ناشدت السلطات في شمال ألمانيا آلاف الأشخاص الحصول على حقنة أخرى من لقاح كورونا بعد أن وجد تحقيق للشرطة أن ممرضة من الصليب الأحمر ربما حقنتهم بمحلول ملحي، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021.
إذ يُشتبه في قيام الممرضة بحقن الناس بمحلول ملحي بدلاً من الجرعات الأصلية من لقاح كورونا في مركز التطعيم في منطقة فريزلاند، وهي منطقة ريفية بالقرب من ساحل بحر الشمال في أوائل الربيع.
محلول ملحي عوضاً عن لقاح كورونا
قال عضو المجلس المحلي للمنطقة، سفين أمبروسي، في منشور على موقع فيسبوك، إن السلطات المختصة طلبت، يوم الثلاثاء، من أكثر من 8600 مراجعتهم خوفاً من أن يكونوا قد تلقوا محلولاً ملحياً عوضاً عن لقاح كورونا.
في حين أن المحلول الملحي غير ضار، فإن معظم الأشخاص الذين تم تطعيمهم في ألمانيا في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين على يد تلك الممرضة هم من كبار السن ومعرضون لخطر الإصابة بفيروس كوفيد.
قال محقق الشرطة بيتر بير، متحدثاً في وقت سابق في مؤتمر صحفي غطته وسائل الإعلام الألمانية، إنه بناء على إفادات الشهود كان هناك "اشتباه كبير بحدوث مخاطر".
فيما قال محققون بالشرطة إن دافع الممرضة، المجهولة الهوية، وراء فعلتها غير واضح، لكنها بثت آراء متشككة بشأن فاعلية وأخطار لقاح كورونا المزعومة في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
بينما لم يتضح على الفور ما إذا كان المشتبه بها قد جرى احتجازها أو وجهت إليه اتهامات في القضية، وذلك بعد تسليمها إلى وحدة خاصة تحقق في الجرائم ذات الدوافع السياسية.
التستر على ضياع لقاح فايزر
كانت وكالة الأنباء الفرنسية قد ذكرت في تقرير نشرته في أبريل/نيسان الماضي أنه قد جرى اعتقال ممرضة ألمانية قد أقدمت على تصرف مخالف للقانون وهي تحاول التستر على ضياع محتوى قارورة لقاح كورونا فايزر-بايونتيك جراء تكسرها، إذ قامت بتلقيح أشخاص بمحلول ملحي بدل اللقاح الحقيقي.
أفادت الشرطة في بيان بأنها فتحت تحقيقاً بتهمة "إيذاء جسدي" محتمل من قِبل الممرضة، مع تشديدها على أن المحاليل الملحية لا تشكل خطراً على الأشخاص الذين تلقوا حقناً بها.
فيما بررت الممرضة وقتها أمام المحققين استخدامها محلولاً ملحياً بدل لقاح فايزر، في تطعيم أشخاص، بكونها أرادت التستر على إسقاطها قارورة من اللقاح من يدها وضياع محتواها، معترفة باستبدال 6 جرعات.
الممرضة متهمة بـ"الإيذاء الجسدي"
أفادت شرطة ويلهلمشافن/فريزلاند في شمال ألمانيا في بيان بأنها فتحت تحقيقاً بتهمة "إيذاء جسدي" محتمل من قِبل الممرضة، مع تشديدها على أن المحاليل الملحية لا تشكل خطراً على الأشخاص الذين تم حقنهم بها.
أضاف البيان أن "الممرضة قالت إن ما دفعها لهذا التصرف هو تجنب إبلاغ أحد عن القارورة التي سقطت من يدها".
بينما أنشأت إدارة المنطقة المحلية خطاً ساخناً للأشخاص الذين تم تطعيمهم يوم الحادث للتقدم حتى يتم اختبارهم.
وقتها، قال سفين أمبروسي مدير منطقة فريزلاند: "لقد صدمت بشدة مما حدث"، مضيفاً أن السلطات أدخلت الآن إجراء يدعى "العيون الأربع" في مركز التطعيم لضمان ألا يكون شخص بمفرده مع قوارير اللقاحات.