كشفت مواقع أجنبية، الأحد 11 يوليو/تموز 2021، أن أندرس بهرنغ بريفيك، اليميني المتطرف، مرتكب مجزرة النرويج التي راح ضحيتها 77 طالباً في جزيرة أوتويا النرويجية، كان يسعى لبيع حقوق فيلم وكتاب عن حياته مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني.
السفاح بريفيك حاول أن يتواصل مع صانعي الأفلام بـ20 رسالة بعث بها لهم راجياً منهم نشر قصته، كما دعاهم لإجراء مقابلات معه في السجن، مقابل أموال طائلة.
كما صاغ النرويجي سيناريو فيلم خاص بحياته وسيرته الذاتية في زنزانته في سجن "سكين" والمكونة من ثلاث غرف، حيث ينعم بمكتب وصالة ألعاب رياضية ومطبخ، عدا إمكانية الوصول إلى ألعاب الفيديو والتلفزيون، وقالت مواقع أجنبية إن محاولة السفاح بريفيك الوصول للشهرة والمال واستغلال المجزرة التي قام بها بحق العشرات من الأبرياء وهو يقضي عقوبته في سجن مريح تعد "إهانة لضحاياه وأسرهم".
وأضافت أنه حتى وهو داخل السجن لا زال يخطط لجرائمه ولا يزال يسعى لإلهام الآخرين "بالثورة الفاشية".
مجرزة 22 يوليو في النرويج
ويشار إلى أنه في 22 يوليو/تموز 2011، تسبب السفاح بريفيك في أسوأ مجزرة عاشتها النرويج بعد أن فجر قنبلة محلية الصنع خارج مكتب رئيس الوزراء في أوسلو؛ ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين.
بعد ذلك، تظاهر بأنه ضابط شرطة، وأخذ سفينة إلى جزيرة أوتويا، التي أقامت معسكراً صيفياً لقسم الشباب في حزب العمل، الذي ينتمي إلى يسار الوسط في البلاد، حيث قتل 69 آخرين ببندقية نصف آلية. وفي نهاية المطاف، استسلم للشرطة التي قبضت عليه في مسرح الجريمة.
وقال أندريس أثناء محاكمته إن ما فعله كان فعلاً واعياً ومتعمداً، وإنه كان في قواه العقلية بالكامل، وعن سبب قيامه بذلك، أشار إلى أن ندمه الوحيد هو أنه لم يقتل أكثر، وهذه الأيديولوجية المعادية للهجرة والإسلام والتعددية الثقافية هي بالفعل ما تشكل نظرته الشنيعة للعالم.
ادَّعى بريفيك أن لديه "ملايين" من المؤيدين في حركة اليمين المتطرف بأوروبا، لكن محاميه لم يستطع تقديم شاهد واحد ليؤكد هذه الفكرة "النرجسية"، والشخص الوحيد الذي تمكن محاميه من إقناعه بالإدلاء بشهادته خلال المحاكمة، قال إن بريفيك "التقاه" مرة في منتدى لعبة World of Warcraft على الإنترنت.
من هو أندريس بريفيك؟
يصف المحللون بريفيك بأنه متطرف يميني له وجهات نظر معادية للمسلمين وكراهية عميقة للإسلام، في حين اعتبر نفسه فارساً لصد موجة الهجرة الإسلامية إلى أوروبا.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن ذكر إسرائيل ورد ما لا يقل عن 300 مرة بوثيقة بريفيك في إطار إيجابي للغاية، وفي الوقت نفسه انتقد الاتحاد الأوروبي؛ لأنه لا يتعاطف مع إسرائيل، التي يمتدح طريقة تعاملها الصارمة مع مواطنيها المسلمين مقارنة بالاتحاد الأوروبي وبلدانه، حسب قوله.
وصفته في البداية وسائل الإعلام الغربية بأنه مسيحي أصولي، وإرهابي مسيحي، وقومي متطرف، ويرى أن "معركة فيينا في عام 1683 يجب أن يتم الاحتفال بها كعيد الاستقلال لجميع الأوروبيين الغربيين؛ لأنها كانت بداية النهاية للموجة الإسلامية الثانية للجهاد"، حسب تعبيره.
ويحث بيانه الوطنيين الهندوس على طرد المسلمين من الهند، ويطالب بالترحيل القسري لجميع المسلمين من أوروبا، لكنه في الوقت ذاته لا يبدو متديناً، وانتقد بشدةٍ البابا بنديكتوس السادس عشر؛ لحواره مع المسلمين، قائلاً: "لقد تخلى البابا بنديكت عن المسيحية وعن جميع المسيحيين الأوروبيين، إنه بابا جبان، غير كفء، فاسد وغير شرعي". ومن ثم، سيكون من الضروري، يكتب بريفيك، الإطاحة بالهرمية البروتستانتية والكاثوليكية، وبعد ذلك سيؤسس "المؤتمر المسيحي العظيم" كنيسة أوروبية جديدة.
وأيضاً، أدان بريفيك النشاط التبشيري المسيحي في الهند؛ لأنه سيؤدي إلى "تدمير كامل للدين والثقافة الهندوسية".