استطلاع يرسم صورة قاتمة عن وضعية المرأة العربية خلال الجائحة.. زيادة العنف وتراجع الدخل وفقدان الشغل

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/01 الساعة 18:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/01 الساعة 18:35 بتوقيت غرينتش
إمرأة تجلس مع أطفالها في مخيم نازحين بصنعاء - رويترز

خلص استطلاع أجرته شبكة الباروميتر العربي عن تبعات جائحة كوفيد-19 على النساء في الشرق الأوسط، أنهن " يتحملن العبء الأكبر في المنزل والعمل"، وعلى غرار باقي نساء العامل، فإن تبعات الجائحة انعكست على العاملات منهن أيضاً، بعد أن فقدت شغلهن، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات العنف ضدهن في هذه الفترة، وذلك حسب ما أورده تقرير لشبكة Deutsche Welle الألمانية، الأحد 1 أغسطس/آب 2021.

يأتي هذا في الوقت الذي تشير فيه تقديرات منظمة العمل الدولية لهذا العام إلى أن نسبة العمالة إلى السكان ستبلغ 14.3% فقط للنساء مقابل 70.8% للرجال.

النساء العاملات لم يكن لديهن الكثير ليخسرنه

كان الشرق الأوسط، حتى قبل الجائحة، يسجل أدنى مشاركة للنساء في سوق العمل على مستوى العالم، بمتوسط 27%، وفقاً لبيانات البنك الدولي.

فيما فاقمت الجائحة من هذا الوضع، وفقاً لما أشارت إليه ورقة بحثية جديدة صادرة عن منظمة العمل الدولية (ILO) التابعة للأمم المتحدة.

إذ سجلت الدول العربية، بعد الأمريكتين، ثاني أكبر انخفاض في أعداد النساء العاملات: بنسبة 4.1%، مقارنة بـ1.8% من الرجال بين عامي 2019 و2020.

كما خلص تقرير منظمة العمل الدولية إلى أن "هذه الخسائر في الوظائف والدخل التي تعاني منها النساء أثناء الجائحة ستستمر في المستقبل القريب".

زيادة حادة في العنف الأسري في الأردن ولبنان

من المشكلات الأخرى المثيرة للقلق في الشرق الأوسط تصاعد العنف المنزلي أثناء الجائحة.

إذ أفاد ما لا يقل عن ربع النساء في الدول العربية التي شملها الاستطلاع بزيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي في الجولة الأولى من استطلاع الباروميتر العربي، الذي أُجري بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول عام 2020. وفي المغرب والجزائر، أفادت 47% من النساء بزيادة العنف المنزلي ووصلت النسبة في تونس إلى 69%.

لكن في الجولة الأخيرة من الاستطلاع، التي أجريت بين مارس/آذار وأبريل/نيسان عام 2021، تراجعت الأرقام إلى 25% في المغرب، و24% في الجزائر، و62% في تونس. وفي ليبيا، ارتفعت بشكل طفيف من 26% إلى 29% بينما قفزت في الأردن من 29% إلى 55% وفي لبنان من 23% إلى 43%.

في هذا السياق، تقول ماري كلير روش، القائمة على دراسة الباروميتر العربي، لـشبكة Deutsche Welle: "الأردن ولبنان على وجه التحديد شهدا قفزة هائلة في معدلات حالات كوفيد اليومية قبل إجراء الاستطلاع الأخير مباشرة. والعلاقة بين العنف المنزلي ومعدلات حالات كوفيد-19 تستحق مزيداً من البحث".

كما أكدت ماري لولور، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان لشبكة Deutsche Welle أن "القيود الجديدة المفروضة على الحركة تعني أنه يصعب على النساء الوصول إلى أماكن آمنة عند تعرضهن لتهديد".

عقبات هيكلية تمنع المرأة من العمل

يُعد توفير الإمكانيات وتقليل الحواجز المجتمعية أمام النساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر الطرق استدامة لدعم النساء اللائي يعانين من العنف المنزلي.

تقول ماري كلير روش لشبكة Deutsche Welle: "زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة لها أن تساعد في حماية المرأة بطريقتين: أولاً، تقلل من مقدار الوقت الذي تقضيه مع المسيء لها، وثانياً، توفر لها درجة من الاستقلال المادي عن المسيء".

على أن توفير إطار مناسب يعود إلى الحكومات بشكل أساسي. وأضافت ماري كلير روش: "حين أجرينا استبياناً بين المواطنين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن العوائق المتصورة التي تحول دون انضمام النساء إلى القوى العاملة، كانت المعوقات الهيكلية، أي المعوقات التي للحكومة تأثير عليها، هي الأكثر شيوعاً. وكانت هذه المعوقات نقص خيارات رعاية الأطفال، ووسائل النقل، والأجور المنخفضة".

بالإضافة إلى ذلك، ترى أنه إذا وضعت الحكومات سياسات لزيادة وسائل النقل العام، وبرامج رعاية الأطفال، والرواتب، فستزداد أعداد النساء المستقلات مادياً في الشرق الأوسط.

تحميل المزيد