اعترف أب أمريكي بقتل طفليه لامتلاكهما "حمضاً نووياً للشيطان الثعبان" ورثاه من أمهما وسيؤدي إلى نموهما ليصبحا "وحشين"، وفق ما ورد في أقواله لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.
صحيفة The Independent البريطانية أشارت في تقريرها الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، إلى أن ماثيو تايلور كولمان تحول في مرحلة ما بين ميلاد طفليه وقتلهما، من كونه مسيحياً متديناً يشكر الرب إلى تابع مزعوم لجماعة QAnon أنارت جمعية "المتنورين" (Illuminati) بصيرته.
استقبل مدرب ركوب الأمواج البالغ 40 عاماً من ولاية كاليفورنيا ابنته روكسي راين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمنشور على منصة إنستغرام يعلن أنَّ "الرب قد اختارها لقتل العمالقة في الأرض".
بعد قرابة 10 أشهر، يُزعَم أنَّ كولمان طعن روكسي وأخاها البالغ من العمر عامين، كايلو، لامتلاكهما "حمضاً نووياً للشيطان الثعبان" ورثاه من أمهما وسيؤدي إلى نموهما ليصبحا "وحشين".
مؤامرة "البشر السحالي"
جاء في الشكوى الجنائية لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI): "كان يعلم أنَّ ذلك خطأً، لكنَّه قال إنَّ ذلك هو مسار الأحداث الوحيد الذي من شأنه إنقاذ العالم".
في حين لم تخض وثيقة التوقيف بالتفاصيل في ما يتعلق بـ"تنوُّرِه" على يد جماعة QAnon والمتنورين، فإنَّ الإشارات إليهما على صلة بالوحوش و"الحمض النووي للشيطان الثعبان" تتماشى مع مؤامرة "البشر السحالي".
تدَّعي مؤامرة البشر السحالي، التي تبنَّاها أيضاً مُفجِّر مدينة ناشفيل الذي فجَّر سيارته التخييمية في شارع بوسط المدينة في يوم عيد الميلاد عام 2020، أنَّ زواحف بشرية تشرب الدم سيطرت على العالم لقرون منذ تأسيسها جمعية المتنورين.
في حين تسبق نظرية مؤامرة البشر السحالي جماعة QAnon، تبنَّى أتباع الجماعة النظرية بعد انتخاب دونالد ترامب، الذي يعتقدون أنَّه قد اختير لقتال عصابة الدولة العميقة من مشتهي الأطفال الشاربين للدماء الذين يسيطرون على العالم.
لم يُشِر كولمان إلى أي مجموعة أو مؤامرة في حساباته بوسائل التواصل الاجتماعي تقريباً منذ ميلاد طفليه.
لكنَّه أعرب عن أمله في الرب، وقارن المناخ السياسي الأمريكي والجائحة العالمية بـ"العصور المظلمة" قبل "التفجُّر الإبداعي المستنير" في عصر النهضة.
بدا في مرحلة ما أنَّ أفكاره تتحول من الرب وعصر النهضة إلى "تلقّي رؤى وإشارات" تكشف أنَّ زوجته، آبي كولمان، قد تملَّكها الحمض النووي للشيطان الثعبان.
تفاصيل جريمة القتل
وفقاً لإدارة شرطة مدينة سانتا باربرا، أبلغت آبي عن فقدان زوجها وطفليها يوم الأحد الماضي، 10 أغسطس/آب، بعد مغادرته في اليوم السابق دون أن يقول إلى أين يتجهون ولم يتواصل معها.
وفقاً لوثيقة التوقيف، لم يقع بينهما "أي شكل من الجدال" ولم تكن قلقة من كونهم يواجهون أي خطر أو أنَّ زوجها سيلحق الأذى بالطفلين.
تتبَّعت السلطات هاتف كولمان الذي يسافر بين مدينة روزاريتو في المكسيك ومعبر دخول سان يسيدرو في مدينة سان دييغو الأمريكية. ووفقاً لموقع Telemundo 20، مكث الأب والطفلان في فندق City Express Hotel في روزاريتو.
يقول المحققون إنَّ كولمان شُوهِد في فيديو مراقبة الفندق يقوم بتسجيل الوصول مع الطفلين يوم السبت 7 أغسطس/آب. ثُمَّ شُوهِدَ بعد ذلك وهو يغادر الفندق قبل فجر الإثنين، 8 أغسطس/آب، وعاد لاحقاً وحيداً لتسجيل المغادرة.
فيما اتجهت الشرطة الأمريكية إلى الحدود للقيام بعملية بحث عن شخص مفقود، كانت السلطات المكسيكية تتعامل بصورة منفصلة مع حادث اكتشاف جثتين "صغيرتين" قرب مزرعة في ولاية باها كاليفورنيا.
قال عامل بالمزرعة إنَّه صُدِمَ لرؤية الدماء متناثرة خارج منزله يوم الإثنين. وفيما كان يبحث، قاده أحد كلابه إلى "جثتين صغيرتين"، إحداهما لا تزال ترتدي حفاضة.
العثور على الطفلين
وُجِدَ الصبي مطعوناً 17 مرة، في حين طُعِنَت الفتاة 12 مرة. ووفقاً لمدعي عام ولاية باها، هيرام سانشيز، عُثِرَ على خشبة ملطخة بالدماء قرب الجثتين.
أوقفت السلطات كولمان عند محاولته العودة إلى الولايات المتحدة عند حدود تيخوانا يوم الإثنين. وحين علم مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنَّه وحيد دون طفليه، تواصل مع نظرائه المكسيكيين وعلم أنباء العثور على جثتين تطابقان أوصاف كايلو وروكسي.
عند مواجهة السلطات له، زُعِمَ أنَّ كولمات اعترف بالقتل. ووفقاً لوثيقة التوقيف، قاد كولمان السيارة إلى المكسيك يوم السبت.
ذكر تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي أنَّه قاد في يوم الإثنين عند قرابة الساعة الخامسة صباحاً إلى طريق قرب المرزعة، وقد طعن ابنته أولاً بمسدس لصيد السمك بالرمح في قلبها.
أخبر كولمان الضباط بأنَّ الفتاة الصغيرة لم تمت على الفور، لذا اضطر لـ"نقل الرمح". ويقول إنَّه بعد ذلك نقل جثتي الطفلين إلى منطقة شجرية. وقد اكتشفهما عامل المزرعة بعد قرابة 3 ساعات.
يُزعَم أنَّه قاد السيارة لبضعة أميال كي يتخلص من سلاح الجريمة قرب أحد الجداول، بينما ألقى الملابس الملطخة بالدماء في صندوق قمامة على أحد الطرق قرب تيخوانا.
كان الزوجان يملكان مدرسة ركوب أمواج شهيرة في كاليفورنيا. وقال بارتيك وودز، وهو راكب أمواج محلي، إنَّ كولمان "بدا رائعاً جداً". وتعمل السلطات الأمريكية والمكسيكية على إعادة جثتي الطفلين.