كشفت عارضة الأزياء العالمية المسلمة حليمة عدن، التي أصبحت رائدة في مجالها،، الأربعاء 21 يوليو/تموز 2021،، عن أسباب جعلتها تعتزل عالم الموضة، كما وجهت انتقادات عديدة لصناعة الأزياء، ووصفت المهنة بشديدة "الانتهازية"، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
حليمة عدن قالت في مقابلة حديثة أجرتها معها محطة BBC World Service برفقة مصمم الأزياء الشهير تومي هيلفيغر، إنها شعرت قبيل نهاية مسيرتها المهنية في عرض الأزياء بأنها قد فقدت القدرة على الحفاظ على هويتها، وروت حليمة أنها "في العامين الماضيين وثقت بالفريق الذي أبدى استعداده للعمل معي وأنا مرتدية الحجاب، غير أني اصطدمت بعدة مشكلات".
وأوضحت حليمة تلك المشكلات بالقول: "مثل الجينز الذي يوضع على رأسي بدلاً من الوشاح العادي. الطريقة التي صُمِّم الأمر بها كانت أبعد ما تكون عن صورتي الخاصة، استمر حجابي في الانكماش، ليصبح أصغر وأصغر مع كل جلسة تصوير جديدة".
حليمة قالت إنها كانت تعتقد أن عملها في مجال الأزياء سيفتح الأبواب لمشاركة العديد من الفتيات في مجتمعها، مضيفة أنه لم يسبق لها أن تصفحت مجلة ما ورأيت فتاة ترتدي الحجاب، لذا فإن كونها أول شخص يفعل ذلك من أجل الفتيات الأخريات، كان أشبه بحلم يتحقق. إلا أنه في العامين الماضيين [من مسيرتها المهنية]، اشتعل صراع نفسي بداخلها، على حد قولها.
كان أحد البنود الأولية في عقد رعايتها هو ضمان أن يكون لديها مساحة خاصة لتغيير ملابسها، لكن مع مرور الوقت، تسبب ذلك في مشكلات.
ما وراء الكواليس
وسلطت حليمة الضوء على قصص لنماذج أخرى من الاستغلال في مواقع التصوير، وقالت في المقابلة إن الناس في صناعة الأزياء ينظرون إلى عارضات الأزياء على أنهن "من السهل استغلالهن. ويصبح عالم صناعة الموضة شديد الانتهازية".
كما أشارت حليمة إلى محل انتقاد آخر، قائلة إنه "يجب أن يكون هناك تنوع في أطقم العاملين في مجال المكياج والاعتناء بالشعر و(المصممين). فالأمر لا يتعلق فقط بالتنوع في عارضات الأزياء، إنه يتعلق أيضاً بالأشخاص الذين يعملون وراء الكواليس".
وفي عام 2019، دخلت حليمة التاريخ بعد أن أصبحت أول عارضة أزياء ترتدي البوركيني، الذي كان من تصميم تومي هيلفيغر، في جلسة التصوير التي نشرتها مجلة Sports Illustrated وتقول حليمة: "لقد كانت تجربة رائعة إذا استحضرنا تاريخ [البوركيني] فقد كان لدينا أشخاص يحظرونه في الشواطئ العامة"، ومع ذلك فإن "التجربة لم تكن كلها إيجابية"، بحسب حليمة.
توضح حليمة: "شعرت وكأنه يجب عليَّ السير على خيط رفيع ومراعاة الجميع، كنت أتوقع إغضاب العديد من أبناء المجتمعات المسلمة [كنت أسمع] تعليقات مثل (هذا البوركيني مجسم جداً لتفاصيل الجسم)، و(لماذا تصور شيئاً [مثل هذا]؟ شعرت أنني كنت أحاول باستمرار إرضاء معجبي المسلمين، لكن أيضاً الحفاظ على أن أكون عصرية جداً؛ لأن المعجبات الشابات كن يُراسلنني قائلات: (نريد رؤيتك بمظهر جديد، نريد أن نرى حجابك [معقوداً] بطريقة مختلفة".
تقول حليمة إنها بتركها هذه الصناعة تأمل في أن تشكل نموذجاً لعارضات الأزياء الأصغر سناً، "لقد أعطيت العارضات فرصةً للتحدث"، "لقد شعرت بضغوط كبيرة كوني أول عارضة أزياء مسلمة ترتدي الحجاب في الصناعة، وشعرت بأن عليَّ مسؤولية حيال الفتيات اللواتي سيأتين بعدي".
كانت حليمة عدن أعلنت اعتزالها عرض الأزياء في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بسبب مخالفته لمعتقداتها وشعورها بأنها "أقلية داخل أقلية".
في عام 2016، كانت حليمة أول متسابقة مسلمة محجبة تتنافس في مسابقة ملكة جمال مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية. ولاحقاً، وقَّعت عقداً مع وكالة IMG Models لعارضي الأزياء.