كما سبق أن قالت سيدة أمريكا الأولى سابقاً، ميشيل أوباما: "أنت لا تعرف حقاً ما لا تعرفه عن البيت الأبيض وقوانينه إلا حينما تبدأ العيش فيه".
وبالرغم من شيوع فكرة أن للبيت الأبيض قواعد وتقاليد دقيقة ومحددة، لكن لا يعرف تفاصيلها الكثيرون؛ فهي تتطور على مر السنوات وقد لا يتداركها أحد إلا بالعيش أو العمل اليومي المباشر في المبنى الأمريكي الأهم. ومن بين أبرز القواعد المفروضة على الموظفين هي ما يتحتم على طاهي البيت الأبيض الالتزام به.
في هذا التقرير نستعرض أبرز وأغرب قواعد البيت الأبيض التي يتحتم على الطهاة والطباخين التنفيذيين الالتزام بها، والتي ستفاجئك بعضها لغرابتها!
طاهي البيت الأبيض ومسؤولية "معدة الرئيس"
يوجد في الكثير من أماكن العمل قواعد غريبة يتعين على موظفيها اتباعها، وقد تتضمن تلك القواعد تفاصيل محددة غريبة ومثيرة للاستغراب، ويأتي على رأس تلك القوى العاملة طاقم مطبخ البيت الأبيض.
ولسوء الحظ بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، عليهم تحمل عبء من الإرشادات السخيفة. إذ يحتاج طاهي البيت الأبيض إلى تلبية احتياجات بطن الرئيس أولاً بأول، والمرور عبر الحدود الأمنية المشددة داخل البناية، واتباع آداب العشاء الفاخر أحياناً.
وعلى مر السنين، قال الكثير من الناس إن الرئيس لديه متذوقي طعام رسميين يتأكدون من أن طعامهم آمن. وبحسب موقع Snopes للتدقيق وتصحيح الحقائق المتداولة، فإن "متذوقي الطعام يعملون نيابة عن رؤساء الولايات المتحدة".
وبالرغم من إقرار الموقع بوجود تلك الوظيفة فعلاً، فقد صرح رئيس الطهاة السابق في البيت الأبيض، والتر شيب، في مداخلة سابقة لصحيفة واشنطن، بأن هذا المنصب غير موجود.
وبينما قال شيب إن متذوقي الطعام وهميون، لكنه اعترف حينها بوجود أنظمة أمنية تهدف إلى حماية وجبات الرئيس. وعلق على ذلك بقوله: "لا شيء يصل للرئيس لم يقع تحت تدقيق شخص ما.. إذا أمسك الرئيس بسكويتة مملحَّة بشكل عشوائي من على الطاولة، فاعلم أنه قد تم فحصه".
الشيف التنفيذي للبيت الأبيض موظف متعدد المسؤوليات
الشيف التنفيذي للرئيس أو طاهي البيت الأبيض الأساسي هو موظف مطبخ مع عدد لا يصدق من المسؤوليات المتعددة. وبحسب مجلة Men's Journal، فإن "الشيف التنفيذي مسؤول عن إطعام الرئيس والأسرة الأولى كل يوم، وتقديم الطعام للضيوف الرسميين في البيت الأبيض -بداية من رؤساء الوزراء إلى الجماهير والضيوف- بالإضافة إلى جميع المناسبات الخاصة للرئيس والسيدة الأولى، سواء الرسمية أو الخاصة".
وتقع مهمة تعيين رئيس الطهاة التنفيذيين للبيت الأبيض ضمن واجبات السيدة الأولى، وهي تتمتع بحق إقالته أيضاً. وفي عام 2005، قالت صحيفة واشنطن بوست إن لورا بوش طردت رئيس الطهاة التنفيذي للبيت الأبيض، وكان هذا الموظف هو والتر شيب السالف ذكره. وقد صرح الشاب المُقال لاحقاً لصحيفة نيويورك تايمز بأنه من الصعب جداً تلبية متطلبات زوجة الرئيس بوش.
الطاهي يجب أن يكون خبازاً ماهراً رفيع المستوى
البيت الأبيض ليس لديه طاهٍ تنفيذي فقط، بل يجب أن يكون متخصصاً في المعجنات بمهارة. وأوضحت سوزان موريسون، طاهية المعجنات التنفيذية الحالية في البيت الأبيض، حدود مسؤولياتها في مداخلة مع مجلة أوبرا عام 2016. وأوضحت أنها مسؤولة عن أي معجنات يتم تقديمها في إطار فعاليات البيت الأبيض، لكن مسؤوليتها الأولى بالطبع هي طلبات الأسرة الحاكمة.
وضمن متطلبات الطهي المتعلقة بالمخبوزات، فإن طاهي البيت الأبيض عليه تحضير منزل من بسكويت الزنجبيل كل عام قبل عيد الشكر، وذلك قبل نقله إلى غرفة الطعام الحكومية حيث سيُعرض لأكثر من 60 ألف ضيف في عادة تلك الفعالية.
الطاهي يجب أن يكون جاهزاً للعمل 24 ساعة خلال أيام الأسبوع
في تصريحات سابقة لطاهي المعجنات في البيت الأبيض بيل يوسيس، لـ HuffPost، قال: "لقد كنا نعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. يجب أن نكون مستعدين دوماً".
وبالرغم من وجود هذه القاعدة، لكنه أكد أنه لم يُطلب منه من قبل تحضير أي وجبة في ساعات غريبة من الليل طوال مدة عمله في البيت الأبيض، التي امتدت 8 سنوات.
فنون العشاء الراقي وتقاليد الإتيكيت الرفيع
تبدو وجبات العشاء في البيت الأبيض وكأنها من أرقى الفعاليات في الولايات المتحدة بأسرها. ووفقاً لجمعية البيت الأبيض التاريخية، تتم إقامة تلك المناسبات لتكريم رئيس الحكومة أو العاهل الحاكم.
وأشار موقع Business Insider إلى أنه يمكن لمئات الأشخاص حضور الحدث الواحد. وبالتالي يبدو أيضاً أنها واحدة من أكثر المآدب إرهاقاً بالنسبة للطهاة.
وفي عام 2012، ذكرت صحيفة بعض قواعد عشاء الدولة: "لا تتم إعادة تقديم قسم إضافي من الوجبة أبداً إلا إذا طلب الضيف ذلك بشكل مباشر".
وعلاوة على ذلك، يمتد الوقت من اللحظة التي يتم فيها أول الأطباق على الطاولة وحتى اللحظة التي يتم فيها تقديم الأطباق الأخيرة، ليس أكثر من 55 دقيقة فقط.
ويجب أن يكون كل صحن جاهز تماماً لتقديمه في الوقت المناسب؛ لأنه لن يتم التسامح مع أي تأخير.
على الطاهي الاستجابة لتحضير أكثر الوجبات غرابة
عندما يجهز مطبخ البيت الأبيض طعاماً للرئيس، يتوجب عليهم تقديم شيء يريد الرئيس أن يأكله في المقام الأول. وهذا يعني أنه إذا كان الرئيس يتوق إلى وجبة غريبة، فيجب على موظفيه إيجاد طريقة لتحضيرها، حتى لو كان الأمر مستحيلاً.
على سبيل المثال، في عام 1969، ذكرت صحيفة ريدينغ إيجل أن الرئيس ريتشارد نيكسون كان يحب أكل الجبن القريش المغطى بالكاتشب. وكتبت الصحيفة: "تحدث نيكسون عن طبقه أثناء ظهوره في مؤتمر البيت الأبيض حول الغذاء والتغذية والصحة. وقال إنه يشعر أنه يجب أن يأكل الجبن القريش لأسباب تتعلق بالنظام الغذائي والصحة، لكنه لا يحب مذاقها وبالتالي يضيف لها الكاتشب الذي يحبه".
وهي الوجبة التي قد لا يظن أي طاهٍ محترف أنه سيتوجب عليه تحضيرها، خاصة إذا ما كان الطباخ هو طاهي البيت الأبيض على وجه التحديد.
درجة عالية من القبول الأمني
وغني عن الذكر أن جهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة لا يريد أن يتعرض طعام الرئيس لتلاعب أو التسميم؛ لذلك، من أجل السماح للرئيس بتناول الطعام، فإنهم يمنحون الشيفات لقباً ومركزاً أمنياً خاصاً يخولّهم الطبخ للرئيس.
وذكر طاهي البيت الأبيض السابق والتر شيب في تصريحات أخرى له لموقع VICE: "التصريح الذي تحصل عليه أثناء عملك في البيت الأبيض يسمى Top Secret Presidential Proximity".
وأكد أيضاً "من الواضح أن هذه واحدة من أكثر الوظائف المتطلبة أمنياً التي يمكنك الحصول عليها"، وتابع: "هذا طبيعي، نحن لسنا قريبين وحسب من الرئيس، بل يمكننا التحكم فيما يدخل جسمه أيضاً. وهذا أمر شديد الحساسية".