في واقعة غريبة من نوعها خرج حوالي 400 أرنب عن السيطرة في شارع هادئ في إحدى ضواحي أوكلاند النيوزيلندية؛ حيث غزت الشوارع والحدائق، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
الصحيفة قالت إن القصة بدأت عام 2014 حين اشترت إيلين كولين وديلان لويس أربعة أرانب من أحد متاجر الحيوانات الأليفة لكنهما لم يخصياها. وبدأت الأرانب تتكاثر- تقول إيلين لصحيفة The Guardian: "نحب الأرانب كثيراً" فيما قال لويس: "كانت أعدادها تحت السيطرة، ربما لأول أربع أو خمس سنوات ثم خرجت عن السيطرة".
تعد مجموعات الأرانب مثالاً حياً على منحنى النمو الأسري، ففي غياب المفترسات، تنمو أعدادها بمعدل حوالي 3.5 كل عام، وإذا تُركت أرانب إيلين الـ 400 بمفردها لمدة ثلاث سنوات، فسوف تفوق أعدادها أعداد سكان ضاحية ماونت إيدن مترامية الأطراف التي يسكنها حوالي 14,700 شخص.
ورغم أن الأرانب البرية معروفة نسبياً بأنها حيوانات أليفة، فهي تعتبر آفات في نيوزيلندا. فهي، وفقاً لموقع Newsroom، تكلف نيوزيلندا أكثر من 50 مليون دولار من خسائر الإنتاج الزراعي، و25 مليون دولار أخرى لمكافحتها كل عام.
والآن، اقتربت نهاية الجزء الأكبر من هذه الأرانب، ففي يونيو/حزيران، بعد شكاوى دامت لسنوات من الجيران، قضت محكمة البيئة بالتخلص من هذه الأرانب باستثناء 16 منها "بأي وسيلة ضرورية".
وأمام إيلين ولويس مهلة حتى 2 أغسطس/آب للتخلص من الأرانب بنفسيهما. وحتى الآن، أعدم حوالي 200 منها، ونُقل بعضها إلى ملاجئ الحيوانات. يقول لويس إنه تبقى منها 53 أرنباً، وهو تقدير يبدو متفائلًا للغاية، إذا حكمنا من أعدادها التي تقفز وراءه. وهو يخطط لنقل البقية إلى ملاجئ الحيوانات.
وإيلين حزينة على رحيلها. ولكن ربما تشعر بالقليل من الراحة أيضاً. وتقول إنها استنفدت الكثير من مدخراتها لإطعام أرانبها. وتقول: "إنه التزام كامل". ولكن لماذا الأرانب؟ يقول لويس: "إنها أرواح حرة مفعمة بالحيوية". وأومأت إيلين برأسها موافقة، وقالت: "نعم، لديها عقول مستقلة".