استطاع رجل صيني تحقيق حلمه في العثور على ابنه المختطف منذ 24 عاماً، بعد رحلة طويلة امتدت منذ لحظة اختفائه وطالت 500 ألف كيلومتر قطعها عبر البلاد بواسطة دراجته البخارية.
بحسب شبكة BBC البريطانية الثلاثاء 13 يوليو/تموز 2021، فإن متاجرين بالبشر خطفوا ابن رجلٍ يُدعَى غوا غانغ تانغ وهو في الثانية من عمره من أمام منزله في مقاطعة شاندونغ عام 1997، ومنذ ذلك الوقت سافر غوا إلى أكثر من 20 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد على ظهر درَّاجةٍ بخارية.
ووفقاً لوزارة الأمن العام الصينية، تمكَّنت الشرطة من تتبُّع هوية ابنه باستخدام اختبارات الحمض النووي.
وقال تقريرٌ لوكالة China News إن المشتبه بهما، وهما رجلٌ وامرأةٌ كانا يتواعدان في ذلك الوقت، كانا يخطِّطان لخطف الطفل بقصد بيعه مقابل المال.
وبعد أن وجدا ابن السيد غوا يلعب بمفرده خارج المنزل، أمسكته المشتبه بها، التي حُدِّدَت فقط أن لقبها هو تانغ، وأخذته إلى محطة الحافلات؛ حيث كان شريكها، ويُدعَى هو، ينتظرها.
استقل الاثنان عربة القطار إلى مقاطعة خنان المجاورة وباعا الطفل هناك.
وذكر تقريرٌ لصحيفة Global Times الصينية، أن اثنين من المشتبه بهم جرى تعقُّبهما في وقتٍ لاحق والقبض عليهما.
فرحة العثور على ولده
تقول تقارير إعلامية إن نجل غوا عُثِرَ عليه ولا يزال يعيش في المقاطعة.
قال غوا للصحفيين: "الآن بعد العثور على ابني، ستحلُّ السعادة في كلِّ شيءٍ من الآن فصاعداً".
وخلال هذه الرحلة الطويلة، أُصيبَ بكسورٍ في عظامه في حوادث مرورية، حتى إنه واجَهَ لصوص الطرق السريعة، وتضرَّرَت عشر دراجات بخارية استقلَّها في رحلته.
وحمل لافتاتٍ عليها صورة ابنه، ويُقال إنه أنفق مدَّخرات حياته كلها على هذه الرحلة، حيث نام تحت الجسور وكان يتسوَّل من أجل الحصول على المال بعدما نفد منه.
وأثناء البحث عن ابنه، أصبح أيضاً عضواً بارزاً في منظمات البحث عن المفقودين في الصين، وساعد ما لا يقل عن سبعة آباء في لمِّ شملهم بأبنائهم المختطفين.
وبمجرد ورود أنباء عن تحديد مكان ابن غوا، اكتظَّت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل داعمةٍ للأب.
كتب أحد الأشخاص على منصة المدونات الصغيرة Weibo: "ربما استسلم الكثير من الآباء منذ فترةٍ طويلة. إنه مذهلٌ للغاية، وأنا حقاً سعيدٌ من أجله".
وكان اختفاء ابنه مصدر إلهامٍ لفيلم صدر في عام 2015 قام ببطولته آندي لاو، نجم هونغ كونغ.
تمثِّل عمليات خطف الأطفال مشكلةً كبيرةً في الصين؛ حيث يُختَطَف الآلاف سنوياً. وأشارت تقديراتٌ في عام 2015 إلى أن 20 ألف طفل يُختَطَفون سنوياً، ويُباع الكثيرون منهم للتبني داخلياً وخارجياً.