كشفت بيانات رسمية في بريطانيا، أن "الخرف"، وهي متلازمة فقدان الذاكرة مع تقدم العمر، يقتل 125 امرأة كل يوم، وهو ما تسبب في وفاة عدد أكبر من الإناث اللائي نال منهن فيروس كورونا يومياً خلال العام الماضي.
صحيفة The Times البريطانية نشرت الأحد 8 أغسطس/آب 2021، البيانات الرسمية، قائلة إن هذا العدد من الوفيات أبرز الحاجة الملحة للتصدي لمرض "الخرف".
ففي حين تشير البيانات إلى أن فيروس كورونا كان السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال في إنجلترا العام الماضي، فإنها تشير إلى أن "الخرف" كان السبب الأبرز للوفيات بين النساء.
فقد قتل الخرف نحو 45922 امرأة في 12 شهراً، وكان سبباً في 15.3% من إجمالي وفيات الإناث، ما يعني أنه أودى بحياة 5 نساء كل ساعة.
كما تسببت أمراض الخرف والزهايمر في وفاة أكثر من 24 ألف رجل، وفقاً لبيانات "مكتب الإحصاء الوطني البريطاني" (ONS)، وهو ثالث أكثر أسباب الوفاة بين الذكور شيوعاً، بعد فيروس كورونا وأمراض القلب.
وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، يعد الخرف متلازمة تتسم بحدوث تدهور الوظيفية المعرفية، أي القدرة على التفكير، بوتيرة تتجاوز وتيرة التدهور المتوقّعة في مرحلة الشيخوخة العادية.
يطال هذا التدهور الذاكرة والتفكير والقدرة على التوجّه والفهم والحساب والتعلّم والحديث وتقدير الأمور، ولكنّه لا يطال الوعي، وكثيراً ما يكون تدهور الوظيفة المعرفية مصحوباً، أو مسبوقاً في بعض الأحيان، بتدهور في القدرة على ضبط العاطفة أو السلوك الاجتماعي أو الحماس.
ويحدث الخرف بسبب مجموعة مختلفة من الأمراض والإصابات التي تلحق بالدماغ في المقام الأوّل أو الثاني، مثل مرض الزهايمر أو السكتة الدماغية.
الدعوة لحملة عالمية
من جانبه، قال ديفيد توماس، رئيس قسم السياسات في مركز أبحاث الزهايمر بالمملكة المتحدة، إن "هذه الأرقام تبرز إلى أي مدى باتت معالجة أمراض الخرف والزهايمر ضرورة ملحة".
في إنجلترا، العام الماضي، كان فيروس كورونا السبب الرئيسي للوفاة، حيث سجلت بيانات مكتب الإحصاء الوطني نحو 73766 حالة وفاة كان فيروس كورونا سبباً أساسياً فيها، وقد شكَّل هذا نحو 12.1% من مجموع الوفيات.
لكن حصيلة الوفيات الناجمة عن الخرف ومرض الزهايمر كانت أقل بدرجة طفيفة من عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا. فقد تسبب الخرف والزهايمر في 70047 حالة وفاة، أي نحو 11.5% من إجمالي الوفيات.
وقال توماس إن الشروع في حملة جهود عالمية للتغلب على الخرف، على غرار حملة مكافحة كورونا، أمرٌ "لا غنى عنه".
كما أضاف: "لقد ارتقى مجتمعنا العلمي ارتقاء فريداً إلى مستوى التحدي الذي شكَّلته جائحة كورونا، وكشف عما يمكن لنا تحقيقه عندما يعمل الناس معاً في مواجهة تحديات صحية كبيرة، ومن الأهمية بمكان الآن أن نتبع نهجاً مماثلاً لمواجهة الخرف".
وتشكِّل النساء في المملكة المتحدة نحو ثلثي المصابين بالخرف لأسباب غير واضحة حتى الآن، فيما لا يوجد حالياً علاج للخرف نفسه، لكن هذا العام شهد إقرار أول دواء جديد منذ ما يقرب من 20 عاماً لإبطاء التطور التدريجي لمرض الزهايمر، وقد انطوى ذلك على إنجاز كبير.