قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 21 يوليو/تموز 2021، إن امرأة سرقت ألماساتٍ قيمتها 5.7 مليون دولار من تاجر مجوهرات فاخر في لندن بعد تنكرها بهيئة خبيرة في الأحجار الكريمة، واستبدالها بالألماسات حفنةً من حصى الحدائق، في عملية سرقة معقدة، حسبما ذكرت وثائق المحكمة المعنية بالقضية.
حسب تقرير للصحيفة البريطانية، فإن المزاعم تشير إلى أن السيدة، وتُدعى لولو لاكاتوس، انتحلت شخصية خبيرة في الأحجار الكريمة وتظاهرت بفحص وتقييم 7 ألماسات في صالة عرض متجر "بودلز" Boodles بشارع نيو بوند الواقع في حي ماي فير الراقي بوسط لندن.
سرقة ذكية
فقد وُضعت الجواهر في محفظة مقفلة وكان من المقرر حفظها لدى الجواهرجي في انتظار دفع ثمنها، لكن عندما فُتحت المحفظة، بعد اشتباه خبير الألماس الخاص بمتجر "بودلز" بالأمر، تبين أن المحفظة تحتوي على 7 حصيات صغيرات، بحسب ما ذكره المدعي العام في محكمة ساوثوارك كراون.
المدعي العام فيليب ستوت قال: "المدعى عليها سرقت الألماسات بخفة يد، وكانت المؤامرة التي يُزعم أنها شاركت فيها بدور أساسي ومحوري على درجةٍ عالية من التعقيد والتخطيط والمخاطرة والمكاسب" إذا تمت.
المدعى عليها لولو لاكاتوس، التي تبلغ من العمر 60 عاماً والمولودة في رومانيا لكنها عاشت بفرنسا، أنكرت المشاركة في خطة لسرقة المتجر بالواقعة محل التحقيق في 10 مارس/آذار 2016 أو قبلها.
يُزعم أن لولو لاكاتوس قدمت نفسها على أنها خبيرة لتقييم المجوهرات، وقد أرسلها ثري إسرائيلي يُدعى سيمون غلاس لفحص ألماسات يرغب في شرائها كاستثمارٍ من متجر "بودلز" في 10 مارس/آذار، بحسب وثائق المحكمة.
في اليوم المحدد، اصطحب رئيس مجلس إدارة شركة "بودلز"، نيكولاس وينرايت، الخبيرةَ المزعومة لولو إلى غرفة اجتماعات في الطابق السفلي؛ لمقابلة خبيرة المجوهرات الخاصة بالشركة، إيما بارتون. فحصت لولو الألماس ووزنته، ثم لفَّت كل ألماسة في مناديل مقطوعة مسبقاً ووضعتها داخل عبوات غير شفافة، ثم وضعت الألماسات في كيس يشبه المحفظة المزودة بسحّاب قابل للفتح، والذي أُغلق بعد ذلك.
يقال أن لولو لاكاتوس وضعت بعد ذلك المحفظة المقفلة داخل حقيبة يدها عندما صعد وينرايت إلى الطابق العلوي لتلقِّي مكالمة من المشتري المزعوم.
في السياق نفسه، يقول المدعي العام ستوت: "يبدو أن ما حدث هو أنها استبدلت بالمحفظة التي تحتوي الألماسات محفظةً مطابقة لها وأعادت وضعها على الطاولة".
العثور على الأحجار الكريمة
في اليوم التالي، فحصت شركة "بودلز" المحفظة المقفلة بالأشعة السينية، والتي كشفت عن وجود حجارة شبيهة بألماس داخل المحفظة، لكن موظفيها ظلوا متشككين في أمر ما، لذا فتحوا المحفظة. وقال ستوت: "كان بداخل كل عبوة من العبوات غير الشفافة حصاة صغيرة بدلاً من الألماس!".
شملت الأحجار الكريمة المسروقة، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 5.7 مليون دولار، ألماسةً على شكل قلب يبلغ وزنها 20 قيراطاً وتقدَّر قيمتها بأكثر من 3 ملايين دولار، وألماسة وردية فاخرة على شكل كمثرى بقيمة 1.5 مليون دولار.
أُدين اثنان من أفراد العصابة، وهما كريستوف ستانكوفيتش وميكائيل يوفانوفيتش، بالمشاركة في مخطط السرقة، على حد قول المحلفين.
وقُبض على لولو لاكاتوس في فرنسا بناءً على مذكرة توقيف أوروبية صدرت بحقها في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وسلِّمت إلى المملكة المتحدة. ولا تزال المحاكمة مستمرة.