لقي 9 سياح على الأقل مصرعهم وأصيب 3 آخرون، الأحد 25 يوليو/تموز 2021، إثر سقوط صخور ثقيلة على مركبة تقل سياحاً، بسبب انهيار أرضي في ولاية هيماتشال براديش شمالي الهند.
حيث أظهر مقطع فيديو اللحظةَ المرعبة التي انحدرت فيها الصخور من على أحد الجبال واصطدمت بقرية تشيتكول (وهي مقصد سياحي) الواقعة في جبال الهيمالايا، وقسمت جسراً إلى جزأين، وألحقت أضراراً بالغة بالطرق والمنازل.
كان السائحون، من دلهي، يسافرون على طول طريق من تشيتكول إلى قرية سانجلا القريبة -التي تشتهر بواحد من أنقى الأجواء بالهند- في حافلة صغيرة عندما تحطمت بسبب الصخور المتساقطة، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، يوم الإثنين 26 يوليو/تموز 2021.
في حين قالت وكالة آسيا الدولية للأنباء (إيه.إن.آي) نقلاً عن شرطة الحدود بين الهند ومنطقة التبت، إن السيارة كانت تقل 11 شخصاً أُصيب منهم اثنان، إضافة إلى أحد المارة.
هطول أمطار غزيرة
كما أوضحت تقارير أن الانهيار الأرضي نجم عن هطول أمطار غزيرة تسببت في تآكل التربة.
حيث قال مسؤولون محليون إن الصخور كانت تتساقط من الجبال خلال اليومين الماضيين بعد هطول أمطار غزيرة في المنطقة، وتضررت بالفعل إحدى المركبات في أثناء السير على طول الطريق، لكن دون وقوع إصابات.
على أثر ذلك، هرعت الشرطة إلى موقع الحادث بالقرب من قرية بادسيري بمنطقة كينور في ولاية هيماتشال براديش الجبلية، حسبما ذكرت الوكالة.
من جانبه، قال الرئيس الهندي، رام ناث كوفيند، لصحيفة The Hindustan Times: "حزين للغاية لأنباء وفاة العديد من الأشخاص في انهيار أرضي في كينور بإقليم هيماشال براديش"، معرباً عن عميق تعازيه لأسر الضحايا، ومتمنياً للمصابين الشفاء العاجل.
بدوره، أعرب رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، في تغريدة، عن تعازيه، معلناً اتخاذ الترتيبات اللازمة لتقديم المساعدة المالية لأقارب الضحايا، وتعهد بتعويض أسر القتلى في الحادث.
فيما قال قائد شرطة منطقة كينور، ساجو رام رانا، إن الحادث وقع في "كينور" بولاية "هيماتشال براديش" الجبلية، على بُعد 600 كم من العاصمة نيودلهي، مشيراً إلى أن "الحادث أودى بحياة 9 أشخاص على الأقل".
مقتل 160 شخصاً
في غضون ذلك، نقبت فرق الإنقاذ بالهند في طبقة سميكة من الوحل والركام؛ بحثاً عن أكثر من 60 مفقوداً بعد انهيارات أرضية نتجت عن سيول أودت حتى الآن بحياة أكثر من 160 من السكان في أربعة أيام.
كانت الولايات الغربية، ومنها مهاراشترا وجوا، إضافة إلى كارناتاكا وتلنجانا في الجنوب، هي الأكثر تضرراً من السيول التي غمرت آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية، وأجبرت السلطات على نقل أكثر من 230 ألف شخص لمناطق أكثر أماناً.
في حين قالت حكومة ولاية مهاراشترا، في بيان، إن 149 شخصاً قُتلوا في انهيارات أرضية، إضافة إلى حوادث أخرى مرتبطة بالأمطار الغزيرة، بينما مازال 64 في عداد المفقودين.
وقال مسؤول كبير بحكومة الولاية: "نحاول جاهدين إنقاذ المحاصرين تحت الانهيارات الأرضية في ريجاد وساتارا، لكن احتمال انتشالهم أحياء أصبح بعيداً. إنهم محاصرون تحت الوحل منذ أكثر من ثلاثة أيام"، مشيراً إلى اثنين من الأحياء الأكثر تضرراً.
لكن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول سريعاً للقرى المنكوبة، لأن فيضان الأنهار والانهيارات الأرضية قطعا الطرق، وفق مسؤولين.
كان الساحل الغربي للهند قد تعرض لعواصف مطيرة شديدة على مدى عدة أيام، أُجلي إثرها ربع مليون شخص من منازلهم في ثلاث ولايات، وانقطع التيار الكهربائي بمناطق شاسعة.
في هذا الإطار، يقول الخبراء إنَّ تغير المناخ يزيد وتيرة الطوفان السنوي وشدته، وهو أمر بالغ الأهمية لتجديد الأنهار والمياه الجوفية، لكنه يتسبب أيضاً في وفيات ودمار على نطاق واسع.