زجاجة ويسكي مفقودة من مكتب وزير الخارجية الأمريكي كانت كفيلة بفتح تحقيق للحكومة الأمريكية في مصير الهدية التي يبلغ ثمنها 5800 دولار، فما الهدايا المسموح بها والممنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
إذ حققت الحكومة الأمريكية في اختفاء زجاجة ويسكي تقدَّر قيمتها بنحو 5800 دولار، كانت اليابان أهدتها إلى وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام أمريكية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مسؤولين يابانيين سلموا الزجاجة إلى وزارة الخارجية الأمريكية في 24 يونيو/حزيران عام 2019، مشيرة إلى أن بومبيو كان حينها في زيارة للسعودية ولم يتضح ما إذا كان قد تسلم الهدية بنفسه لاحقاً.
هل يمكن تقديم الهدايا للمسؤولين الأمريكيين؟
ويحق للمسؤول الحكومي في الولايات المتحدة الاحتفاظ بالهدية لنفسه، التي تقل قيمتها عن 390 دولاراً، ولكن إذا كانت قيمتها أعلى وأراد الاحتفاظ بها يتوجب عليه دفع ثمنها للحكومة.
وبحسب ما نشره الموقع الرسمي للجنة الأخلاق التابعة للكونغرس الأمريكي، فإنَّ تلقّي الهدايا له معايير وحدود لا يحق للمسؤولين الحكوميين تخطِّيها من منطلق توقعات الشعب الأمريكي بأن يؤدي المسؤول الحكومي مهامه بحيادية ودون أي تأثير.
تأتي القيود المفروضة على الهدايا من مصادر عديدة، من ضمنها الدستور والقوانين الفيدرالية وقواعد الكونغرس نفسه.
تضع هذه المصادر قيوداً على قبول الهدايا، ولكن لكل قاعدةٍ استثناء.
وتشمل الهدايا الإكراميات والمزايا والخصومات والترفيه والضيافة والقروض والتسامح والخدمات والتدريب ونفقات السفر والمساهمات العينية والمدفوعات المقدمة والتعويضات.
تنظر اللجنة فقط في القيمة السوقية العادلة للهدية التي تتلقاها وليس ما إذا كان الشخص أو المنظمة التي تقدمها قد دفعت السعر الكامل.
ويستمر القانون في تعريف الهدايا بأنها قد تكون غير عينية. تشمل الأمثلة على الهدايا على سبيل المثال لا الحصر: الخصومات والمسامحة في الدفع والبيع بأقل من الأسعار العادلة في السوق وبيع العقارات بأكثر أو أقل من قيمتها السوقية العادلة.
وتنظر لجنة الأخلاق في هوية مقدم الهوية وليس فقط نوعها أو قيمتها، وتنص قوانين وزارة الخارجية على قبول الهدايا لحظة تقديمها من قِبل زوار الدولة، على أن يتم تسليمها لاحقاً للسلطات المتخصصة بالأرشفة.
الهدايا التي تلقاها أوباما
بعد انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، قدمت وزارة الخارجية لائحة بالهدايا التي تلقاها من رؤساء العالم، وكان من اللافت الهدايا التي تلقاها من ملوك ورؤساء العرب الذين أبدعوا في عطاياهم من الحجارة النفيسة إلى لحوم الشواء، حسبما صرح عنها البيت الأبيض آنذاك.
وفي تقرير من 71 صفحة، عن الهدايا التي تلقاها أوباما، قدَّم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى أوباما تمثالاً من البرونز لحصانين صُنعا باليد مرصَّعين بالأحجار الكريمة ومطليَّين بالذهب والفضة، إلى جانب مجموعة عصي للغولف، وقطعة فنية مرصعة تُعدد أهم السفن التي أبحرت في تاريخ البشرية وغيرها الكثير. وقُدّر مجموع هدايا ملك السعودية في إحدى المرات بـ523 ألف دولار.
كما قدَّم أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، إلى أوباما وعاءً فضياً تتوسطه خريطة قطر وبُعدها بالكيلومترات عن أهم عواصم العالم. كما قدَّم عصفوراً ميكانيكياً مطليّاً بالذهب قُدرت قيمته بـ110 آلاف دولار. وقدَّم الشيخ تميم أيضاً مجموعة أطباق من البورسلان مرصعة بالذهب قيمتها 6900 دولار.
ومن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد تمثال لبدو وجِمال بقيمة 42 ألف دولار، ولكن أوباما ممنوع بحكم القانون من الاحتفاظ بها لنفسه.
ومن ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف، تلقى سيفاً مصنوعاً باليد من اللؤلؤ والذهب ومرصعاً بالروبي، وقُدرت قيمته بـ87 ألف دولار. أما نائب الرئيس جو بايدن، فتلقى من ولي العهد أيضاً تمثالاً لحصان عربي صُنع من النحاس والذهب والفضة والأحجار الكريمة.
ومن الإمارات، تلقى أوباما من ولي العهد الشيخ محمد بن زايد، لوحة فنية بقيمة 1040 دولاراً، إلى جانب قِدر فضية لإعداد القهوة مع أكواب مرصعة بالفضة وعلبة تمر فاخر قُدرت قيمتها بـ500 دولار.
ومن البحرين، أرسل ولي عهد البحرين، الشيخ سلمان بن حمد، كرة من الفضة تتضمن ساعة ثمينة قُدرت قيمتها بـ10 آلاف دولار.
أما العاهل المغربي، فأهدى السيدة الأولى سابقاً تشكيلة شكولاتة فاخرة في وعاء مميز قُدر ثمنها بـ842 دولاراً. وكان من اللافت أيضاً هدية ملك هولندا، الذي أرسل دراجة هوائية إلى ميشيل أوباما صُنعت خصوصاً لأجلها.
أما رئيس البرلمان العراقي السابق سليم جبوري، فقدَّم قلماً فاخراً وساعة جيب من الفضة الخالصة وحافظ معلومات USB.
بدوره، أهدى الملك الأردني، العاهل عبدالله الثاني، إلى رئيس مجلس النواب السابق جون بونر فرن شواء.
مأكولات وحلويات
ومن الهدايا التي كانت ستكون لذيذة لو قُدر لهم الاحتفاظ بها، ما أرسله ملك الأردن إلى وزير الخارجية الأسبق جون كيري، وكان عبارة عن تشكيلة لحوم معدَّة للشي مثل الستيك والبرغر وحتى كبد البط الفاخر.
وكان لهدية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نكهة من بلاده؛ إذ تجسدت بطبق فضي مليء بالحلويات التركية الشهيرة ومتوَّج بشعار الصليب والهلال، إلى جانب منتجات قطنية تركية ممهورة بشعار قمة G20.
وتنوعت الهدايا المقدمة من رؤساء وملوك العرب لكبار مسؤولي إدارة أوباما أيضاً بين ساعات رولكس وصقور مذهبة وقطع نقدية ذهبية نادرة وحتى سجادات.
مصر ولبنان واليمن
ومن مصر، اقتصرت الهدايا على تذاكر سفر لبعض المسؤولين، أما من لبنان فأشار التقرير إلى هدية من النائب وزعيم الطائفة الدرزية وليد جنبلاط، الذي أرسل إلى سيناتور زجاجةً تحتوي على سفينة بقيمة 100 دولار.
أما اليمن، فأرسل الجنرال محمود الصبيحي سلاح ماغنوم بقيمة 480 دولاراً.