنها نضجت عبر السنين.
لكن الأميرة ديانا أكدت أنها تثق في أنها تغيرت ونضجت، لأنه كان لا بد لها من أن تفعل ذلك، ولكنها كانت تجد دائماً أنه لا أحد يُثني عليها أو يعطيها أي إشادة على أي شيء جيد فعلته.
بينما تجد العائلة المالكة بأكملها أمامها عندما تخطئ، مشيرة إلى أن الجميع كان يلومها وينتقدها، ولهذا كانت تبكي كثيراً وتميل إلى الهروب وتناول الطعام، وأصيبت بمرض البوليميا، لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة.
مرض البوليميا هو أحد اضطرابات الأكل التي تشكل خطراً على الحياة، ويتميز هذا الاضطراب بحالات متكررة من النهم غير المراقب، والتي يقدم فيها المصاب بعد ذلك على التسبب الذاتي بالتقيؤ، وذلك من أجل منع ارتفاع الوزن، حيث يكون لدى المصاب تخوف دائم من ارتفاع وزنه ويميل إلى التظاهر بعدم الاقتناع بجسمه ومظهره الخارجي.
مقابلة صدمت القصر الملكي البريطاني
أوضحت ديانا أنها لم تطلب المساعدة من العائلة المالكة لمساعدتها للتخلص من مرض البوليميا، مشيرة إلى أن هذا المرض كان يجعلها تشعر بالخزي، وبأنها تكره نفسها، كما أنهم كانوا يعاملونها على أنها شخص يقوم بإهدار الطعام، مؤكدة أن أكثر من شخص قال لها، "بالتأكيد سوف تهدرين هذا الطعام، مثلما تفعلين كل مرة".
عن رد فعل العائلة المالكة بعد علمها بإصابتها بمرض البوليميا قالت ديانا، "جعلت العائلة من مرض البوليميا الشماعة التي علقت عليها كل شيء خطأ في زواجي، فقالوا إن ديانا تعاني من البوليميا وهي غير مستقرة نفسياً، ولكن كان هذا المرض بالنسبة لي بمثابة المهرب من كل ذلك، وقد ساعدني في ذلك الوقت من الهروب من مشكلات زواجي بالفعل".
هزت هذه المقابلة الحياة العامة البريطانية، وصُدم قصر باكنغهام بالمقابلة، بسبب تعليقات ديانا، التي ألقت الضوء على ما يحدث داخل العائلة المالكة وقتها، وكان هذا اللقاء بمثابة النهاية للأميرة ديانا، فحياتها انهارت تماماً بعده، حيث انفصلت عن الأمير تشارلز رسمياً عام 1996م، وتوفيت في العام الذي يليه في حادث سيارة في باريس.