إن كنت من هؤلاء الأشخاص الذين إذا شعروا بالضيق وارتبكت خطواتهم في الحياة قرروا ومن دون مقدمات الجلوس أمام التلفاز ومشاهدة أفلام الكارتون، فاعلم أنك لست وحدك.
إذ تمتلك أفلام الكارتون والرسوم المتحركة مكانة خاصة لدى البالغين مثلما هو الأمر لدى الصغار أيضاً، واتضح أن مشاهدة هذا النوع من الأعمال قادر بالفعل على أن يعود بالنفع الكثير على الكبار، وله العديد من المميزات.
في هذا التقرير نستعرض فوائد مشاهدة أفلام الكارتون على البالغين، وكيف من الممكن لهذا الفعل البسيط أن يقلل من مستويات التوتر والقلق، ويساعد على تخفيف مشقات الحياة اليومية المختلفة.
مشاهدة الرسوم المتحركة تحسِّن الحالة المزاجية العامة
تقول المعالِجة والطبيبة النفسية لوريل شتاينبرغ، لموقع Vice، إن مشاهدة أفلام الكارتون في الحقيقة تعد علاجاً داعماً وفعالاً للحالة النفسية العامة، إذ تتضمن تلك الأفلام والمسلسلات موضوعات مهمة مثل النظام المجتمعي والصداقة والأسرة والعمل الجماعي، وكيف أن الخير دائماً ما يفوز على الشر في نهاية المطاف.
وبالتالي تعمل تلك الصورة الإيجابية المشرقة على تعزيز مشاعر الأمل واليقين لدى الشخص البالغ، خاصة إذا ما كان يعاني من مشاعر القلق أو الحزن جرّاء تطورات وأعباء الحياة اليومية المعتادة، ما يحسّن المزاج العام.
أفلام الكارتون تسهّل توصيل المعلومات
وقد وجدت الأبحاث في جامعة ميشيغان الأمريكية أن تلك الأعمال بما فيها من تجميع لتأثيرات سمعية وبصرية، جنباً إلى جنب مع الشخصيات الملونة والمتحركة، تحسّن من تجربة التعلم الدماغية. وكانت أفلام الكارتون هي الأقدر في توصيل الدروس والمعلومات عن النهج التقليدي للتعلُّم.
بالإضافة إلى ذلك، توصل الرسوم المتحركة بعض الدروس الرائعة في الحياة، بصورة مبسّطة وخالية تماماً من التعقيدات.
وتقول المعالجة النفسية شتاينبرغ: "الرسوم المتحركة تُعد نموذجاً أعلى وأكثر كفاءة في تحمُّل الإحباطات، وهي تنشِّط قدرات الشخص على حل المشكلات". فهي تبني المهارات الأساسية لحل المشكلات، وبالتالي على المدى الطويل يمكن تحسين ظروف الحياة بشكل عام و"مقاومة القلق والاكتئاب"، على حد قولها.
أفلام الكارتون قصيرة وموجزة لتلك اللحظات الخانقة في يومك!
صحيح أن ذلك لا يُعد ميزة بالغة الفائدة، ولكن بالفعل تمثّل مدة أفلام الكارتون القصيرة نقطة محورية في تعزيز شعور الشخص البالغ بالراحة والاكتفاء إذا ما رغب في الحصول على قسط قصير من الراحة وعدم التفكير.
أنت شخص بالغ ومشغول ودائم التنقُّل أو الحركة خلال اليوم، ولديك العديد من الأعباء الذهنية والنفسية التي إن لم تعالجها اليوم طاردتك في اليوم التالي، وبالتالي إن كانت لديك فرصة للاسترخاء لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم، وترغب في عدم بذل أي مجهود ذهني أثناء الحصول على جرعة ترفيهية مكثفة، فإن أفلام الكارتون هي الخيار الأمثل، وفقاً لموقع UPROXX.
وبالإضافة إلى ذلك، لا تفرض الرسوم المتحركة عليك ضرورة الانتباه بشكل كامل، أو تجعلك تشعر بالذنب لأنك قضيت وقتاً طويلاً أمامها، لأنك ببساطة لن تتذكر سوى الأثر الإيجابي للقصص التي شاهدتها.
وأحياناً قد تنسى من الأساس ما شاهدته وتركز فقط على فكرة أنك كنت تروِّح عن نفسك لبعض الوقت أثناء مشاهدة بعض الرسومات المتحركة الجميلة والتصميمات الملونة الإبداعية، وهذا كل ما يُهم لكي تشعر بجرعة فنية سريعة للتخفيف من ضغوطات اليوم.
جرعة مكثّفة من البراءة واللُّطف
الضحك دائماً ما يأتي بسهولة عند مشاهدة أفلام الكارتون، وحتى قبل أن "تستوعب" المقلب أو النكتة فإن تجربتك مع فكرة الرسوم المتحركة دائماً ما ترتبط بنشاط طفولي محبب مثير للابتسام والضحك.
وبحسب موقع Moma Baby Etc، يمكن للرسوم الكارتونية للشخصيات الافتراضية أن تتلاعب بسهولة وتحاكي نفسية أدمغتنا وتتحدث بلسان رغباتنا، خاصة مع سهولة إعادة تشكيل قصص الكارتون الفضفاضة وتطبيقها على مختلف جوانب حياتنا اليومية، وبالتالي من السهل أن نقع في حب هذه الشخصيات وأن نرغب حتى في تقليدها.
وكثيراً ما يتم الاحتفاظ بفكرة مشاهدة أفلام الكارتون كذكرى رائعة للطفولة، إذ تمتلك الغالبية العظمى من البشر ذكريات سعيدة عن هذا المحتوى من الأعمال منذ الصغر وحتى في مرحلة البلوغ.
ويمكنك إعادة استرجاع الماضي من خلال مشاهدة الرسوم المتحركة كشخص بالغ، لأن هناك الكثير من الذكريات الرائعة التي يمكنك تذكرها ومعايشتها من خلال مشاهدة فيلم The Lion King الأصلي على سبيل المثال.
الضحك أفضل علاج.. وأفلام الكارتون دائماً ما تحتوي على الكوميديا
رغم أن الرسوم الكارتونية قد تخفف أعراض القلق والتوتر، بل وحتى الاكتئاب على المدى القصير بسبب رؤيتها الإيجابية للعام، وقدرة الخير الدائمة في الانتصار على الشر، حتى وإن لم يتم ذلك بصورة مباشرة، إلا أنه في حالة الشخص المصاب بالاكتئاب أو القلق المزمن قد تكون الإجابة مجرد مشاهدة شيء يجعلك تضحك، وماذا أفضل من أفلام الكارتون السخيفة لكي تضحك؟
وحول ذلك، تقول الطبيبة النفسية ومعالجة اضطرابات المزاج، جوليا سامبتون، إن "الضحك يمكن أن يكون علاجياً للغاية بشكل يفوق توقعات الكثير من الناس".
وينصح موقع Mayo Clinic الصحي بالضحك كشكل من أشكال علاجات التوتر المزمن والقلق.
وهو لا يعمل فقط على تهدئة التوتر، ولكن أيضاً على تحسين نظام المناعة في الجسم. وأظهرت دراسة من المركز الطبي بجامعة ميريلاند، أن الضحك قد يساعد في منع الإصابة بالنوبات القلبية. ولا شيء يضاهي الضحك على مقلب سخيف في أحد مسلسلات أو أفلام الكارتون للحصول على تلك الجرعة المهمة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية على حدٍّ سواء.
وبينما قد تبدو لحظات الخفة والراحة تلك صغيرة وغير مهمة، تشير الدلائل إلى أنها تساهم في الرفاهية العامة للإنسان.
وبحسب موقع Psychology Today، تساعد المشاعر الإيجابية على توسيع نطاق التفكير، وكذلك تساعد في تحسين العلاقات وتعزيز المرونة والقدرة على التأقلم.
ومع نمو العلاقات وتعميقها، يمكن توليد المزيد من المشاعر الإيجابية، وهي دوامة تصاعدية نحو رفاهية أكبر في حياة الشخص، لذا انطلق ودع الرسوم المتحركة تفعل ما عليها فعله في تحسين حياتك!