نجح ستة توائم "ثلاثة ذكور، وثلاث إناث" بقطاع غزة، في اجتياز امتحانات الثانوية العامة، بتفوق، وقد عمَّت الفرحة، في منزل عائلة "الخطيب"، بمخيم البريج وسط قطاع غزة، بنجاح التوائم الستة، حيث توافد المهنئون، ووزعت الحلوى ابتهاجاً بتفوقهم، وفق ما رصدته وكالة "الأناضول" للأنباء، في تقرير لها الأربعاء 4 أغسطس/آب 2021.
والتوائم هم: منَّة الله مجدي الخطيب وحصلت على 98%، في الفرع العلمي، وياسر 96.9% (العلمي)، ومحمد 95% (العلمي)، وآية 92.7% (العلمي)، ومريم 81.9% (الفرع الأدبي)، ويوسف 77.8% (الأدبي).
رغم المعاناة
تقول نهلة الخطيب، والدة التوائم الستة، لمراسل وكالة الأناضول: "منذ الصغر وأبنائي الستة متفوقون دراسياً، وبينهم تنافُس، حتى في الثانوية العامة كانوا متنافسين، من سيأتي بمعدل أعلى؟".
كما تطرقت "الخطيب" إلى معاناتها خلال العام الماضي، قائلةً: "عندما يكون لديك طالب واحد في الثانوية العامة، فهذا يشكّل عبئاً وضغطاً كبيراً على الأهل، فكيف حينما يكونون ستة؟".
والدة التوائم أكملت، موضحةً الأجواء التي عاشتها خلال العام الدراسي الماضي: "كانوا يحتاجون رعاية خاصة، وتعباً وتركيزاً وأجواء استثنائية مضاعفة وتهيئة للأجواء، كي يحققوا النجاح، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا وإغلاق المدارس، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع الحرارة، والعدوان الإسرائيلي الأخير".
كما تابعت: "رغم تلك التحديات، حققوا التفوق بمعدلات تؤهلهم للدخول في الكليات التي يرغبون فيها".
فرحة لا تُوصف
وأشارت إلى أن أبناءها تأثروا بالأحداث المحيطة بهم، سواء في غزة أو القدس و"الشيخ جرّاح"، وعاشوا حالة من التوتر زادت خلال فترة العدوان الإسرائيلي الأخير (في مايو/أيار الماضي)، لكنهم تابعوا في الوقت ذاته دراستهم، بجدٍّ واجتهاد.
في المناسبة نفسها، قالت الوالدة إنَّ فرحتها بنجاح وتفوُّق أولادها "لا تُوصف"، وتضيف: "أثمر ما زرعته بهم حباً وتعاوناً فيما بينهم، ودعماً ومساندة؛ فخورة بهم، وفلسطين تفتخر بهم".
كما تقول "الخطيب"، إنها واجهت عبئاً تدريسياً كبيراً خلال تربيتهم منذ دخولهم المدرسة، مضيفةً: "كلما كبرت سنُّهم زاد عبئهم، وكبر همُّهم".
مُعيقات عديدة ما زالت تنتظرهم
فالتفكير في كيفية توفير المال لتعليمهم في الجامعات، ينغصّ فرحة "الخطيب".
في هذا الصدد تقول: "كيف سأوفر لهم فرص التعليم بالجامعات؟ في ظل عدم مقدرتي على تعليمهم جميعاً، لأن ذلك عبء كبير، خاصةً أنهم يطمحون إلى دراسة تخصصات كليات عليا كالطب".
كما تشير إلى أن والدهم يعمل موظفاً حكومياً، ولا يتلقى راتبه بالكامل، كحال بقية الموظفين.
بدورها، تقول المتفوقة "مريم"، والحاصلة على معدل 81.9%، إن التوائم الستة كانوا يتعاونون في الدراسة.
وتضيف: "كنا نتعاون فيما بيننا في أمور الدراسة كافة، صحيح أن لكل واحد فينا أسلوبه وطريقته الخاصة، لكن كنا نتعاون ونشجع بعضنا البعض، ونشرح لبعضنا البعض الدروس، ونتسابق دراسياً، وخصصنا هدية للشخص الذي سيحصد الأعلى، من باب التحفيز".
المتحدثة نفسها واصلت قائلة: "شيء جميل ونادر أن يكون ستة أشقاء يتنافسون للحصول على معدل في الثانوية؛ نحن صحيحٌ تنافَسنا من يحصد أكثر، لكن نحن سعداء فكل واحد فينا سعيد للآخر لأنه نجح".